الخبر وما وراء الخبر

أبعاد ودلالات استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ابراهام لينكولن

9

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

13 نوفمبر 2024مـ 11 جماد الاول 1446هـ

تقرير|| إبراهيم العنسي

في توقيت ينظر إليه بأنه صعب، حيث يمثل فترة انتقال للسلطة في واشنطن ما بين ترامب وبايدن.

ومساع ديمقراطية ربما للزج بترامب في أتون حرب دائرة أو حروب أكثر تصعيد وقوة تعاكس وعود ترامب بإيقاف الحروب، رغم أن هناك مؤشرات لا توحي بحصول ذلك بعهد الرئيس الجديد أو على الأقل في السنة الأولى لتوليه الرئاسة الأمريكية.

وبالنظر لجملة اعتبارات فإن موقف وسلوك صنعاء ضد السفن والقطع البحرية الأمريكية المعادية يشير إلى حقيقة واحدة أن ذلك الموقف لم ولن يتغير، طالما استمر العدوان على غزة وعلى لبنان وعلى اليمن نفسه.

ويمكن الاستشهاد بما قاله السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب سابق أنه “لا ترامب ولا بايدن ولا أي مجرم في هذا العالم سيتمكن من أن يثنينا عن موقفنا الثابت المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني”.

وقوله: “لدينا في اليمن تجربة مع ترامب وكذلك المنطقة بكلها، والنتيجة أنه لم يحسم الجبهات في اليمن ولم ينجح في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران والعراق”. إذ تنظر القيادة الثورية والسياسية في صنعاء أن السياسة الأمريكية واحدة لا تتغير في الغالب الأعم سواء كان الرئيس جمهورياً أم ديمقراطياً، على الأقل فيما يخص العرب والمسلمين.

دليل ذلك على عجلٍ ما جاء بالأمس عن مرشح ترامب المحتمل لوزارة الخارجية السيناتور “روبيو” ردًا على سؤال أحد المواطنين المؤيدين لفلسطين “أنه لا يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، مطالباً الكيان الاسرائيلي بالقضاء على جميع قوات حماس”، واصفاً إياهم بـ”حيوانات شرسة” بزعم ارتكابهم جرائم مروعة حسب تعبيره.

هذا غير مستغرب من الإدارات الأمريكية المتعاقبة، فالسياسات والخطوط العريضة تبقى كما هي.

أما التغيير، فمحصور في أساليب وتكتيكات تنفيذها لا أكثر وإن كان يُرى أن ترامب سيكون حالة استثنائية بحكم التجربة السابقة له كرئيس يستطيع تجاوز النسق المؤسسي في الحكم.

مع عملية الثلاثاء العسكرية للقوات المسلحة فإن صنعاء تؤكد أنها لا تكترث لمستجدات الساحة الأمريكية طالما ظلت جزءاً وشريكاً في عملية الإبادة الجماعية لسكان غزة ومساعيها لتصفية القضية الفلسطينية.

البعد السياسي

بالنظر إلى المشهد السياسي الأمريكي فيما يخص العدوان والحصار على اليمن واستمرار حرب غزة ومجازر الإبادة الصهيونية واستمرار حرب لبنان، يأتي هذا الموقف اليمني كتصعيد في مواجهة صانع القرار الأمريكي الغربي وحتى الإسرائيلي، فصنعاء تبعث برسالة تحذير لواشنطن على أنها تراقب كل التحركات الأمريكية براً وبحراً وجوًا، وإن أي تحرك سيواجه بتصعيد يمني أكبر.

حيث أن المصالح الأمريكية بالمنطقة تحت مرمى أسلحة وصواريخ اليمن، في ظل الاستعداد لمعركة طويلة الأمد مع أمريكا وحلفائها.

في هذا السياق يمكن التأكيد على ما جاء في تغريدة لعضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، توعد فيها بالتعامل قريبًا مع طائرات الإف١٦ والإشارة إلى مساعي القوات اليمنية لتطوير منظومات دفاع قادرة على اسقاط مقاتلات إف ١٦ الأمريكية كمرحلة أولى وصولاً إلى طائرات إف٣٥.

ورسالة صنعاء التي أوصلتها لواشنطن باستهداف حاملة الطائرات أبراهام لينكولن كانت واضحة ” أننا مازلنا في مواجهة إدارة الخرف الصهيوني “بايدن” كما أننا نعرف الرئيس القادم ترامب فقد خبرناه لأربعة أعوام في ولايته الأولى، ونعرف ما وراء صعوده وتوجه سياسته الداعمة لإسرائيل رغم عدم التأييد الكبير له في الداخل اليهودي ، حيث يقود هذا الرئيس المتطرف مشروع وباقة وعود لإسرائيل كان بعضها ضمن شروط تقديم الدعم الانتخابي له كما حصل مع المليارديرة اليهودية إديلسون ووعده لها إلحاق الضفة الغربية بإسرائيل كما وعد زوجها قبل بنقل السفارة الاسرائيلية إلى مدينة القدس في فترة رئاسته الأولى، وهو الأمر الذي فعله.

ولعل الرسالة اليمنية، مع ما حملته من زخم معلوماتي سيتداوله الاعلام الدولي، قد أوصلت الموقف اليمني بالطريقة التي يفهمها الأمريكيون، وهي استخدام عنصر القوة، لكن هذه المرة سيكون وقعها كبيراً، فالعقلية التجارية للرئيس الأمريكي القادم على قدر صهيونيته ونازيته ستكون بمثابة كوابح لجنونه خاصة مع وجود القوة التي يمكنها أن تقف أمامه كجدار مانع.

في الجانب السياسي أيضاً، فإن استهداف رمز القوة الأمريكية الأكثر تطورًا مقارنة بحاملة الطائرات “ايرنهاور” سينعكس على الداخل الأمريكي، حيث سيجد الرئيس الحالي بايدن أن هذا الاستهداف المزعج بهذا التوقيت سيضاف إلى رصيده السياسي السلبي كصورة من صور إخفاقه، حيث كان التقدير السياسي بإقحام حاملات الطائرات في مواجهات القوات المسلحة اليمنية قراراً كارثياً انعكس أكثر على تراجع ثقة الغرب وحلفاء أمريكا بالقدرة والهيمنة الأمريكية البحرية.