الخبر وما وراء الخبر

الذكرى السنوية للشهيد.. محطةٌ غنيةٌ بالدروس والعبر

4

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

11 نوفمبر 2024مـ 9 جماد الاول 1446هـ

تقارير || أصيل نايف حيدان

يستلهمُ اليمنيون سنويًّا من شهدائهم الدروسَ الكبيرةَ في الصبر والثبات والاحتساب، كما يتعلَّمون معنى العزة والكرامة لأُولئك العظماء الذين قدَّموا أرواحَهم رخيصةً في سبيل الله، ومن أجل أن تحيا الأُمَّــةُ في أمن، وأمانٍ وعزةٍ وكرامة، بعيدًا عن كُـلِّ مشاريع الوصاية والعبودية.

لذلك خلّد التاريخُ مناقبَهم، وأحيا اللهُ أرواحَهم؛ فهم يعيشون عند ربهم أحياء يُرزَقون، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان؛ لذلك تأتي الذكرى السنوية للشهيد لنستلهم من تضحيات هؤلاء الأبطال معاني الصبر والصمود ومواجهة الباطل، ونسير على دربهم نحو العطاء ومقارعة الباطل، لنفوز برضا الله وكرمه.

وحول أهميّة وتأثير الذكرى السنوية للشهيد يؤكّـد العلامة فؤاد ناجي أن “ذكراهم مدرسة تعزز الحالة الإيمانية لدى الشعب اليمني، ويستفيد منها المجاهدون في تعزيز الروحة الجهادية، وحب التضحية والفداء”.

ويشير العلامة فؤاد ناجي في تصريحٍ لـ “المسيرة” إلى أننا “عندما نستذكر الشهداء ونستذكر عطاءهم فَــإنَّ ذلك يدفعنا للاستمرار في دربهم والوفاء لدمائهم والسير على نهجهم وحمل قضيتهم والسعي لتحقيق أهدافهم”، مُضيفًا أن “ذكراهم تعيد لنا الروحية الجهادية بعد أن كانت قد فترت أَو أثّر عليها أيُّ شيء من المؤثرات فتأتي الذكرى السنوية للشهيد لتذكرنا بالذين قضَوا نحبهم فنكون نحن ممن ينتظر وما بدَّلوا تبديلًا”.

ويضيف أن “الذكرى السنوية للشهيد تنعكس على نفوس المجاهدين حينما يتذكّرون بطولات الشهداء وعطاءهم وتضحياتهم؛ فهذا يدفعهم إلى التضحية والعطاء وإلى التأسي بهم في جهادهم وشجاعتهم وإبائهم ومواقفهم التي سطَّروها ولا سيما الشهداء العظماء”، مُشيرًا إلى تأثير الذكرى السنوية للشهيد على أُسَرِ الشهداء بأنه جزءٌ من رد الجميل لأسر الشهداء الذين هم أسرنا جميعًا.

ويؤكّـد أنه في “الذكرى السنوية للشهيد تتلقَّى أُسَرُ الشهداء الزيارات من الجهات الرسمية والمعنيين وَأَيْـضًا محطة لتعريفهم أن شهداءهم هم محط إعزاز وإكبار واحترام لدى الجميع وأنهم شهداء القضية العادلة وشهداء الحق وشهداء القدس وشهداء الأُمَّــة”، وأنهم -أسر الشهداء- يعلمون أن تضحيات شهدائهم لن تذهبَ هدرًا ولن تضيعَ سُدَىً”.

ويتطرق ناجي إلى ما نستلهمه من سير الشهداء العظماء، معتبرًا أنهم أساتذة هذه المدرسة وعمالقتها الذين قدموا لنا الدروس بدمائهم وأرواحهم وتضحياتهم وليس بمُجَـرّد كلام أَو حبر على ورق، بل كتبوا الدروس لنا في صفحات التاريخ وخلّدوا ذكرياتهم وحفروا مواقفهم على ذاكرة الأجيال التي ستظل حافظةً لها وتتوارثها جيلًا بعد جيل”.

خاتمًا حديثه بالتأكيد على أن مدرسة الشهداء مدرسة غنية بالدروس والعبر، و”يمكننا أن نتتلمذ في هذه المدرسة لنكون مثل “أُولئك الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ”.

 

من جانبه يترحم الناشط السياسي والإعلامي توفيق الحميري على شهداء المسيرة القرآنية -رضوان الله عليهم-، متوجّـهًا بكل “التحية والإجلال والتقدير لأسر الشهداء على ما نالوه من الشرف والمكانة والعزة وما قدموه من عطاء وتضحية”.

ويوضح في تصريحٍ لـ “المسيرة” مدى الأثر الذي يأتي من إقامة الذكرى السنوية للشهيد في نفوس المجاهدين وهو إحياء الأثر العظيم نفسه الذي قدمه الشهداء في سبيل الله وتجديد لامتداد السيرة والطريق والنهج الجهادي القرآني المحمدي المشرِّف؛ تحقيقًا للوفاء لهم وتأكيدًا لانتصار تضحياتهم ودمائهم وتعزيزًا للثبات على مبادئهم وقيمهم السامية، واستبشارًا باللحاق بهم والفوز العظيم الذي نالوه والمكانة التي ارتقوا إليها وهي الخلود الأبدي عند ربهم؛ باعتبَارها أسمى ما يمكن أن يحقّقه الإنسان من الحياة الدنيا”.

ويتطرق الحميري لأثر إقامة الفعاليات التي تقام بهذه الذكرى العظيمة، قائلًا: “إن إقامة الذكرى السنوية للشهيد بالغةُ الأهميّة لأسرهم تكريمًا لما بذلوه وما قدموه من عطاء وتضحية وتجسيدًا لمكانتهم في المجتمع والأمة؛ كي تبقى ثقافة الشهادة في سبيل الله حاضرة في الأُمَّــة ومدرسة ملهمة للأجيال بأرقى مفاهيمها القرآنية ونماذجها الباقية على العهد والمُصادِقة لصدق الشهداء وما عاهدوا الله عليه”.

 

 

وفي السياق يؤكّـد الناشط الثقافي أبو علي التوعري أن “تأثير إقامة الذكرى السنوية للشهيد على نفوس المجاهدين كبير ومهم جِـدًّا؛ لأننا نستذكر كيف كان بذلهم وكيف كانت أخلاقهم وكيف كان إحسانهم لكل مجاهد”.

ويضيف في تصريحٍ لـ “المسيرة” أنه “لا يوجد مجاهد إلا وله ذكرى مع شهيد ويستذكر ويتأثر، وكذلك لكل أسرة شهيد ذكرى مع شهيدها الذي قدمته وتتأثر به وبصفاته وأخلاقه”.

ويقدم التوعري “نصيحته لكل مجاهد أن يستذكر ذلك الشهيد وكيف كان ليس في إحياء المناسبة فقط بل في كُـلّ حين وفي كُـلّ موقف”، مؤكّـدًا على نفسه شخصيًّا قائلًا: “أحيانًا أتذكر شهداءَ من الذين عرفتهم ويترك تذكُّرُهم أثَرًا في نفسي، ويعلم الله أن عينَيَّ أحيانًا تدمع وأتساءل: هل ما زلتُ في طريقهم!”.

ويواصل حديثه: “نحن كمجاهدين يجب أن نحملَ روحية الانتظار للشهادة التي فاز بها الشهداء “فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا” وإحياءُ المناسبة وقودٌ نتزود به في مواصلة المشوار”، مُضيفًا برسالةٍ للمجاهدين أن “كل شهيد في أسرتك أَو أخ شهيد لك أيها المجاهد هو سَلَّمَ لك راية الجهاد يجب أن تحملَها وتحملُ المبادئَ والقِيَمَ التي حملها”.