الخبر وما وراء الخبر

القائد السابق للمنطقة المركَزية الأمريكية.. اليمنيون هزمونا ومع الوقت سيقتلون جنودَنا

1

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

9 نوفمبر 2024مـ 7 جماد الاول 1446هـ

على وَقْعِ المساعي الأمريكية للذهاب نحو تصعيد جديد ضد اليمن؛ على أملِ وقف جبهة الإسناد اليمنية لـ (طُـوفَان الأقصى)، برزت شهاداتٌ أمريكيةٌ جديدةٌ وصريحةٌ بانتصار اليمن في المواجهة مع الولايات المتحدة وهزيمة الأخيرة، وانعدام أية حلول سوى وقفِ الإبادة الجماعية في غزة؛ الأمر الذي يؤكّـدُ مسبقًا حتميةَ فشل كُـلّ محاولات التصعيد.

الشهاداتُ الجديدة نقلها موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، وهذه المرة عن القائد السابق للقيادة المركَزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكنزي، الذي قال بوضوح إن من وصفهم بـ “الحوثيين” قد “هزموا إدارة بايدن”.

وأضاف: “لقد انتصر الحوثيون، وفشلنا.. إنهم يسيطرون على باب المندب” حسب وصفه.

ولم يكتفِ ماكنزي بذلك، بل ذهب إلى أبعدَ من ذلك وقال: “عاجلًا أم آجلًا، سوف يحالفهم الحظ [أي اليمنيين] ويقتلون أفرادَ الخدمة الأمريكية” وفقًا لما نقل التقرير، في إشارة واضحة إلى أن مستقبلَ كُـلّ سيناريوهات المواجهة مع اليمن تنطوي على المزيد من الضربات التأريخية التي سيتلقاها الجيشُ الأمريكي، ولا يوجدُ أُفُقٌ للانتصار في هذه المواجهة.

هذا أَيْـضًا ما أكّـده السفيرُ الأمريكي السابق لدى اليمن، جيرالد فايرستاين، والذي نقل عنه الموقعُ البريطاني قوله: إن “الطريقة الأكثر مباشرة أمام الولايات المتحدة لوقف هجمات الحوثيين هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة” حسب قوله؛ وهو ما يعني أن أفق التصعيد العسكري مسدودٌ تمامًا.

واعتبر فايرستاين أنه حتى مسارُ التصعيد الاقتصادي ضد اليمن لن ينجحَ بدون وقف الحرب على غزة، حَيثُ زعم أن “وقف إطلاق النار هو ما سيمنح الولايات المتحدة فرصةً لإقناع شركائها في المنطقة مثل مصر والسعوديّة بفرض عقوبات اقتصادية” على اليمن، حَــدَّ قوله.

وتعكسُ هذه التصريحاتُ بوضوح الفشل المحتوم مسبقًا لكل المساعي الأمريكية، سواء من قبل إدارة بايدن في ما تبقى لها من فترة، أَو من جانب إدارة ترامب، فيما يتعلق بالضغط على صنعاء عسكريًّا أَو اقتصاديًّا؛ لوقف دورها المؤثر في معركة إسناد (طُـوفَان الأقصى)، وعملياتها المتصاعدة المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني.

وتعزز هذه الشهادات ما أكّـده قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مؤخّرًا بشأن استحالة التأثير على الموقف اليمني المبدئي في هذه المعركة، وعدم وجود أي سبيل أمام الأعداء سوى وقف جرائم الإبادة في غزة ولبنان.

وتضافُ تصريحاتُ ماكنزي وفايرستاين إلى قائمةٍ طويلةٍ من الشهادات والاعترافات التي أكّـدت طيلةَ الفترة الماضية استحالةَ وقف جبهة الإسناد اليمنية عن طريق التصعيد، ومن ذلك اعتراف قائد الأسطول الأمريكي الخامس جورج ويكوف في أغسطُس الماضي بصعوبة تطبيق ما وصفه بـ “سياسة الردع التقليدية” ضد اليمن، وتأكيده على أن الحل لن يكون عسكريًّا بل دبلوماسيًّا وأن “الترسانة اليمنية أصبحت أكثرَ قوَّةً مما كانت عليه قبل عقدٍ من الزمانِ، وتطورت إلى ما هو أبعدُ بكثير مما كان متوقَّعًا”.

وتعكسُ هذه الاعترافاتُ والشهاداتُ الأَسَاسَ الصُّلْبَ والثابتَ الذي يستند عليه الموقفُ اليمني في هذه المواجهة، في مقابل هشاشة موقف الولايات المتحدة وشركائها؛ وهو ما يعني أن كُـلَّ محاولات التصعيد العسكري والاقتصادي ضد اليمن نابعةٌ من سياسة تخبط وعشوائية يحكُمُها العجزُ والشعورُ بالانزعَـاج من الهزيمة، ولا تتضمَّنُ أَيَّ أُفُقٍ حقيقي لتحقيق نتائجَ مؤثِّرة.