اوباما بين سندان السعودية ومطرقة اليمن
ذمار نيوز– متابعات
في تقرير “حصري” لصحيفة “الاندبندنت” نشرته (الأربعاء 20 أبريل/نيسان 2016)، قالت إن جماعات حقوق الإنسان حثت الرئيس باراك أوباما، في زيارته إلى المملكة العربية السعودية، لاستبعاد بيع القنابل العنقودية المثيرة للجدل وسط أدلة متزايدة على أنها استخدمت ضد المدنيين في اليمن.
قالت صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، إن زيارة الرئيس الأميركي جاءت وسط تزايد التوتر بين الحليفين على علاقة أميركا مع إيران، فضلاً عن احتمال إطلاق وثائق تربط المسؤولين السعوديين بهجمات 11/09 الارهابية.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض، إن أوباما سيناقش مع القادة الخليجيين سبل مكافحة داعش بالاضافة الى سبل “حل النزاعات الإقليمية”.
ولكن الرئيس اوباما، بحسب ما تفيده الصحيفة، تم الضغط عليه لاستغلال الفرصة لاثارة مجموعة من القضايا المتعلقة بالسجل السعودي لحقوق الإنسان، وليس أقلها عشوائية حملة القصف السعودية في اليمن.
وفي حديثهم لصحيفة الاندبندنت، قال ممثلون عن هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية وحملة ضد تجارة الاسلحة، ان الوقت قد حان لأوباما لاتخاذ موقف بشأن الضربات الجوية التي تقودها السعودية لما يزيد عن سنة والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 3200 مدني والتي يمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم الحرب.
وتشير الصحيفة ان منظمة هيومن رايتس ووتش قدمت مرارا وثائق وأدلة للبنتاغون تؤكد استخدام التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن قنابل عنقودية أمريكية الصنع.
من جانبها قالت السيدة بلقيس ويلي الباحثة في شؤون اليمن والكويت وممثلة منظمة هيومن رايتس ووتش للاندبندنت، انها أمضت أشهراً تجمع أدلة من بين أنقاض المباني المدنية التي دمرتها القنابل الامريكية والبريطانية التي تم تزويدها للتحالف السعودي. وأضافت، انها رأت بنفسها شخصياً القنابل العنقودية – التي لا يمكن استخدامها بموجب القانون الدولي – في أو بالقرب من المناطق المأهولة واستخدمت بطرق عشوائية وغير مشروعة.
وتعهد مسؤولو وزارة الخارجية الامريكية سابقا للضغط على نظرائهم السعوديين بعد “تقارير الانتهاكات بحق المدنيين” في اليمن. لكن جماعات حقوق الانسان قالت إن على أوباما اظهار قيادته واستبعاد الصفقات المستقبلية وبالاخص القنابل العنقودية للمملكة.
وتقول السيدة بلقيس ويلي، إنه على الرغم من ان الكونغرس الامريكي قال انه لا يمكن بيع تلك القنابل الخطيرة إلى البلدان التي تستخدمها في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، لكن بعدما شاهدنا (في هيومن رايتس ووتش) استخدام تلك القنابل في هذه الحرب، سيكون من غير المعقول بالنسبة للولايات المتحدة بيعها إلى المملكة العربية السعودية مرة أخرى.
ودعت السيدة ويلي، الى فرض حظر على جميع القنابل العنقودية، وحظر كامل على السعودية من أي اسلحة وخاصة الامريكية والبريطانية، حتى تغير من سلوكها في سياق هذه الحرب.
من جانبها نشرت منظمة العفو الدولية رسالة مفتوحة قبل زيارة أوباما إلى المملكة العربية السعودية، وهي جزء من جولة حول العالم بما في ذلك بريطانيا ثم ألمانيا، حثت الرئيس اوباما فيها على عدم تجاهل قضايا حقوق الإنسان خلال رحلته.
ومن الذين انضموا الى دعوة الرئيس أوباما لوقف حد لبيع القنابل العنقودية الى السعودية، أوليفر سبراغ، مدير مراقبة التسلح في منظمة العفو الدولية بالمملكة المتحدة.
وقال أوليفر سبراغ للصحيفة، “ان بيع القنابل العنقودية إلى المملكة العربية السعودية شيء يثير الدهشة خاصة انها تستخدمها بشكل عشوائي، داعياً الرئيس أوباما لوضع حدا لذلك.
مشيراً ان الذخائر العنقودية الأمريكية الصنع التي استخدمتها قوات التحالف السعودية، أسفرت عن مقتل وتشويه عدد لا يحصى من المدنيين اليمنيين، والآن هو الوقت المناسب بالنسبة للولايات المتحدة أن توافق على حظر هذه الأسلحة المروعة”.
من جانبه قال المتحدث باسم حملة ضد تجارة الأسلحة CAAT أندرو سميث، ان استخدام الذخائر العنقودية في اليمن امر رهيب لما لها من آثار مدمرة، مضيفاً ان استخدامها بشكل غير اخلاقي وقانوني يؤكد ازدراء القوات الجوية السعودية لحقوق الإنسان.