الخبر وما وراء الخبر

ولكن حبى لليمن أكثر

140

ذمار نيوز |بقلم / ابراهيم سنجاب كاتب مصري

أنا من محبى دولة الإمارات وممن يحترمون شعبها ويترحمون على قائدها العربي الاصيل العظيم المرحوم الشيخ زايد , لم نر منه فى مصر وفى العالم العربي إلا كل خير .

ولدى استعداد عاطفي كبير جدا للحزن على قتلى الجيش الإماراتي فى مأرب أمس . ولكن حزني على ضحايا القصف الخليجي فى اليمن أكثر وأعمق , جيشهم يدمر وشعبهم يقتل على مدى 5 أشهر بلا رحمة أو حتى تعاطف , وليس من المنطقي أن تطلب من الذبيح ألا يصرخ ! بينى وبين نفسى لا أجد أى إجابة عن سؤال : لماذا تقاتل الإمارات فى اليمن ؟

أفهم أن بين السعودي واليمن ( ما صنع الحداد ) كما نقول فى مصر وأفهم أن الكويت والبحرين تابعتان للسعودى , ولكن الإمارات لا. ثم يراودني خاطر , لماذا لم يقتل فطريون فى اليمن ولا سوريا ولا ليبيا حتى الأن ؟

أليست قطر عضوا فى مجلس التعاون الخليجي والتحالف الدولي فى سوريا وتحالف الناتو فى ليبيا من قبل ؟ !

ما أعرفه أن الإمارات لديها رغبة للاستثمار فى ميناء عدن , وقد تناثرت بعض التسريبات عن حصول شركة موانئ دبى الاماراتية على امتياز لإدارته لمدة 50 عاما , وهى ذات الشركة التى تقدمت بعروض لتطوير ميناء فارس الإيراني على الخليج وموانئ ايران على بحر قزوين قبل عدة أيام , إذن المسألة ليست عداء عربى إيراني ولا مواجهة سنية شيعية كما تشيع وسائل اعلام السعودي القطرى الناطقة بالعربية والانجليزية وربما بكل اللغات .

ولو أن الإمارات أرادت أن تستثمر فى كل موانئ اليمن وأي ميناء عربي على البحرين والخليجين لرحب بها اليمنيون وكل مواطنى الدول العربية .

ما الذى يجرى فى البلاد التى نشأنا على احترامها ؟

فى اليمن الذى يقال أنه فقير وهو غنى والامارات العروبية حقا , وفى سوريا النصف الأخر لمصر , وما الذى جرى للسودان عمق الأمة فى قلب أفريقيا وليبيا جناحها الأيسر وقبل هذا وبعده فى العراق المبتلى بعروبته ؟ هل نحن أغبياء فعلا ؟

ومن يقودنا نحو الهلاك وتقطيع الأرحام والأوصال , ومن يستطيع أن يقتع السعودي أنه يستطيع ومعه كل العرب أن يقطع دابر إيران فى المنطقة العربية لو تعامل بالسياسة وأحسن التصرف فى أمواله اذا كان حقا يريد ذلك ولم يكن يؤدى دورا مرسوما أجبرته عليه أمريكا ! عشنا سنوات طويلة بدون الدولة القائد للأمة منذ اللحظة التى طمع فيها الأثرياء الجدد فى دور مصر بعد حرب أكتوبر 73 عندما ارتفع سعر البرميل الأسود من 3 دولار إلى 33 .

واليوم اقتنع العرب القاتلين والمقتولين بأن دور مصر القيادي هو الحقيقة التاريخية الطبيعية التى يجب التسليم بها لو كانوا يؤمنون بأنهم أمة واحدة فعلا , وأن لهم مشروعا حضاريا يمكن أن يتقبله العالم أو حتى يرفضه .

ولكن هل مصر جاهزة لاستعادة دورها ؟ ومن من العرب سيقبل ومن سيرفض؟ !