الغواصات المسيرة تنضم لترسانة اليمن …قاتل جديد للسفن والأساطيل
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
28 أكتوبر 2024مـ – 25 ربيع الثاني 1446هـ
تقريــر|| زين العابدين عثمان
ما تمتلكه قواتنا المسلحة -بفضل الله تعالى- من أسلحة وامكانات عسكرية خصوصاً فيما يتعلق بالأسلحة البحرية فقد ظهر جانباً من التقنيات والامكانات المتطورة في هذا المجال، منها تقنيات هجومية لم تصل إليها سوى دول محدودة في العالم، مثل روسيا، والصين، وأمريكا، ونظائرها من الدول المتقدمة.
لقد تم انجاز أنواع مختلفة من الأسلحة ذات البعد التكتيكي والاستراتيجي، منها الألغام البحرية، والطائرات المسيرة الانتحارية، والزوارق المسيرة، وترسانة ضاربة من الصواريخ طراز بر-بحر المضادة للسفن، بالإضافة إلى “الغواصات المسيرة Marching submarine “التي تعتبر واحدة من أهم التقنيات التي طورتها العقول التصنيعية اليمنية، كجزء من الترسانة المخصصة لحماية السيادة البحرية ومواجهة تهديدات سفن وأساطيل الدول المعادية.
الغواصات بشكلها العام أحد مرتكزات القوة البحرية للجيوش، ومن أهم الأسلحة التي تتنافس فيها الدول الرائدة على تطويرها باستمرار وزيادة مستوى قدراتها وفاعليتها في الحروب البحرية.
تم تصميم العديد من هذه الغواصات تتقدمها الغواصات النووية، الحاملة الصاروخية، والغواصات الاستكشافية، وغواصات التحكم عن بعد “درون” التي تنقسم إلى غواصات ذات قدرة هجومية، وغواصات مخصصة للاستخبارات والتجسس.
الغواصات وأهميتها في موازين الحرب الحديثة
ومع تطور أساليب الحروب البحرية، وتغير مفاهيمها وسيناريوهاتها وفقاً لواقع الاحتياج، والمتطلبات التي تقتضيها المرحلة، والثورة التقنية التي فرضت آفاقاً وتغيرات جوهرية في ميزان القوى والردع، فقد اتجهت الدول الرائدة في سباق تسلح جديد لتطوير تقنيات وأنظمة عسكرية غير مسبوقة تختزل في مواصفاتها “”قوة التأثير، وتحقيق التفوق وقلة الكلفة”، حيث وصل هذا السباق الذروة مع أحداث الحروب في الشرق الأوسط، والحرب الروسية الأوكرانية.
كان السباق متوجهاً نحو أنظمة الصواريخ الفرط صوتية، وأسلحة الدرون بمختلف أنواعها (الطائرات المسيرة -الغواصات المسيرة -والزوارق المسيرة) وكما يبدو فقد أخذت هذه الدرونات النصيب الأكبر في هذا التنافس باعتبار ما حققته من نتائج وتجارب عسكرية ذات طابع مؤثر في سلوك الحروب بالشرق الأوسط والحرب بين روسيا وأوكرانيا، وبالتالي كان الاهتمام مركزاً على تحقيق ثورة تطوير كبرى لهذه الأسلحة، والاتجاه بها إلى أن تكون جزءاً من عقيدة الردع العامة للجيش.
تعود أهمية الغواصات إلى قدراتها في تنفيذ مهام هجومية معقدة ضد الأساطيل والسفن المعادية خصوصاً ما يتعلق بالغواصات المسيرة، فخصائص الأخيرة تجعل منها سلاحاً فتاكاً ومثالياً في مضمار المواجهات الحديثة في البحار؛ نظراً لامتلاكها ما يلي:
1-القدرة على مهاجمة السفن والقطع العائمة وتدميرها: فالغواصات المسيرة يمكن تزويدها بشحنات متفجرة ومحركات عالية السرعة لتصبح قنابل بحرية موجهة بدقة قد تفوق فاعلية الصواريخ الطوربيدية.
2-القدرة على المناورة في أعماق البحر وتجاوز مختلف أنظمة الدفاع البحري للسفن: مثل أجهزة السونار، والأجهزة الكشفية الرادراية في السطح وتحت الماء.
3-قليلة الكلفة وسهلة الاستخدام: فبرنامج تصنيعها لا يكلف سوى جانب بسيط من المال، كما أن مساراتها التصنيعية سهلة، ولا تأخذ الكثير من الجهد الوقت.
4- يمكنها الوصول إلى مدايات بعيدة وضرب أي هدف على سطح البحر بأنظمة توجيه دقيقه يتم التحكم بها عن بعد.
اليمن في نادي تصنيع الغواصات المسيرة
لقد كان امتلاك تكنولوجيا الغواصات المسيرة محصورة فقط على الدول الرائدة (روسيا الصين وايران وأمريكا) وغيرها أما اليوم فاليمن أصبح -بفضل الله تعالى- ضمن هذا النادي، وبات يمتلك نماذج من هذه الغواصات، والتي بدأ في استخدامها عملياً، فقواتنا البحرية، وخلال المناورة الأخيرة كشفت عن إحدى الغواصات “القارعة ” التي دخلت مؤخراً مسرح العمليات.
غواصة “القارعة” هي جيل متطور من المركبات البحرية التي يتم التحكم بها عن بعد، وتمتلك تكنولوجيا تمكنها من تنفيذ مهام عملياتية مختلفة لاسيما مهاجمة السفن والفرقاطات والمدمرات في مياه البحر الأحمر والعربي ومضيق باب المندب، وبالتالي ستشكل هذه التكنولوجيا بعون الله تعالى فارقاً عملياتياً جديداً في المواجهة، وستعزز من فاعلية العمليات الهجومية التي تنفذها قواتنا المسلحة لاستهداف سفن كيان العدو الصهيوني والأمريكي والبريطاني.
باحث في الشأن العسكري