الخبر وما وراء الخبر

المجرمون الصهاينة تحت دائرة الملاحقة.. هل ينجحُ حزبُ الله في اغتيال نتنياهو؟

5

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
23 أكتوبر 2024مـ – 20 ربيع الثاني 1446هـ

تقريــر || محمد ناصر حتروش

ترسُمُ المقاومَةُ اللبنانية “حزبُ الله” معادَلاتٍ جديدةً في المواجهة مع الكيان الصهيوني النازي المجرم الذي توهَّمَ بأن اغتيالَه للقادة الشهداء سيسهمُ في انهيار الحزب.

وأعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان “حزب الله” مسؤوليتها عن عملية استهداف منزل المجرم نتنياهو في “قيسارية” السبت الماضي، بشكل رسمي، في حين أكّـدت وسائل إعلام عبرية أن الاستهداف كان دقيقًا وأصاب غرفة النوم.

ويأتي الإعلانُ الرسمي من قبل حزب الله، ليؤكّـدَ جُملةً من المعطيات والحقائق، أبرزُها أن المجرم نتنياهو بات ضمن بنك الأهداف الرئيسية لحزب الله، وأن عملية مطاردته وملاحقته ستستمرُّ إلى أن يتحقّق هذا الهدف.

وكان لافتًا في حديث مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف خلال مؤتمر صحفي عقده، عصر الثلاثاء، بالعاصمة اللبنانية بيروت التأكيدُ على هذه الحتمية، وبأن المجرم نتنياهو لن يفلتَ من العقاب مهما طال الزمن.

وفي إشارة على الجدية في مطاردة نتنياهو أوضح عفيف أن هناك جهدًا استخباراتيًّا، وأن عيون الحزب مفتوحة في هذا الجانب لملاحقة نتنياهو، وهذا يزيد من قلق المسؤولين الصهاينة بشكل عام؛ وإذا كان حزب الله قد وصل إلى نتنياهو، فمن غير المستبعد أن يكون مسؤولون كبار في حكومة ضمن عملية الرصد والتتبع، وهو ما يؤسس لمعادلة جديدة، كانت خارج السياق وهي أن “استهداف القادة سيقابَل باستهداف القادة”.

وتحت بند “سُمح بالنشر” أقر الاحتلالُ الإسرائيلي بأن المسيّرة التي أطلقها حزب الله إلى “قيسارية” أصابت منزلَ نتنياهو.

وقالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية: إن “الطائرة بدون طيار التي ضربت منزل نتنياهو في “قيسارية” السبت الماضي أصابت نافذة غرفة نوم نتنياهو بشكل دقيق”.

حزبُ الله قولٌ وفعل:

وبعد عملية “بنيامينا” المباركة التي باغتت جنود العدوّ الصهيوني التابع للواء غولاني أثناء تناولهم لوجبة العشاء في معسكر “بنيامينا” شمالي مستوطنة حيفا؛ ما أَدَّى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى والذي وصف على لسان العدوّ الصهيوني بالحدث الأكثر دموية منذ بدء معركة (طُـوفَان الأقصى)، ظهر نائبُ الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة متلفزة مؤكّـدًا أن المقاومةَ اللبنانيةَ انتقلت من مرحلة الإسناد إلى مرحلة المواجهة وإيلام العدوّ الصهيوني.

أول عملية تلت هذا الخطاب للشيخ نعيم قاسم تمثلت باستهداف منزل المجرم نتنياهو في قيسارية، السبت، الماضي والتي أحدثت ذعرًا صهيونيًّا كَبيرًا.

وفي وقت تواصل المقاومة اللبنانية تصعيدها للعمليات العسكرية النوعية ضد العدوّ الصهيوني يرى خبراء عسكريون وسياسيون أن وصول حزب الله لمنزل بنيامين نتنياهو يعد حدثًا نوعيًّا كَبيرًا، وتحديًا مخزيًا لجيش العدوّ الصهيوني الذي يدَّعي أنه حَــدَّ من إمْكَانيات حزب الله بشكل كبير.

وفي السياق يؤكّـد الناشط الحقوقي والسياسي الجزائري محمد العربي زيتوت أن “استهداف مجرم الحرب ‎نتنياهو في بيته بمستوطنة قيسارية بطائرة بدون طيار، بالرغم من نجاة المجرم نتنياهو إلا أنها ضربة نوعية وهدف نوعي لحزب الله على العدوّ الصهيوني”.

ويوضح في منشور له على مِنصة “إكس” أن هذه العمليةَ الجريئة تشكّل “فزعًا مرعبًا لقادة الكيان الصهيوني المؤقت”، موضحًا أن العدوّ الصهيوني “أيقن أن المقاومة اللبنانية تستطيع الوصول إلى أي هدف داخل الأراضي المحتلّة وتستطيع أن تضرب قادة العدوّ في مكاتبهم ومعسكراتهم ومنازلهم، وأن بمقدور المقاومة أن تهدم وتدمّـر المنازل على رؤوس ساكنيها تمامًا كما يفعل الصهاينة بالمدنيين في غزة ولبنان”، واصفًا وصول الطائرة المسيرة لحزب الله إلى منزل بنيامين نتنياهو بـ “معادلة الرعب” التي تأتي في خضم نشوة عارمة في الكيان بُعَيْدَ استشهاد الأُسطورة أبي إبراهيم الشهيد يحيى السنوار.

ويشدّد زيتوت على أن “المقاومة فرضت معادلة كبرى في المواجهة مفادها أن قادة الإجرام الصهيوني ليسوا بمنأى من ضربات المقاومة”.

نتنياهو.. اغتيالُك وارد جدًا:

وتواصل المقاومة اللبنانية عملياتها العسكرية النوعية ضد المستوطنات الصهيونية بشكل مُستمرّ، ضمن المرحلة الجديدة التي أرساها نائُب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم في كلمة الأخيرة بقوله: إن “الحزب انتقل إلى مرحلة استراتيجية جديدة من المواجهة هي مرحلة إيلام العدوّ الصهيوني”.

وبحسب كلام الشيخ قاسم فَــإنَّ المراحل السابقة التي خاضها حزب الله ضد العدوّ الصهيوني والتي أَدَّت إلى نزوح عشرات الآلاف من المستوطنين الصهاينة من الشمال الفلسطيني المحتلّ كانت في إطار جبهة الإسناد لغزةَ؛ ما يوحي بأن المرحلة القادمة ستكون أشد إيلامًا من المراحل السابقة والتي بدأت بضربات موجعة وقاصمة للعدو الصهيوني كعملية “بنيامينا” وتنفيذ محاولة اغتيال المجرم نتنياهو.

ويوضح الكاتب الصحفي اللبناني حسين الدر أن “استهداف المقاومة اللبنانية لمنزل المجرم نتنياهو يحمل العديد من الرسائل، أبرزها أن المقاومة متماسكة وقادرة على تغيير موازين المواجهة”، مبينًا أن “المواجهة مع العدوّ الصهيوني ستستمر وتتصاعد إلى مستويات أعلى، أَو ما يسمى بحرب الوجود”.

ويشدّد على أن “إعلان المقاومة اللبنانية رسميًّا محاولة اغتيال رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني، هو قرارٌ شجاع ونادر واستثنائي لم يسبق له مثيلٌ في تاريخ الكيان”.

من جهته يؤكّـد عبد الله الشايجي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت أن “رسالة المقاومة اللبنانية حزب الله إلى ‎رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو حملتها مسيّرة، اخترقت سماءَ الكيان بأمان، لتنفجر بالقرب من منزل سفاح الاغتيالات المتسلسل، وتحقّق إصابات من المستوطنين”.

ويضيف أنه “بعد قصف فيلته الراقية وكشف ضعف الدفاعات الجوية والأرضية في ‎قيسارية الراقية مجرم الحرب نتنياهو المحرج يخرج في حديقة ويقول سنستمر حتى النهاية!”.

ويتساءل الشايجي: “كيف سيقتنع المستوطنون الطارئون المحتلّون بلا جذور في ‎فلسطين وهم يهرعون يوميًّا إلى الملاجئ بعد ما عرف ‎حزب الله إحداثيات منزله بأنهم آمنون؟!”.

ويؤكّـد أن “تأثير الحرب النفسية والإعلامية لا يقل ضررًا عن الخسائر البشرية لمجتمع محتلّ جبان يعرف هشاشة ادِّعاءاته الكاذبة بحق الملكية التاريخية”، موضحًا أن “المستوطنين لن يصوّتوا لمن لا يشعرهم بالأمن والأمان”، مشدّدًا بأن “لسان حال المستوطنين يردّد: كيف يوفر نتنياهو الكاذب أمننا وهو تحت الحماية وفي مخبأ؟!”.

وتمثل محاولة حزب الله استهدافَ رئيس حكومة كيان العدوّ الصهيوني المجرم نتنياهو في منزله “تحديًا كَبيرًا ومذلًّا لجيش العدوّ الصهيوني الذي يظُنُّ أن اغتيال القادة المقاومين سيحسم المواجهة”، بحسب ما يؤكّـده المحلل العسكري لقناة “الجزيرة” العميد حسن جوني.

ويؤكّـد العميد جوني أن “استهداف المقاومة اللبنانية لمنزل بنيامين نتنياهو بمسيّرة تجاوزت الدفاعات الجوية والمنظومات الدفاعية الحديثة هو تحدٍّ كبير للكيان الصهيوني”، معتبرًا نجاحَ العملية في قصف منزل نتنياهو انتصارًا نفسيًّا ومعنويًّا يحقّقه حزب الله في معركته ضد العدوّ الصهيوني.

ولا يستبعد الخبيرُ العسكري والاستراتيجي في تحليله للتطورات الجارية أن يكون استهداف حزب الله لمنزل نتنياهو بشكل مباشر هو “بداية مرحلة كان قد تحدث عنها حزب الله في بيانه الأخيرة”.

وعن أهميّة سلاح المسيّرات، يشير العميد جوني إلى أن “حزبَ الله قرّر استخدامَ المسيَّرات في هذه المرحلة بشكل فعّال”، مؤكّـدًا أن “هناك طائرات مختلفة نجحت في اختراق كيان العدوّ، رغم كُـلّ الاستنفارات والجهود التي يقوم بها جيش الاحتلال ومنظومات الدفاع الإسرائيلية”.