الإمبراطورية الأمريكية تعيش اولىٰ مراحل السقوط
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
20 أكتوبر 2024مـ – 17 ربيع الثاني 1446هـ
بقلم// ابراهيم مجاهد صلاح
بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات، بدأت الإمبراطورية الأمريكية في تعزيز موقعها كقوة عظمى وحيدة في العالم ، هذا التحول خلق بيئة دولية جديدة، حيث استثمرت واشنطن في بناء تحالفات استراتيجية مع دول مختلفة عبر العالم كوسيلة لتعزيز نفوذها
استطاعت الولايات المتحدة استغلال نشوة انتصارها في الحرب الباردة لتوسيع قاعدتها من الحلفاء، من خلال التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري. تمكن زعماء الدول حول العالم من استشعار الحاجة إلى الإنضمام إلى التحالف الأمريكي لتأمين مصالحهم وللحفاظ على الاستقرار في بيئاتهم السياسية والاقتصادية ، وابقائهم على الحكم
تجسدت هذه الديناميكيات في توسيع الناتو، وتعزيز العلاقات الثنائية مع العديد من دول آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى الاستفادة من مؤسسات دولية متعددة الأطراف تعمل تحت إدارتها ، مثل الأمم المتحدة الذي لم تكن إلا ضد الشعوب العربية والإسلامية ، وقرارات مجلس الامن الذي لم تصدر إلا وفق الإرادة الامريكية ، ولم تصدر يوماً ضد امريكا او اسرائيل ، وصندوق النقد الدولي الخاضع للسياسة الأمريكية ، كما برزت مفاهيم دخيله على المجتمعات ، مثل العولمة والديمقراطية كنموذجين يُقدمون كجزء من النهج الأمريكي لإدارة النظام الدولي الذي يجب على العالم الإلتزام بهما
ومع ذلك، ومع مرور الوقت، بدأت التحديات تظهر بشكل متزايد، مع صعود قوى جديدة مثل الصين وإيران ، وتزايد التوترات الجيوسياسية، مما أدى إلى تحول المشهد الدولي مرة أخرى نحو الخروج من تحت العباءة الإمريكية التي اشعلت الحروب في اغلب بلدان العالم نتيجة سياستها السادية
ظنت امريكا أن إمبراطوريتها ستبقى بعد أن طوعت حكام الشعوب على السمع والطاعة لها ، لكنها لم تحسب حساب الشعوب الحره التي لم تقبل الذل والأنبطاح للجلاد وستنتزع الحرية من بين اكتافه ، فكونت الشعوب بدعم إيراني حركات من اوساطها وشكلت تحالفات سريه لمواجهة المشروع الإمريكي ، فخرج حزب الله في لبنان وحركة حماس وحركة فتح وكتائب القسام في فلسطين و الحشد الشعبي في العراق وانصار الله في اليمن بإسم محور المقاومة، كلها تردد شعار الموت لامريكا ، فجن جنون امريكا وأمرت حكام الشعوب بأنها هذه الحركات وفعلاً استجاب الحكام ووجهوا الجيوش لمحاربتهم لكنهم كانوا ينهون عملياتهم بخيبة أمل
فتوسعة هذه الحركات وأصبحت قوة ردع حقيقية وتملك من الإمكانيات ما تؤهلها لمواجهة التحديات ، بعد أن رأت هذه الحركات إن امريكا اصابها العجر بسبب التحديات الإقتصادية والإنقسامات السياسية في الداخل الامريكي والفشل العسكري الإمريكي في العراق وافغانستان الذي أثر على قوتها كقوة والذي ادى إلى التشكيك في قدرتها على تحقيق أي هدف، وبعد توتر العلاقات بينها وبين روسيا بسبب حرب اوكرانيا ، وتورطها في دعم الكيان الإسرائيلي ، شكلت غرفة عمليات مركزية استعداداً للإطاحة بالإمبراطورية الإمريكية ، من خلال توجيه ضربة قوية لها عبر نقطة ضعفها وهي الكيان الإسرائيلي
فتم تحديد يوم ال7 من اكتوبر عام 2023م اليوم الذي لن يناساه الإسرائيليون ابدا ، فكان أول سهم يُصيب الذراع الإمريكي ويبطلهُ تماماً ، وبعد تمادي العدو الإسرائيلي في إرتكاب المجازر بحق الابرياء في غزة ولبنان
تدخل المحور فكان اليمن هو البلد الذي سدد السهم الثاني في ساق الإمبراطورية الإمريكية واعاقها من التحرك لدعم العدو الإسرائيلي عبر البحر الاحمر والعربي والمحيط الهندي ، وشكلت جبهة حزب الله في لبنان سهم ثالث اصاب الإمبراطورية الإمريكية في الذارع الآخر الذي توقف عن ارجاع المستوطنين إلى حيث كانوا ، وفقد العدو الإسرائيلي المئات من الضباط والجنود خلال المواجهات ، وكان السهم الحشد الشعبي سهماً اصابها في الساق الآخر فبقيت امريكاء متوقفه لا تستطيع الحركة رغم التوسل الإسرائيلي لها بالوقوف معه وإخراجه مما هو فيه
لكنها عاجزة ولم يتبقى لها إلا الراس الذي يتيح لها الكلام وقريباً إن شاء الله سيتحد المحور يوجهون لها ضربة واحدة تطيح بالإمبراطورية الإمريكية على الارض ولن تقوم لها قائمة بعدها ويبقى الزمن هو زمن الأحرار الذين وفروا من لقمة عيش اطفالهم ليصنعوا قوة اطاحة بأمريكا الذي كان يظنها العالم إمبراطورية عظمى