الخبر وما وراء الخبر

سفينة طوفان الأقصى بسم الله مجرها و مرساها

7

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
20 أكتوبر 2024مـ – 17 ربيع الثاني 1446هـ

بقلم د./ تقية فضائل

ما أشبه طوفان الأقصى بطوفان نوح- عليه السلام – انهما العقوبة التي سلطها الله على المجرمين والمستكبرين والكفرة من عصوا الله في أرضه وكفروا نعمه و استكبروا عن عبادته وعاثوا في الأرض الفساد وأضلوا كثيرا من عباده وسخروا من كل مانزل به الرسل والكنب وكذبوا على الله فكان الطوفانان لتطهير الأرض من عفن الكفر والكافرين وآفات الكبر والمستكبرين.

وإذا كانت سفينة نوح هي وسيلة النجاة بالقيادة الربانية مع خيار الخلق من آمنوا بالله وصدقوا أنه منجيهم لا محالة ، ولم يدنس سطح السفينة المباركة أي كافر لم يؤمن بالله عاص مستكبر مستهزئ بآيات الله ورسوله استدرجه الباطل واهله فمضى في ركبهم يرفل في الضلال والفساد،فإن سفينة طوفان الأقصى في عصرنا وإن تعددت قياداتها فهم من الصفوف الأولى للمجاهدين في سببل الله منذ عقود ، آمنوا بقضيتهم ومظلومية شعبهم ولم يخونوا أمتهم وتوكلوا على الله شاهرين سيف الحق في وجه كل طواغيت الأرض رغم قلة الناصر وشحة العدة والعتاد وكلما ترجل فارس منهم عن صهوة جواده خلفه فارس لا يقل عنه إقداما وصلابة ، أما طاقمها فهم جنود مجاهدون مخلصون أشداء لا ترهبهم الأمواج المتلاطمة والرياح الهوجاء والظلمات المتراكمة والصخورالكامنة لهم في السبل الحالكة و اللصوص والقراصنة المتربصين بالسفينة وأهلها، بل تجدهم يمضون بكل ثبات وإصرار لا يثبطهم المتخاذلون والخوالف والمندسون ولا ينخدعون بأكاذيب المفاوضات وقرارات الأمم المتحدة الزائفة والظالمة، أما ركاب هذه السفينة المحاطة برعاية الله وعنايته فهم من آمنوا بالله حقا وبقدرته، وسلموا أمرهم ٱليه دون سواه واثقين بأنه وحده من سينجيهم من القوم الظالمين وإن كثرت عدتهم وعتادهم وأنصارهم وتكالب عليهم الوحوش البشرية ومهرجوهم من صهاينة العرب .

والعالم كله يرقب هذه السفينة الشامخة بذهول وهي تتقدم ،والناس بين مؤيد يباركها ويبارك أهلها ومعارض يتربص بها وبأهلها الهلاك والدمار ويدلس الحقائق ويزيفها، و الحقيقة التي بدت جلية للعيان لكل من يتابع الأحداث وهي أن من هب لنصرتهم بالقوة و بالمال والعتاد والموقف هم القادة العظماء المجاهدون من شيعة آل البيت الذين يقدمون التضحيات الجسام وهم بدورهم مرابطون في بقاع أخرى يصدون نفس العدو وأدواته المنخطة من العرب المتصهينين، وهناك من يقف معحبا مشجعا لهذه السفينة يبارك صمودها من مختلف أنحاء العالم ومختلف الأديان والمعتقدات، وهم من مازالت نفوسهم تحمل الخير وتؤمن بالعدل والحق والحرية، ونجد أن من يقفون ضدها هم شرار الخلق والفسقة والضالين والعملاء الخونة ومن امتلأت نفوسهم بالخبث والرذيلة بغض النظر عن بلدانهم وأديانهم ، وعلى رأسهم صهاينة العرب.

لقد صنفت السفينة الناس إلى فريقين لا ثالث لهما فمن ركب السفينة ودعمها ودافع عنها فهو ممن رضي الله له أن يقف مع الحق وينصره ويفوز برعاية الله وتوفيقه، ومن وقف مع اليهود ومن ناصرهم فهم ممن ران على قلوبهم بما كانوا يكسبون وهم حزب الشيطان الخاسرون.

اللهم ” انصر عبادك المستضعفين الثابتين على الحق “ولا تذر من الكافرين على الأرض ديارا ، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا “