الخبر وما وراء الخبر

المطلوب أن تركز جبهات اليمن والعراق على نتساريم لفك الحصار عن جباليا

8

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

20 أكتوبر 2024مـ 17 ربيع الثاني 1446هـ

بقلم// بسام أبو شريف

لقد جفت مآقينا وحلوقنا، ولم نعد نشعر بالغيظ أو القيظ، تجلدت أحاسيسنا من فعل حكام العرب الذين لا يأبهون لشلال دم الأطفال في فلسطين.

الدم العربي الذي يسيل بخنجر داوود.. نرى هؤلاء الحكام يدفعون المال لأمريكا لتدفعه لمن يقتل أطفال العرب، نرى هؤلاء يؤدون ويدفعون الضريبة لنتنياهو الذي قال لهم لا السلام مقابل الأرض، ليست معادلتنا، فأنتم تأتون لاتفاق “ابراهام” من وضع قوة “إسرائيل”، فقوتنا هي التي تجلب السلام؛ لأن السلام يعني أن تخضعوا لنا، وأن يطأطأ حكام العرب رؤوسهم.

وعندما نقول حكام العرب، قد يظن البعض أنني أقصد فقط حكام الخليج والجزيرة، كلا بادئ ذي بدء ابدأ بحاكم مصر الذي خلع عنه عباءة الكرامة والبطولة التي سجلها جنود مصر الأبطال في أكتوبر من العام 73م، خلع عنهم هذه العباءة، وألبسهم عباءة الخسة والجبن، عباءة السماح للعدو بأن يقتل أطفال العرب على أرض مصر دون أن يتحرك جندياً واحداً لحماية الأطفال، أو حماية أرض مصر. يا شعب مصر العظيم، ويا جيش مصر العظيم هذا الحال في وطننا العربي لن يتغير، اذا لم تتحركوا، لقد وضع السيسي مئة مليون عربي خارج المعركة، وخدم بذلك “إسرائيل” وخدم بذلك أسياد “إسرائيل” أسياده هو.

أيضاً أن نتساريم التي تبنى على مرأى منكم يا شعب مصر البطل، يا جيش مصر البطل، نتساريم هي تقطيع غزة تماماً، كما قطع الصهاينة أطفالها وأبادوا سكانها.. إن نتساريم هي الجسر الذي لا يصل بين الشمال والجنوب، بل يمنع الشمال عن الجنوب، نتساريم هي التي أصبحت حدود مصر خارج رفح، وما بين رفح ونتساريم أرض تحكمها طائرات “إسرائيل”.

يا شعب مصر العظيم إننا نقول لكم: لا تقبلوا بهذا الوضع لأن المستقبل لا يبنى على الغش والخداع والركوع للبيت الأبيض وللصهاينة، فالمستقبل لا يبنى الا على أسس واضحة من العدل والحق والايمان، وإن الله مع الصابرين، وهؤلاء الحكام الذين يرضخون، ويركعون للمستعمر سوف يرون آخرتهم بآخرتهم.. نتساريم ماذا يدور فيها الآن مجازر تكاد تصل إلى اثني عشرة مجزرة في اليوم لذبح أهل شمال غزة ،كل من يتحرك في جباليا وشمالها يقتل، تطلق عليه قذائف المدفعية، إن لم تطلق عليه زخات من الرصاص، كل من هو تحت خيمة نازح إليها يحرق. منذ أحد عشر يوماً لم يأكل أهل شمال غزة لقمة واحدة بسبب الحصار، ومُنِعَ الأكل عنهم من قبل صهاينة شنوا حرب ابادة وتجويع، وحرب أمراض، والمجاري المفتوحة،شنوا تدمير المدارس، والمستشفيات شنوا .. شنوا .

شونوا كل ما فكرت به من جرائم وحشية، وجرائم أكلة لحوم البشر، وقتلة الأطفال تجده في لائحة بنيامين نتنياهو المجرم النازي الجديد، بنيامين نتنياهو الذي كلما ذكر جريمة من جرائمه صفق له الكونغرس الأميركي طويلاً، وقوفاً وجلوساً، هذا هو الغرب الذي لا يحمل لنا في قلبه وعقله سوى الحقد والكراهية والتخطيط للقتل والابادة ونهب الثروات، كلهم يريدون ثرواتنا، يريدون سرقتنا لإبقاء شعوبنا متخلفة، ولا يريدون لها لا صحة، ولا تعليم، ولا بحث علمي، ولا تقدماً، ولا صناعة ولا زراعة.. يريدون أن يعيشوا هم رغداً بأموالنا التي سرقوها بكل ما تحتويه أرضنا، وها هم يسرقون ثروات فلسطين من بحرها، ومن تحت أرضها غازاً، ونفطاً، ويحرمون أهل فلسطين من ثرواتهم، كما يفعلون في ثروات بلداننا العربية الأخرى التي تكتنز أموال أصحاب هذه البلدان الذين وكلوا بفتح خزائنها للمستعمر الغربي، لا يسمح لهم باستعمال أموالهم الا إذا أبدوا رغبة بمشروع لا يستفيد منه الا الصهاينة، والغربيون.

أمام كل هذا، وأمام جوع جباليا، وبيت لاهيا، وبيت حانون والشمال، وصولاً إلى معبر نتساريم، أمام المجازر التي ترتكب في جباليا، والفالوجة والجوامع، وخيام النازحين، والمقابر، واستهداف سيارات الاسعاف والمسعفين التي تحاول جمع الجثث المنتشرة في الشوارع منذ أكثر من عشرة أيام، وانقاذ الجرحى إن وجدوا، أمام كل هذا، فإننا نطلب من خيرة العرب النخبة التي دفع بها ايمانها العميق بالله تعالى، وبما حمل رسول الله خاتم المرسلين لنا من رسائل وقدوات.. هذه النخبة من اليمن والعراق، لكل بلد عربي، للبنان العزيز الأكرم، ولسوريه الكامنة على إرادة صلبة ستتفجر في وجه الأعداء، والعراق أرض الرافدين، كلهم مطالبون بالزج بكل ما لديهم لتدمير نتساريم، هذا القاطع الذي سمي قاطعاً يصل بين شمال غزة وجنوبها، هو قاطع يمنع اتصال غزة بجنوبها، ويبث الموت شمالاً وجنوباً، يبث الموت بمدافعه، وصواريخه، ودباباته التي لا ترحم طفلاً، ولا امرأة، ولا كهلاً.

ونطالب البحرية المصرية أن تعمل على إمداد أهل شمال غزة بالمعونات الغذائية والدوائية، خاصة أنها قادرة على الوصول إلى شواطئ شمال غزة.

إن اليمن العزيز بأبطاله، ومجاهديه، وبقائده عبد الملك الحوتي، ورئيسه المشاط، مطالبون بتدمير نتساريم بصواريخهم، وأن يركزوا عليها؛ لأنها القاطع وليست الجسر، ونطالب اخوتنا في العراق ألا يرضخوا للمعادلات حول عدد الصواريخ والمسيرات، فأرض فلسطين مفتوحة لكل مناضل، ولكل صاروخ وطني يريد أن يحررها، ويحمي الأقصى من الصهاينة.. اضربوا.. اضربوا أيها المجاهدون، فالضربة التي لا تكسر، ولا ترحم هي الضربة التي قد تقوي العدو، لذلك لا تضربوه ضربة واحدة، بل انهالوا عليه بالضرب حتى يفقد الحراك، ويشل عنه.

مناضل فلسطيني