الخبر وما وراء الخبر

كيف هزم بطل “طوفان الأقصى” الشهيد يحيى السنوار “إسرائيل”؟

5

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
19 أكتوبر 2024مـ – 16 ربيع الثاني 1446هـ

تقريــر || إبراهيم العنسي

بعد انتهاء عمليات العدو في خانيونس، انتقل الشهيد السنوار للقتال في رفح، برفقة قائد كتيبة تل السلطان، الشهيد محمود حمدان، وقائد ميداني آخر معهما.

كان بحوزة الشهيد يحيى السنوار، وصاحبيه سلاحاً شخصياً لكل منهما، وبندقية قنص دراجنوف، وأثناء انتقالهم من موقع إلى آخر، اكتشف العدو وجود مقاتلين في المنطقة، وبدأ في الاشتباك معهم، حيث قاتل السنوار قتالاً شديدًا.

تحصن الشهيد السنوار ورفاقه في منازل المنطقة، ودخلت عليهم قوات العدو، ففاجأوهم بنيران كثيفة مما سبب إصابة جندي بجراح خطيرة بحسب اعتراف العدو، مما استدعى طلب قائد كتيبة العدو لتعزيزات للسيطرة على المنزل.

بعد استدعاء التعزيزات لجيش العدو بدأ الاقتحام الثاني، فألقى السنوار قنبلتان يدويتان من النافذة على القوة المقتحمة، ما أدى إلى إصابة بعضهم وتراجعها، وبدأت القوة بتنفيذ عملية “ضغط” على المبنى باستخدام نيران الدبابات، وصواريخ ورشاشات دون معرفة هوية المسلح العنيد.

وبعد وابل من القذائف، أدخل العدو طائرة بدون طيار، وهي التي التقطت صوراً للسنوار، وهو جالس مصاب على أريكة، يلقي عصا باتجاهها، ويبدو أن ذخيرته قد نفذت.

في الساعة الرابعة مساءً، وبعد استعصاء اقتحام المنزل، أمر قائد الكتيبة 450 بفتح نيران المدافع على المنزل حتى انهار جزئيًا، مما أدى إلى استشهاد السنوار ورفاقه.

المثير في المشهد البطولي للسنوار ورفاقه أن الاشتباكات دامت لأكثر من 6 ساعات، مع عدة اقتحامات فاشلة للمنزل، وارسال متكرر للطيران المسير، وقصف متتال بقذائف الدبابات، دون أن يتمكن العدو من حسم المعركة.

استشهد السنوار بقذيفة دبابة، ولم يتمكن العدو من التعرف على جثمانه إلا في نهار اليوم التالي. لقد كان شبح إسرائيل الذي أرعبها على مدار 13 عاماً، وختمها بعام لم ينسى من ذاكرة العدو، العام 2023 وبطله السنوار ابن أكتوبر، وصاحب النصر المظفر، فكيف سينسى الكيان أن السنوار هو من طبع صورة الاذلال الدائم على محيا العدو، منذ أول لحظات صباح السابع من أكتوبر، وما رافق الحدث ذا البعد الاستراتيجي من حالة رعب عاشها مجتمع الاستيطان اليهودي سكاناً وجنودًا ونظاما.

لم يكشف السنوار سوأت العدو فحسب حين سقط قناع القوة والقدرة والسطوة الإسرائيلية ومعه زال جدار الأمن الحصين، بل تجاوز فعل سنوار طوفان الأقصى، ليلحق الهزيمة بالكيان على مستوى أوسع يتجاوز داخل إسرائيل إلى فضاء عالمي، جدد فيه حضور القضية الفلسطينية، وألحق الفلسطيني في محافل العالم، ولدى الرأي العام العالمي، حيث كان طوفان السنوار القشة التي قصمت ظهر بعير الكذب والزيف الصهيوني، فتعالى الصوت الشعبي في كل بقاع العالم هاتفاً باسم فلسطين والحق الفلسطيني والحرية الفلسطينية، وخرجت مظاهرات الاحتجاج تهتف لغزة، وتلعن الصهيونية ونتنياهو.

ومع الشهيد “السنوار” برز صوت نخب العالم المؤيد لفلسطين الحرة من النهر الى البحر، حيث خرج المشروعون في أوروبا وأمريكا، خرجت نخب المفكرين والحقوقيين، ورواد الفن ومشاهير في مجالات شتى، لتنتصر لطوفان “السنوار” والحق الفلسطيني، وتعاظم الحدث بأن أصبح كيان إسرائيل الغاصب مثالاً لنموذج نازيي القرن الحادي والعشرين، وأصبحت إسرائيل المثال الأسوأ للتوحش، والتغول البربري حتى بات المجرم نتنياهو يخاف الاعتقال في بلاد أوروبية، فيما ينتظر على وجل إصدار مذكرة اعتقال بحقه كمجرم حرب مع وزير جيشه البربري.

ولعل من سخرية القدر أن غادر القائد السنوار وقد وجه للنتن ياهو رصاصتي انتقام مقاوم، فطلب مدعو محكمة الجنايات الدولية بإصدار مذكرات “لهنية” و “السنوار” قد سقطت بترجل بطلي غزة عن صهوة الجواد، حيث ينتظر مجرم الحرب الإسرائيلي مصيراً قادماً ما بين ملاحقة جنائية دولية أو انتقام قادم قريب.

أما الرصاصة الثانية التي أطلقها الشهيد الحي أبو إبراهيم فقد كانت انتقاماً في ساعة الشهادة، حين فوت الفرصة على عدوه الهارب الجبان أن يختلق قصة أخرى لارتقاء السنوار، فأهم نقطتين في مقتل بطل طوفان الأقصى أغضبت الفأر الهارب نتنياهو وزمرته في “تل أبيب”، أن الجيش لم يكن يعلم أن الملثم الذي بداخل المنزل  كان يحيى السنوار، والا لما أطلق عليه النار من دباباته، فقد كانت منية المجرم أن يقبض على السنوار حياً، والثانية إن شاءت الاقدار أن ينشر جنود الاحتلال صور ومقاطع فيديو السنوار، وهو يمسك بسلاحه، ويرتدي ملابس المعركة، فكانت الصورة، والمشهد الحي الذي شاهده العالم ختام مسك القائد البطل، وقد ألهب حماس العالم، وطلائعه الحرة، في صمود ودهاء حتى آخر لحظة، فظهر القائد شهيدًا مرتدياً جبعة وسلاحاً، ومسبحة، ورأساً في مواجهة قذيفة.

أما ذراع السنوار، فقد صورها شاعر فلسطين المقاوم محمود درويش حين قال :

سقطت ذراعك فالتقطها واضرب عدوك لا مفر

وسقطت قربك فالتقطني واضرب عدوك بي

فأنت الآن حرٌ.