الخبر وما وراء الخبر

14 أكتوبر بين الماضي والحاضر

9

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
15 أكتوبر 2024مـ – 13 ربيع الثاني 1446هـ

بقلم// فاطمة السراجي

61 عاماً مابين 14 أكتوبر 1963، و14 أكتوبر 2024، تلك الثورة التحررية العظيمة التي بترت قوى الإجرام والوحشية والاستعباد والتمدد للإستعمار البريطاني،ثورة حقيقية شاملة، غيرت حياة المجتمع سياسياً واقتصادياً وثقافياً بشكل جذري وشامل، لقد كانت ثورة ضد الاستعمار، وفي الوقت ذاته ثورة الوحدة اليمنية وثورة الروح القومية… وحدة تجسدت بالدم والعرق، وروحٌ نبضت بالآمال والأحلام الكبيرة.

وقدّم شعبنا الحرّ في المناطق اليمنية في سبيل نيل الحرية والاستقلال عشرات الألاف من الشهداء الأبرار.
61 عاماً مضت من عمر الثورة الأكتوبرية المجيدة، فما الذي تبقّى منها، وأين هي أهدافها؟.
ومن يراقب المشهد الآن سيرى أن الارضي الجنوبية اليمنية تعود مرة أخرى للإستعمار وإذا عدنا إلى التاريخ وقلبّنا في صفحاته وفتشنا بين سطوره لوجدنا ما يثبت لنا اليوم حقيقة مساعي بريطانيا الاستعمارية الخبيثة لإحتلال اليمن ونهب ثرواته وخيراته والسيطرة على قراره السياسيّ التي تعود اليوم من جديد من بوّابة مايسما بـ”إعادة الشرعية” المزعومة وتحرير الأرض من شعبها ومواطنيها ، مستخدمة ذات المنهج الاستعماري في طمس الهوية الوحدوية الجامعة من خلال التفرقة وصناعة الفرق والتشكيلات وتعزيز الانتماءات المناطقية والطائفية، وترويض التشكيلات العسكرية ومجالس الحكم المتفرقة، فما يجري في المحافظات الجنوبية المحتلّة لهو خيرُ دليل على استحكام قبضة المحتلّ وإغراق المناطق في مستنقع الصراعات من خلال إحياء النعرات المناطقية والمذهبية .
وما بين الزمنين لا زالت ثورة 14 أكتوبر تبحث عن الأحرار، ليُعيدوا للثورة مسارها وعفّتها وطهرها ونقائها وألقها ووهجها وقوتها، ويُعيدوا الكرامة والعزة والحرية والارض والسيادة والقرار لشعبنا اليمني الحر في الجنوب ، ويُطهروا الجنوب ارضه وسواحله وبحاره وجزره من رجس احذيه الغرب الخليج العبري وعملائهم ، ويوقفوا عبثهم وجرائمهم بحق أرض وإنسان تلك المناطق الطاهرة الشامخة الأبيّة.