أزمات متلاحقة تعصف بالاقتصاد الصهيوني.. ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
13 أكتوبر 2024مـ 10 ربيع الثاني 1446هـ
عندما ينقلب السحر على الساحر تكون النتيجة أن الجاني يشرب من الكأس الذي أعده لغيره، وهذا هو الحال الذي بات الكيان الصهيوني يعيشه بعد عام من عملية طوفان الأٌقصى.
وبعد أن عمد الكيان الصهيوني على فرض حصار خانق بحق سكان غزة التي تتعرض لعدوان وحصار جائر أمام مرأى ومسمع من العالم، أصبح الكيان الصهيوني يعاني من أزمة غذائية أبرزتها أكبر الصحف العبرية، وذلك بسبب تراجع الإنتاج الزراعي حيال عمليات المقاومة الفلسطينية وحزب الله التي أحرقت مزارع العدو، ومن جهة أخرى بسبب الخناق الحاصل على موانئ العدو الصهيوني المحاصرة من قبل القوات المسلحة اليمنية التي تستهدف السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني في البحار العربي والأحمر والأبيض المتوسط والمحيط الهندي.
وأوردت صحيفة “جيروزاليم بوست” الصهيونية في تقرير حديث، أن أزمة الغذاء في “إسرائيل” تفاقمت، محذرة من استمرار هذه الأزمة لفترة طويلة بسبب ما وصفته “التحديات الراهنة”، في إشارة إلى العمليات المتواصلة لفصائل الجهاد والمقاومة داخل وخارج فلسطين المحتلة، حيث تسببت العمليات في شل وتعطيل القطاعات الإنتاجية الصهيونية.
وقالت الصحيفة العبرية في تقريرها إن “الأزمات الراهنة تزيد من تهديد الأمن الغذائي، في ظل حرب كلفت حتى الآن أكثر من 250 مليار شيكل، أي حوالي 66 مليار دولار”، مشيرةً إلى أن هناك “ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية وصعوبة وصول الفئات الضعيفة إلى التغذية السليمة، خاصة مع تعطل الإنتاج الزراعي”.
وأضافت الصحيفة “مع حلول الأعياد اليهودية فإن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يفرض المزيد من الضغوط على الوضع الهش بالفعل ما يدفع الفئات السكانية الضعيفة إلى اختلال التوازن الغذائي”، في إشارة إلى حجم التصدعات الداخلية الشاملة في جبهة العدو الصهيوني الداخلية.
ولفتت الصحيفة إلى تقرير ما تسمى “مؤسسة إنقاذ الطعام” الصهيونية “ليكت”، والتي ذكرت أن هناك زيادة ملحوظة في أسعار الغذاء، حيث ارتفعت أسعار الفواكه والخضروات واللحوم والدجاج ومنتجات الألبان بنسب متفاوتة، وذلك بسبب تعطل الإنتاج الزراعي، في حين أن هذا الغلاء في السلع الغذائية يأتي بعد أن قفزت أسعار المواد الاستهلاكية الأخرى إلى أضعاف جراء الحصار المفروض من قبل اليمن على الكيان الصهيوني الغاصب، وهو الأمر الذي يؤلف المزيد من الضغوط على العدو الصهيوني ويجبره على الاتجاه صوب وقف العدوان والاجرام بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة الصهيونية نقلاً عن “ليكت”، إن “حوالي نصف مليون عائلة إسرائيلية تعاني اليوم من عدم الاستقرار المالي، والزيادة الحادة في أسعار المواد الغذائية ستجبر العديد من الإسرائيليين، على مواجهة صعوبة أكبر في الوصول إلى احتياجاتها الغذائية الأساسية”، في حين أن هذه المؤشرات تقود إلى ارتفاع وتيرة الهجرة العكسية التي تمثل تهديداً وجودياً آخراً بالنسبة للكيان الصهيوني.
وأشار التقرير إلى أن “حوالي 30% من الأراضي الزراعية في إسرائيل تقع في مناطق نزاع، تحديداً بالقرب من حدود غزة والحدود الشمالية، وبسبب العمليات العسكرية فإن قدرة الحصاد تأثرت بشكل كبير”، في إشارة إلى الفاعلية التي أحدثتها عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله، والتي أسفرت عن إحراق مزارع كبرى اغتصبها العدو الصهيوني سابقاً.
وتطرقت “جيروزاليم بوست” إلى تصريحات من يدعى “تشين هرتسوج” كبير الاقتصاديين في شركة “BDO” الصهيونية، والتي أكد فيها أنه “على الرغم من زيادة إسرائيل لاستيراد الطعام، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لمنع النقص وارتفاع الأسعار، وقد شهدنا زيادات كبيرة في الأسعار، خاصة في الفواكه والخضروات مثل الطماطم، حيث بدأت الأسر التي تواجه صعوبات مالية في تناول كميات أقل من المنتجات الطازجة والتحول إلى أغذية أقل تكلفة”.
ووفقاً للصحيفة فقد تكبد العدو الصهيوني خسائر كبيرة بسبب انعدام الأمن الغذائي تصل إلى مليار ونصف مليار دولار، متوقعةً بأن ترتفع الخسائر في هذا الجانب مع استمرار العدوان على غزة وانعكاساته المباشرة والمحيطة والمرتبطة.
وأكدت الصحيفة الصهيونية أن استمرار الحال “سيجعل عشرات الآلاف من الأسر الإسرائيلية غير قادرة على تناول سلة غذائية صحية”، في إشارة إلى أن تأثيرات العمليات المساندة لفلسطين – والتي تستمر باستمرار العدوان والحصار على غزة – قد آتت أكلها وجعلت العدو الصهيوني يدخل مساراً للوصول إلى الحال الذي يريده للشعب الفلسطيني، أي يدخل في دائرة الحصار والأزمات الغذائية، خصوصاً وأن عمليات القوات المسلحة اليمنية وحصارها المفروض على العدو الصهيوني تتصاعد وتضيق الخناق على العدو الصهيوني.
وكانت تقارير سابقة لوسائل إعلام صهيونية قد ذكرت أن الحياة في مغتصبات الشمال وكذلك مغتصبات الجنوب المحيطة بغزة، قد انعدمت نتيجة الرشقات الصاروخية التي يطلقها حزب الله وحركة حماس، فيما ذكرت أن تلك المغتصبات والمزارع الكبيرة فيها التي كانت تسمى إسرائيلياً بـ”السلة الغذائية لإسرائيل”، قد باتت ميتة كلياً، مشيرةً إلى أن البدائل الأخرى المتمثلة في رفع نسبة الاستيراد هي أيضا لم تكن مجدية، في إشارة إلى أن العدو يعاني من الحصار بسبب عمليات المقاومة وحزب الله من جهة، وبسبب الحصار اليمني وعمليات الاسناد العراقية من جهة أخرى.
وعطفاً على الأزمات التي يعيشها كيان العدو الصهيوني في الجانب الغذائي والزراعي، فإنه أيضاً يواجه أزمات أكبر في المجال الإنتاجي الصناعي، وذلك بسبب تعطل حركة الواردات والصادرات بدرجات كبيرة جداً جراء الحصار البحري المفروض يمنياً، وكذلك جراء هروب معظم الشركات الاستثمارية في قطاعات التكنولوجيا والكهرباء وغيرها، وإغلاق المئات من المصانع لانعدام مدخلات الإنتاج الخام، خصوصاً وأن الشحن إلى فلسطين المحتلة قد بات منحسراً بدرجة كبيرة، وأكثر كلفة، وهذا بدوره أدى لإحداث شلل كبير في الإنتاج، فضلاً عن أزمات كبيرة على المستوى التمويني.