ما وراء استهداف السفينة الأمريكية “أولمبيك سبيريت” بـ 11 صاروخاً بالستياً في البحر الأحمر؟
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
12 أكتوبر 2024مـ – 9 ربيع الثاني 1446هـ
تقرير|| محمد الكامل
تتوالى العمليات العسكرية اليمنية المساندة لفلسطين، بوتيرة أعلى من السابق ضمن المرحة الخامسة من التصعيد اليمني ومنع مرور السفن المرتبطة بإسرائيل.
ويشعر الأمريكي بالحيرة جراء تصاعد استهداف السفن والمدمرات الأمريكية في البحر الأحمر، كان آخرها استهداف القوات المسلحة اليمنية للسفينة النفطية الأمريكية “أولمبيك سبيريت” بعدد 11 صاروخاً باليستياً ومسيرتين في عملية تؤكد أن اليمن مصر على موقفه المبدئي والأخلاقي والديني المساند للمقاومة في فلسطين ولبنان.
ويتساءل العديد من المتابعين والمحللين، ما وراء استهداف القوات المسلحة اليمنية للسفينة النفطية الأمريكية “أولمبيك سبيريت” بعدد 11 صاروخًا باليستيًا ومسيرتين؟
اللافت في العملية هو الدفعة الكبيرة المستخدمة في الهجوم ” 11 صاروخاً بالستياً” إلى جانب الرصد وجمع المعلومات التي تقوم بها وحدات الرصد وجمع المعلومات، وتتبع السفن التي تحاول اختراق قرار الحظر اليمني منذ ما يقارب العام بمنع السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها من الوصل إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وفي هذا السياق يوضح الخبير والمحلل العسكري العميد وجيه الدين أن هذه العملية تأتي في إطار معركة اسناد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزه، وكذلك اسناد المقاومة اللبنانية (حزب الله) كواجب ديني وأخلاقي وانساني أعلنه السيد القائد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- للتأكيد على أن القوات المسلحة اليمنية مستمرة في عمليات الاسناد، ولن تتراجع عنها مهما كانت التحديات ومستويات التهديد لن تثنيها مطلقاً عن مساندة اخواننا في فلسطين ولبنان.
المشهد العام للعمليات اليمنية يوحي أن اليمن أصبح قوة لا يستهان بها، ليس فقط على المستوى العسكري، بل على المستوى الاستخباراتي، وقدرة عالية على مواكبة التطورات الأخيرة في المنطقة، بتصعيد يمني يتجاوز مستوى التحديات التي تواجه قوى محور المقاومة في جبهات الجهاد والصمود، في رسالة واضحة بأن الجبهة اليمنية ساخنة، وأن القوات المسلحة اليمنية في أتم الجاهزية وعلى أعلى مستوى من الاستعداد والتجهيزات العسكرية التي تتفوق على القدرات العسكرية الأمريكية، وأثبتت فشل المنظومة العسكرية الأمريكية، وخطأ التقديرات لمحلليها وخبرائها العسكريين في البحر الأحمر.
ويرى العميد وجيه الدين أن القوات المسلحة اليمنية ماضية بقوة في تأديب رعاة الكيان الصهيوني “أمريكا وبريطانيا” عبر هذه العملية وعدوانهم على اليمن وفلسطين ولبنان، بالتزامن مع التطورات الأخيرة بعد الصفعة الإيرانية التي وجهتها للكيان الصهيوني باستهداف غالبية المناطق العسكرية في العمق الفلسطيني المحتل بأكثر من 250 صاروخاً فرط صوتي وما أحدثته هذه الصفعة من ردود أفعال صهيونية وأمريكية مرتبكة ومتخبطة وهستيرية وبعد استهداف الطائرات الإسرائيلية والأمريكية لعدد من الأهداف المدنية والحيوية في الحديدة وصنعاء وذمار بغية الترهيب والضغط على القيادة في اليمن للحد من عملياتها المساندة لغزه ولبنان في البحار وفي العمق الفلسطيني المحتل.
وتشير العملية اليمنية الهجومية الأوسع في التأثير والقوة ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد اليمني إلى أن القوات المسلحة اليمنية عازمة على الدخول في المرحة السادسة من التصعيد اليمني لإغراق السفن المستمرة والمتجاهلة لقرار الحظر اليمني في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، بشكل كلي دون النظر إلى مستوى التحديات والتهديدات التي يطلقها الأمريكي والإسرائيلي تجاه اليمن والمنطقة عموماً، خاصة وأن القوات المسلحة اليمنية راكمت قدراتها الصاروخية والقتالية بشكل متصاعد وأصبح لديها القدرة على الاستهداف بكمية كبيره من الصواريخ والمسيرات في وقت واحد.
وبناء على المعطيات السابقة يقول العميد وجيه الدين أننا أمام تأكيد جدي من قبل القوات المسلحة اليمنية على استمرار عملياتها لإسناد غزه ولبنان بشكل متصاعد ومتطور وكذلك استمرار حظر الملاحة وفق القواعد المعلنة في نطاق العمليات العسكرية من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط، وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك فشل العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على الأراضي اليمنية في الحد من هذه العمليات.
مستوى جديد من القوة والتأثير
من جانبه يؤكد الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان أن العملية الهجومية التي استهدفت ناقلة النفط الأمريكية “أولمبيك سبيريت” هي واحدة من أوسع العمليات النوعية التي نفذتها قواتنا المسلحة، وهي مستوى جديد من القوة والتأثير والزخم الناري الذي يفوق باقي العمليات في المراحل الماضية.
ويؤكد أن القوات المسلحة اليمنية لا تزال تفرض سيطرتها على كامل البحار الواقعة ضمن مسرح العمليات، وأن الجيش اليمني لديه إلمام بكل المعلومات الخاصة لجميع الشركات والسفن التي تمر من البحر الأحمر، والأبيض، والمحيط الهندي.
ويشير إلى أن قواتنا المسلحة وهي تخوض مراحل التصعيد هي بالفعل تطور القدرات والامكانات اللازمة لكل مرحلة وتتخذ الاجراءات والتدابير الممكنة التي تحقق الأهداف الرئيسية التي من أهمها ايقاف عجلة العدوان الصهيوأمريكي على قطاع غزة وعلى لبنان بالتالي فكل مرحلة تصعيد هي أقوى وأكثر تأثيراً من المرحلة التي قبلها، سواء في واقع العمليات، أو في جانب الأسلحة والقدرات الجديدة التي يتم استخدامها.
ويؤكد أن المرحلة الخامسة التي نخوضها اليوم هي أقوى مرحلة تصعيد في إطار المعركة المفتوحة ضد كيان العدو الصهيوني ومن يقف خلفه، حيث تم خلالها -بعون الله تعالى- تحقيق فارق كبير في قوة العمليات، وتطور القدرات والأسلحة الضاربة، حيث بدأ استخدام أنواع جديدة من الطائرات المسيرة الشبحية التي يمكنها التغلب على أنظمة الدفاع الجوي، وبلوغ أهداف على مسافة 2500 كم منها طائرات يافا، واستخدام الجيل الجديد من الصواريخ الاستراتيجية منها صواريخ فلسطين-2 الفرط صوتية التي تعتبر درة التكنولوجيا الصاروخية الأكثر تطوراً على مستوى العالم، حيث حققت -بعون الله تعالى- الانجازات القياسية في كسر كل حواجز التكنولوجيا، والأنظمة، والمعدات الدفاعية التي يحتمي خلفها كيان العدو، والوصول إلى قصف عاصمته ومركز ثقله الرئيسي في يافا المحتلة “تل أبيب”.
ويجدد التأكيد بأننا في حالة تطور متصاعد لمنظومة العمليات والقدرات ومع استمرار كيان العدو الصهيوني الأمريكي في الحرب والعدوان على غزة ولبنان، و قد تبلغ مستويات لا يمكن أن يتخيلها أحد في توسيع نطاق العمليات سواء في البحار، أو في قصف أعماق العدو.
ويضيف:” كما سيتم تطوير أسلحة هجومية بكفاءة وفاعلية أكبر من أي وقت، ولن يكون هناك لا سقوف و لا خطوط حمراء في تدعيم المسار العملياتي، والموقف المساند لغزة ولبنان، موضحاً أن ما لمسه كيان العدو الصهيوني والأمريكي في هذه المرحلة ليس الا زاوية الجحيم الذي ينتظرهم في المراحل التالية، وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.