الخبر وما وراء الخبر

خطابات السيد القائد عبد الملك الحوثي خلال عام من طوفان الأقصى..بلسم لجراح غزة

9

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

12 أكتوبر 2024مـ 9 ربيع الثاني 1446هـ

يحرص السيد القائد عبد الملك الحوثي زعيم أنصار الله في اليمن على إلقاء خطاب متلفز عصر يوم الخميس من كل أسبوع للحديث عن التطورات والأحداث في قطاع غزة، مقسماً خطابه إلى عدة محاور رئيسية.

في المحور الأول من كل خطاباته يتناول السيد القائد عبد الملك الحوثي الوضع في قطاع غزة، وجرائم العدوان الصهيوني فيها، وحصاره الغاشم، ثم يتناول الصمود الفلسطيني في القطاع، وأبرز الأحداث الأسبوعية بغزة.

أما في المحور الثاني من خطاباته، فيخصصها للحديث عن جبهات الإسناد لغزة العراقية واللبنانية، في حين يتناول في المحور الثالث الجبهة اليمنية المساندة لغزة، وما الذي قدمه اليمن خلال كل أسبوع، ثم يختتم خطابه في المحور الرابع ليدعو الجماهير اليمنية للخروج في مسيرات مليونية الجمعة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية محافظات الجمهورية إسناداً ودعماً للفلسطينيين في غزة.

ويحظى خطاب السيد الحوثي الأسبوعي، باهتمام ومتابعة كبيرة من قبل اليمنيين، وأحرار العالم، كما أن الكثير من قنوات التلفزة التابعة لمحور المقاومة تبث الخطاب مباشرة على الهواء، كما يحظى الخطاب بالتحليل لأبرز محتوياته حتى من قبل القنوات العبرية نفسها.

وخلال عام من طوفان الأقصى، يركز السيد القائد على جملة من الرسائل الهامة الخاصة بالشأن اليمني، وموقف اليمن من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، فالسيد يؤكد في جميع خطاباته على أن الشعب اليمني يقف إلى جانب الفلسطينيين، ويقول لهم “أنتم لستم وحدكم، فالشعب اليمني يقف إلى جانبكم”.

وفي ظل هذا الواقع كان لليمن بقيادة السيد القائد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-كلمته المفاجئة لجميع شعوب العالم، حيث خرج في خطاب يوم الحادي عشر من أكتوبر 2023م، ليحدد طبيعة الموقف اليمني من هذه المعركة، مؤكداً أن الموقف والواجب الشرعي والإنساني والقومي والديني على الأمة الإسلامية بشكل عام، وفي المقدمة العرب أن يساندوا الشعب الفلسطيني، وأن يساندوا المجاهدين في فلسطين، وأن يقفوا إلى جانبهم، ويقدمون لهم كل أشكال الدعم والمساندة، على المستوى السياسي، والإعلامي، والمادي، وحتى على المستوى العسكري.

وتمنى السيد القائد في ذلك الخطاب لو أن اليمن بلد مجاور لفلسطين “لبادر شعبنا بمئات الآلاف من المجاهدين للمشاركة المباشرة مع الشعب الفلسطيني، وهو حاضرٌ لأن يتحرك بمئات الآلاف من المجاهدين، وأن يذهب إلى فلسطين، ويلتحق بالشعب الفلسطيني؛ لخوض هذا الجهاد المقدَّس في مواجهة العدو الصهيوني، نحن بحاجة إلى طريق، شعبنا مستعد أن يفوِّج مئات الآلاف من المجاهدين للذهاب إلى فلسطين، لدينا مشكلة في الجغرافية، و مشكلة في أن يتحرك أعداد كبيرة من أبناء شعبنا للوصول إلى هناك، ولكن مهما كانت العوائق، لن نتردد في فعل كل ما نستطيع، أن نفعل كل الممكن، كل ما بأيدينا أن نفعله، مطلقاً عبارته الشهيرة :”لستم وحدكم، فالشعب اليمني معكم”.

كان الحديث عن الجغرافيا وبعد المسافات بين اليمن وفلسطين المحتلة مفهوماً للجميع، لكن حديث السيد القائد عن فعل كل ما نستطيع كان محل علامات استفهام عريضة، ولا سيما عندما واصل حديثه بالقول:” إذا تدخَّل الأمريكي بشكل مباشر، بشكلٍ عسكري من جانبه، هو الآن يقدم الدعم للعدو الإسرائيلي، إذا تدخَّل بشكلٍ مباشر، نحن مستعدون للمشاركة، حتى على مستوى القصف الصاروخي، والمسيَّرات، والخيارات العسكرية بكل ما نستطيع”

ويرى السيد عبد الملك الحوثي أن صمود المجاهدين والشعب الفلسطيني في غزة كبير وتاريخي، ولا مثيل له في تاريخ الشعب الفلسطيني، ولا في تاريخ العرب في صراعهم مع العدو الإسرائيلي.

أمريكا شريكة والأنظمة العربية متواطئة

وفي جميع خطاباته الأسبوعية يعرج السيد القائد على الدور الأمريكي في العدوان على غزة، مؤكداً للجميع أن الأمريكي شريك أساسي في هذه الجرائم، فهو الذي يقدم الأسلحة للعدو الإسرائيلي، كما أن القنابل الأمريكية التي تستخدم فقط للتحصينات العسكرية يتم القاؤها على مخيمات النازحين بغزة، وأن الدور الأمريكي لم يقتصر على الدعم المالي فحسب، بل هو دعم كبير شمل كافة الجوانب السياسية والدبلوماسية والعسكرية، وحتى في مجلس الأمن فإن أمريكا هي التي أفشلت عدة قرارات لوقف إطلاق النار، باستخدام حق النقض “الفيتو”.

ويشير السيد القائد إلى أن الأمريكيين يقمعون المظاهرات التي تخرج في عدة ولايات أمريكية للتضامن مع غزة، وأن المتنافسين في الانتخابات الرئاسية يتباهون بتقديم الدعم “لإسرائيل”، وأنه لولا هذا الدعم لما استمر العدوان على غزة إلى يومنا هذا.

في المقابل يتحدث السيد القائد عبد الملك الحوثي في معظم خطاباته الأسبوعية بحرقة وأسى عن واقع الأمة العربية والإسلامية، وحالة الصمت المطبق تجاه ما يجري في غزة، لافتاً إلى أنه في مقابل العدوان الصهيوني غير المسبوق على غزة، فإن بعض الدول العربية تنفق المليارات من الدولارات في إلهاء الشعوب، وتمييعها، بحفلات الرقص والمجون، ومسابقات القطط والكلاب، كما أن إعلام هذه الدول العربية ظل منحازاً مع العدو الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، في محاولة بائسة لتغييب القضية الفلسطينية.

جبهات العراق ولبنان واليمن

ويشيد السيد القائد عبد الملك الحوثي باستمرار بجبهات الإسناد اللبنانية والعراقية، مؤكداً أن الجبهة اللبنانية استراتيجية، ومؤثرة، وأساسية، وساخنة، وأن أبطال ومجاهدي حزب الله قدموا أروع البطولات في مساندة غزة، ومنهم قادة حزب الله، وفي مقدمتهم الشهيد القائد السيد حسن نصر الله، وأنهم على الرغم من التضحيات الجسيمة لا يزالون في الميدان ثابتون، ويقدمون الدعم والإسناد لغزة.

وفي كل خطاباته يفرد السيد عبد الملك الحوثي مساحة للحديث عن إنجازات المقاومة العراقية في مساندة غزة، لافتاً إلى أنها في تصاعد مستمر، وأن لها التأثير الكبير، وأنها على تنسيق متواصل مع اليمن، ويتم تنفيذ عدد من العمليات المشترك في هذا الجانب.

أما الجبهة اليمنية، فإن السيد الحوثي يركز على تناولها في مسارين هامين، حيث يتحدث في المسار الأول حول العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية المساندة لغزة، وما الذي حققته في كل أسبوع، وما الذي يمكن أن تنفذه في المراحل المقبلة، ثم ينتقل ليخاطب الشعب اليمني، ويطالبه للاستمرار في خروجه المليوني في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وجميع ساحات الجمهورية، والاستمرار في تنفيذ الوقفات الاحتجاجية في المدارس، والجامعات، ومؤسسات الدولة، وتنظيم الفعاليات والندوات وكافة الأنشطة الداعمة والمساندة للشعب الفلسطيني.

ويمكن القول إن خطابات السيد القائد عبد الملك الحوثي كانت بمثابة بلسم لجراح الفلسطينيين في غزة، لا سيما في ظل التواطؤ والخيانة العربية للحكام العرب، والشعوب الصامتة، ولهذا ظهرت من القطاع المدمر الكثير من مقاطع الفيديو للمواطنين الغزاويين يشيدون باليمن وبالسيد عبد الملك الحوثي، ويشكرونه على الدعم الكبير واللامحدود لهم، في حين عبرت قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية عن شكرها وتقديرها لليمن بقيادة السيد عبد الملك الحوثي على هذه الوقفة المشرفة مع فلسطين في أحلك لحظاتها وحربها مع كيان العدو.

لقد استطاع السيد القائد عبد الملك الحوثي أن يسجل حضوراً كبيراً في الساحتين العربية والإسلامية، من خلال خطاباته الأسبوعية المساندة لغزة، وهي خطابات لرفع معنويات الشعوب المنهارة، وتوضيح للكثير من الحقائق المغيبة عن الأمة، وتحديد لمسارات المواجهة المتواصلة مع كيان العدو، وسيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته.

نقلاً عن مجلة البلاد اللبنانية الأسبوعية