تأجيل الكويت .. نبض الشارع
بقلم / علي أحمد جاحز
لاقى قرار القوى الوطنية تأخير الذهاب إلى مفاوضات الكويت التي كان يفترض أن تنعقد الإثنين الماضي ، ارتياحا شعبيا و نخبويا وسياسيا وإعلاميا واسعا ، ليس لأنها قد تكون دليل قوة وامتلاك أوراق ميدانية قوية وحسب ، بل لأنها تترجم حرص القيادة السياسية على تبني نبض الشارع الذي يطمح في التحرر والاستقلال و العزة والكرامة و يمثل قرارا شجاعا في مواجهة مخططات ابتزاز قذرة ترافق أبشع عدوان تعرضت له اليمن .
إن اليمنيين لم يكونوا يوما من الأيام على استعداد لأذية أحد أو الاعتداء على حقوق أحد من جيرانهم ، ولم يكونوا في يوم ما بوارد القفز على حقوقهم الطبيعية في أن يكونوا أصحاب قرار وهوية ومشروع ووطن مستقل له سيادة ، في وقت كان الخارج يفرض وصايته على اليمن ويعيق مشروع اليمن ويبيح أجواء اليمن ويتدخل في شؤونه الداخلية و يستلب إرادته وقراره .
ولذا حين نقول إن قرار الحرب لا يختلف عن قرار وقف الحرب الذي يتضمنه مقترح المبعوث الدولي ، سواء من حيث الأهداف أو من حيث الاستهزاء باليمنيين والاستهانة بهم وبتضحياتهم ، فالقرار الذي صدر من واشنطن كانت حيثياته أن يعود هادي وفريقه للحكم ويستلموا السلاح و الجيش ومؤسسات الدولة ويطلق معتقليهم ، وهي نفس الحيثيات التي جاء بها ولد الشيخ كأساس لإنهاء الحرب والعدوان والحصار .
ولد الشيخ الذي خيّر اليمنيين قبل أيام في إحاطته لمجلس الأمن بين أن يستسلموا ويذهبوا ليوقعوا على تنفيذ النقاط الخمس التي ذكرتها أعلاه ، وبين الذهاب باليمن إلى وضع أمني وأنساني لا يحمد عقباه ، هو ولد الشيخ الذي ينفذ أجندات العدوان وتوصياته ومطالبه ويعمل كعبد أحمق لا يعي ما الذي يطلبه منه مولاه .
إن من الصواب جدا أن يتريث وفد القوى الوطنية في الذهاب الى الكويث حتى تكون الرؤية واضحة والأجندات واضحة وبحيث لا تنتقص من حقوق اليمنيين ولا تمس طموحاتهم لصالح شلة من المرتزقة المطرودين في فنادق الرياض ، فمن غير المعقول والمقبول التضحية بحقوق ألف مقابل مصلحة مائة ، فما بالك بحقوق أكثر من 25 مليون يمني ومستقبل أجيال لأجل مجموعة من المرتزقة القتلة والمجرمين .
ومن غير المقبول أن يذهب الوفد إلى الكويت ليفاوض فريقا من المطرودين شعبيا وسياسيا على أساس أنهم الحاكم الشرعي ، ومن العيب الأسود أن ينقلب ولد الشيخ على اتفاقات عقدها مع القوى الوطنية من قبل بخصوص مفاوضات الكويت وأجنداتها، ليعود مجددا و يزرع في الأجندات بذور فشل المفاوضات .
هذا الموقف لا ينبغي أن يعقبه موقف اقل منه ولا يفترض أن يحصل تراخ لصالح المرتزقة بعد الآن لأن الأرض والإنسان في اليمن يقفان اليوم موقفا واحدا لن يتكرر ، ثقوا أيها المفاوضون في الإنسان اليمني وفي الأرض اليمنية و كونوا عند مستوى طموحات الشعب اليمني .