الخبر وما وراء الخبر

أكتوبر النصر

5

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
8 أكتوبر 2024مـ – 5 ربيع الثاني 1446هـ

بقلم// جهاد هراش

ونحنُ علی مشارفِ إتمام عامٍ منذُ أن شُحذت السيوف الحديدية، وحُطمت القيود الفولاذية، ورُفِعَت راية النصرِ و الحرية،عندما قامت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاعِ غزة وعلی رأسها حَركة حماس عبر ذراعها العسكري كتائب الشهيد عزالدين القسام، بشن عمليةٍ عسكرية كُبری علی جيش الإحتلال الإسرائيلي؛ وذلك في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

كانت تلك العملية بمثابة ضربةٍ قوية للأمن والجيش والمستوطنات الإسرائيلية، والتي سُميت بعملية طوفان الأقصی؛ لما أحدثت من خسائر فادحة في عدةِ وعتاد العدو الصهيوني، فقد قُتل العديد من الجنودِ وجُرح الآلاف منهم، وهاجر ربع مليون إسرائيلي تقريباً من الحدودِ الجنوبية والشمالية، بدورها إسرائيل ردّت بجرائم بشعة علی قطاع غزة، فقد الحقت تدمير شامل للبنية التحتية، وصار ضحايا هذه الحرب الآلاف من الشهداء والجرحی من الشيوخ إلی الرضع نساءً ورجال، ومازالت تلك الحرب المسعورة مستمرة حتی اللحظة،ظناً منهم بأن المقاومة الفلسطينية ستتراجع وستنسحب من هذه المعركة المقدسة؛ ولكن خابت ظنونهم فقد كان ثمن كل هذه التضحيات الجسيمة: الحرية، الكرامة، الغلبة والعزّة.

ولأن فلسطين قضية المسلمين الأولی التي لاتُساوم ولاتُبدل، ولأن الأقصی والمسری مقدسات لايمكن المساس بها وتدنيسها، وقفت دول محور الجهاد والمقاومة مُساندة للمقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، وعونًا لأبنائها وأهلها قائلين لهم لستم وحدكم، وإنا معكم وبجانبكم مهما كان الثمن غالياً.

وقد قام محور الجهاد بتنفيذ عمليات عسكرية مُشتركة، استهدفت إسرائيل في العمق وفي أ حساسة جدًا، جعلتهم يشعرون بالموت في كل مكان، أضافة إلی ماقامت به من عملياتٍ كُبری كل قوة علی حِده، فشنت القوات اليمنية المسلحة في معركتها الفتح الموعود والجهاد المقدس، هجمات علی إسرائيل بهدف الضغط علی العدو لوقف عدوانه علی غزة، واشتملت الهجمات علی اهداف عسكرية في وكر إسرائيل الصهيونية بالصواريخ البالستية، والطائرات المسيرة وأعلنت منع مرور السُفن الإسرائيلة،البريطانية والأمريكية، من العبور عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي وصولًا إلی البحر الأبيض المتوسط ،وكل سفينة مُتجهة إلی الموانئ الإسرائيلة في حال عدم دخول احتياجات قطاع غزة من الغذاء والدواء ، بل واستهدفتها بصواريخها البحرية وزوارقها المسيرة، بالأضافة إلی مانفذتهُ القوات العراقية و اللبنانية بما فيها حزب الله من عمليات عسكرية موجعة في عمق الكيان الصهيوني المؤقت في فلسطين المحتلة، التی أثارت جنون العدو بشكل كارثي، وأظهرت بأنهُ أوهن من بيت العنكبوت.

فالضربات العسكرية التي شُنت من دول محور الجهاد علی الكيان المغتصب تتهاول أعدادها يومًا تلو الأخر، والعدو بدأ العدّ التنازلي لنهايتةِ المحتومة، وقد كُسرت هيبتة صاغرًا ذليلاً.

ومن أخر هذهِ الهجمات الهجوم الإيراني الغير مسبوق علی كيان العدو الإسرائيلي في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة،وتلك كانت عملية الوعد الصادق الثانية برشقات صاروخية بما يُقارب 400 صاروخ، والتي كانت أنتقامًا وثارًا لدماء الشهداء القادة في لبنان وفلسطين، وعلی رأسهم الشهيدان القائدان حسن نصر الله وإسماعيل هنية وذلك كان في الواحد من أكتوبر/تشرين الأول.

وهكذا لايزال طوفان الأقصی يتشكل؛ ليغرق عنجهية الاحتلال، ويعلمهُ درسًا تاريخيًا في بأس واستبسال أمتنا وشعبنا في جميع ميادين المواجهة، وبأن نيران المقاومة ستتقاطع في سماء فلسطين بصواريخها تحملُ له شُهب الموت والفناء.

فالنصرُ أصبحَ قاب قوسين أو أدنی، وأكتوبر النصر سيظل علامة في أنصع صفحات التاريخ وأجلّها.