الخبر وما وراء الخبر

طوفانٌ نحو التحرير

3

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
8 أكتوبر 2024مـ – 5 ربيع الثاني 1446هـ

بقلم / شيماء الحوثي

مع مرور عام على عملية طوفان الأقصى وما جرى فيه من إجرامً صهيوني وانتصارٍ فلسطيني وإسنادً من المحور المقاوم، أطل سماحة البدر يحفظه الله ووضع النقاط على الحروف في كلمةً هي للتاريخ ولفلسطين وللبنان وللعراق ولكل أحرار الأمة المناصرين للقضية.

بدأ سماحته في سرد الأرقام والشواهد والاحصائيات مفصلاً فصول المعاناة والمأساة في الضفة وغزة، ومشدداً أن عملية طوفان الأقصى كانت ضرورةً حتمية وحقٌ من حقوق الشعب الفلسطيني، وحتى لاتظل السرديةُ الصهيونية قائمة أن الطوفان انسلخ عن مبدئه ومضمونه وسياقه، كما تُكرسها أيضاً أنظمة التطبيع والخيانة من صهاينة العرب.

بعد عام من الطوفان وقف السيد القائد على أهمية طوفان الأقصى، وما نتج عنه من انتصارات بتوجيه ضربات قاسية وكبرى للعدو الصهيوني، حينما أثبت المجاهدين هزلية وزور إدعاءات الجيش الذي لايقهر، فكسرت المقاومة هذه الهزلية الجوفاء، فكان المشهد في السابع من أكتوبر مشهد انتصارً عظيم وعصي من أن ينسى أو يمحى من الذاكرة.

عملية طوفان الأقصى هزت كياناً بأكمله، وكسر شوكة أمريكا والغرب المنافق الذي لم يستطع تفادي هذا الانهيار المدوي، حين أوقف الطوفان عجلة التطبيع وهرولة الأنظمة العربية الخائنة لموالاة إسرائيل، وأعاد الطوفان مسار الاشتباك والمواجهة مع عدو الأمة كضرورة لابد من تحقيقها لزوال إسرائيل واستعادة الحق الفلسطيني.

طوفان الأقصى طوفانٌ فرز حال وواقع الأمة بعد أن كادت تفقد بوصلتها تجاه قضيتها الأم والمركزية، وأعاد للقضية اعتبارها في المنطقة، وأصبحت في صدارة العالم، وبعد عقودٍ من التهميش والتغييب والتصفية للقضية وجعلِها مجرد نشرة أخبار كسائر المواضيع اليومية العادية.

بالرغم من ارتكاب العدو الصهيوني لأبشع الجرائم على مر التاريخ ومجازر إبادة جماعية بشكلٍ يومي على مدار عام كامل وفي ظل خنوع وسكوت عربي مخزي ومنحط، لكن بالتوازي مع ذلك ظلت المقاومة وجبهات الاسناد صامدة ومواجهة لم تضعف ولم تستكين بل ازدادت قوةً وصلابة وتطور وتكبد العدو الصهيوني أشد الهزائم وتلقينه دروساً لن ينساها.

لبيك يانصر الله نداءُ رجال حزب الله من يوجهون للعدو الصهيوني أشد وأقسى الضربات القاتلة في حين ظن العدو أن المعنويات ستنكسر والعزائم ستلين باغتياله سماحة السيد الشهيد القائد حسن نصرالله لكن اصتدم برباطة الجأش وقوة العزيمة والإرادة ورأهم كما عهدهم في حرب تموز ومابعد حرب تموز، وبرزوا له مجاهدين أبطال بعزائم لاتلين وقوةً مبعثُها الإيمان بالله، مكبدين بالعدو الخسائر الفادحة في العديد والعتاد، كيف لا وهم حزبُ اللهِ الغالبون.

من تجليات وبركات عملية طوفان الأقصى برزت جبهاتُ الاسناد على قلب رجلٌ واحد على طريق القدس جهاداً عظيماً إما نصر أو شهادة، من فلسطين إلى لبنان والعراق وإيران واليمن، جبهةٌ واحدة مبتغاها تحرير فلسطين وزوال إسرائيل، ومع بداية عام جديد يتجهز محور المقاومة ليخوض غمار المواجهة لإلحاق العدو بأكبر هزيمة وهي زواله من الوجود وإلى غير رجعه، وللهِ عاقبةُ الأمور.