الخبر وما وراء الخبر

مجاهدو حزب الله على الحافة مع فلسطين المحتلة.. ارتقاء كمّي ونوعيّ في العمليات

6

 

تواصل المقاومة الإسلامية في لبنان -حزب الله، التصدي لقوات العدو الإسرائيلي، التي تحاول التسلل إلى القرى الجنوبية اللبنانية، عند الحدود مع فلسطين المحتلة، مسجلةً ارتقاءً نوعيًا وكميًا في عملياتها، وخلال الـ72 الساعة الماضية.

وتزامناً مع استمرارها في استهداف تجمعات قوات الاحتلال وقواعده ومواقعه ومستوطناته بالصليات الصاروخية، ثبتت خلالها مجموعة من القواعد والدلالات الميدانية والإستراتيجية البالغة الأهمية في مسار معركة طوفان الأقصى وجبهات اسنادها.

في التفاصيل؛ أكّد ضابط ميداني في غرفة عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان، أنّ الثمن الذي يدفعه العدو الإسرائيلي مقابل بعض الصور والفيديوهات على مشارف بعض قرى الجنوب الملاصقة للحدود “باهظ جداً” على صعيد الخسائر البشرية والمادية.

وأوضح الضابط الميداني أنّ “الصور التي نشرها السبت، جيش العدو الإسرائيلي لجنوده قرب منازل في قرية حدودية في جنوب لبنان تمّ تصويرها”، مضيفاً أن “هذه الصور التي يحتاجها بشدّة نتنياهو المأزوم، كان الثمن أكثر من 20 قتيلاً وجريحاً في صفوف جنود النخبة، الأمر الذي أجبر الرقيب العسكري الإسرائيلي على إخفائه والتعتيم على الحدث”.

بدوره، توقع الكاتب الصهيوني “عاموس هرئيل”، لصحيفة “هآرتس” العبرية، “ظهور مشكلتين كبيرتين في المناورة البرية جنوب لبنان، تذكّران بما واجهه الجيش في غزو قطاع غزة، الأولى: تعتمد مقاومة العدو على خلايا حرب عصابات متمركزة جيداً في مناطق حيوية، ويمكنها إلحاق خسائر في الجيش الإسرائيلي.

وقال: مستعرضاً المشكلة الثانية: “إذا كانت المناورة البرية في غزة قد استغرقت وقتاً أطول كثيراً مما كان متوقعاً، لأن الجمع بين المناطق المبنية والمجمعات تحت الأرض أطال العملية وجعلها أكثر تعقيداً، فكيف سيكون الحال في لبنان”.

الجبهة اللبنانية الجنوبية خلال الـ72 الساعة الماضية:

وفقاً لتحليل البيانات الصادرة عن المقاومة الإسلامية فقد بلغ عدد العمليات خلال الـ72 الساعة الماضية، 70 عملية توزعت في “32 عملية الخميس، و23 عملية الجمعة، والسبت 15 عملية”، وشكل يوم الخميس الرقم الأعلى في تاريخ الاشتباك مع العدوّ خلال عامٍ كامل، كما تؤكد استعداد حزب الله للاستمرار في العمل وعلى الحافة الأمامية في أسوأ الظروف.

ورجحت تقارير ميدانية، أنهُ ومنذ استشهاد سيد المقاومة استطاعت المقاومة في لبنان ضرب عمق الكيان بأكثر من (1360) صاروخاً وهذا العدد غير مسبوق، ويتبين من عدد العمليات الـ70 أن هناك عديدًا بشريًا لحزب الله متنوع الاختصاصات والمجالات في منطقة المواجهة، كما أن تواجد مرابض ومنصات القصف المدفعي والصاروخي وسلامتها تمكنهُ من تنفيذ هذه العمليات الكثيفة.

في السياق؛ أعلن جيش الاحتلال، السبت، أنهُ “رصد إطلاق نحو 60 قذيفة خلال أقل من 3 ساعات وسقوط قسم منها بالجليل الأعلى ووسط الجليل”، وأكدت وسائل عبرية، أن “نحو 110 قذائف أطلقت من لبنان منذ صباح اليوم”، و800 صاروخ منذ الـ72 الساعة الماضية.

وبهذا تحافظ المقاومة الإسلامية على نوعية العمليات التي تتوزع على القصف بصليات صاروخية متعددة المديات والأنواع وكذلك القصف المدفعي والصواريخ الموجهة ضدّ الأفراد والدروع، وتم ادخال العبوات الناسفة إلى الميدان بعد إطلاق العدوّ عمليته البرية.

وبحسب الخبراء، يشير عدد الصواريخ التي يعترف العدوّ بإطلاقها من (200 – 250 صاروخًا) في اليوم الواحد، إلى عدة نقاط جوهرية، أولها، “توافر مخزون صاروخي ضخم في مناطق العمليات جاهز للاستخدام اليومي لم تصل إليه كلّ غارات الاحتلال السابقة التي قال العدو إنه استهدف فيها مخازن الصواريخ، وإن هذا العدد اليومي ما كانت المقاومة لتطلقه لولا توافر مخزون يضمن لها الاستمرارية في مواجهة غير معروف متى تنتهي”.

والنقطة الثانية؛ وبحسب الخبراء، تتمثل بالقدرة على تحريك وتلقيم وتفعيل الراجمات ومنصات الإطلاق والتي تحتاج إلى عديد بشري ليس قليلًا، وهذه الأرقام والكثافة في الإطلاق تؤكد أن كلّ الإطباق الجوي لا يعطل قدرة المجاهدين على الحركة، إلى جانب أن هذا الإطباق مع إمكانية وسرعة اكتشاف العدوّ للمجاهدين أثناء النقل والتجهيز وأثناء الإطلاق وبعده لا يؤثر على معنوياتهم وثباتهم وتركيزهم لضبط الإحداثيات، خصوصاً على أهداف جديدة لم تستهدف سابقاً.

تفوق المجاهدين تحت النيران الغزيرة

وفقاً للمعطيات الميدانية فقد نفذ مجاهدو المقاومة خلال الـ72 الساعة، عمليات استهداف لتجمعات وتحركات العدوّ بالصواريخ والقذائف المدفعية، وكان لافتًا تكثيف استخدام صواريخ فلق على شكل صليات أو بصورة منفردة، وهي عمليات استباقية تحصل داخل مستعمرات ومواقع العدوّ بناءً على رصد واستطلاع متعدد المصادر مما يوجه رسالة واضحة لقيادة العدوّ بانكشاف قواتها أمام نيران المجاهدين داخل فلسطين المحتلة.

وبحسب خبراء، أن هذا التكتيك يؤثر على قدرة جيش العدو على المشاركة في العمل البري من خلال تكبيدهم خسائر بشرية ومادية وإشغالهم بعمليات إنقاذ وانتشار ولتفهم هذه القوات أن ما ينتظرهم إذا دخلوا الأراضي اللبنانية سيكون أكثر مما عانوه ويعاينونه أثناء تجمعهم في أماكن يعتبرونها خاصة بهم ومحمية وبعيدة عن الرصد.

وفي السياق، تصدى مجاهدو المقاومة فجر السبت، لمحاولة تسلل إسرائيلية في محيط بلدة “عديسة” جنوبي لبنان عند الحدود مع فلسطين المحتلة، واشتبكوا معها، ووفق بيانٍ “فقد حاولت قوّة مشاة إسرائيلية التقدّم، لكن المقاومة تصدّت للقوة واشتبكت معها، الأمر الذي أجبر القوة الإسرائيلية على التراجع مع وقوع قتلى وجرحى في صفوفها، ولاحقاً اعترف جيش الاحتلال بإصابة جندي، زاعماً أنها نتيجة انقلاب عربة.

بدورها، أفادت وسائل إعلامية أنّ “أصوات اشتباكات سمعت في محيط بلدتي “يارون ومارون الراس”، منذ صباح السبت، وشهدت حتى الظهر، 5 عمليات التحام مباشر بين المقاومة وقوات الاحتلال 2 منهما في “عديسة”، مؤكدةً أنّ “الاحتلال يقوم بعملية تمشيط كثيفة للغاية في اتجاه القطاع الغربي، بالإضافة إلى شنّه سلسلة غارات”.

ويرى مراقبون أن هذه الغارات، لم تمنع تنفيذ عملية قصف بغزارة وبأنواع متعددة من الصواريخ والتي تظهر قدرة فائقة على العمل للمقاومين تحت النيران الغزيرة والاشتباك المباشر بين المجاهدين على الحافة الأمامية، انتهت إلى تكبيد العدوّ عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى الصهاينة، بناءً على اعترافات العدوّ كحصيلةٍ لمحاولات التوغل في أربعة أيام.

وفقاً لتقارير إعلامية السبت، جرت اشتباكات متزامنة في المناطق المطلة على خط التماس المباشر مع العدو قبالة مستعمرة “المطلة”، وأكدت فيها المقاومة بالميدان أنها جاهزة عند كلّ النقاط الحدودية، ولا تنفع معها محاولات الإشغال والتشتيت.

ووفقاً لاعتراف المصادر العبرية، فان مجاهدي المقاومة كانوا يخططون لعمليات أسر عسكريين صهاينة خلال الاشتباك معهم، مما دفع قيادة العدوّ إلى تعميم إنذار لقواتها المتوغلة من مغبة تعرضهم للأسر واتّخاذ الإجراءات التي تحول دون ذلك، مما يثبت حقيقة ميدانية هي تفوق المجاهدين في المواجهة البرية وقدرتهم ليس فقط على إحباط التوغلات بل القيام بعمليات أسر.

وخلصت صـحـيـفـة “يـديـعـوت أحـرونـوت” العبرية اعتمادًا على مصادر ميدانية “إسرائيلية” إلى أنه في الأيام الأربعة الأولى من العملية في جنوب لبنان أدرك “الجيش الإسرائيلي” أن عناصر حزب الله لا يعتمدون على إطلاق النار من مسافةٍ بعيدة، وقد أبلغ المظليون بالفعل عن 6 مواجهات من مسافة قريبة، وأن عناصر حزب الله يخوضون معارك وجهًا لوجه مع “جنود الجيش”، الذين حاولوا الدخول إلى أرض لبنانية.

إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الناطق السابق باسم جيش الاختلال “رونين منيليس” قوله: “لدينا 7 جبهات نشطة وفي أي منها لم نقترب من تحقيق أهداف الحرب.. والأسرى كانوا ضمن أول هدفين للحرب، واليوم ليسوا حتى الهدف رقم 8”.

الإدارة الإعلامية لجبهة المقاومة تتفوق

على مستوى الإدارة الإعلامية لنشر وقائع المواجهات كان لافتًا أن خطوط التواصل مع الميدان تعمل بسرعة، إذ لا يوجد فاصل زمني كبير بين تنفيذ العملية وتوزيع البيانات المتعلّقة بها، وفي بعض العمليات كان الفاصل الزمني نصف ساعة فقط بين التنفيذ والإعلان.

وهذا الارتقاء الإعلامي العسكري سبقه تواصل مصادر ميدانية في المقاومة مع وسائل إعلامية خارجية قدموا فيها معطيات وتفاصيل حول بعض العمليات النوعية، مما يؤكد أن إدارة الاعلام الحربي للمقاومة قفزت خطوة هامة جداً لتطوير وتفعيل أداء الجبهة الإعلامية.

ووفقاً لمراقبين، فأن مجموع إدارة وتنسيق وتنفيذ العمليات العسكرية للأربعة الأيام الماضية من المواجهة، يؤكد أن القيادة والسيطرة والتشغيل في المقاومة الإسلامية تعمل بكفاءة عالية جداً، ولذلك بدأت تخرج تقييمات “إسرائيلية” وغربية مختلفة لنتائج عمليات القصف الجوي لما صنف مخازن سلاح وللنتائج العكسية لعمليات اغتيال القيادات بمختلف مستوياتها وتخصصاتها.