الخبر وما وراء الخبر

نصر الله رجل بحجم أمة

6

ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
3 أكتوبر 2024مـ – 30 ربيع الاول 1446هـ

بقلم// احترام عفيف المُشرّف

«ماكنت احسب أنني سوف أرثيه
وأن شعري إلى الدنياء سينعيه»

تأخرت حتى كتبت عنه تأخرت حتى استطعت أن استوعب خبر استشهاده، أعرف  أن مثله لايليق به إلا الشهادة، أعرف أن مثله لايليق به إلا أن يكون مع سيد الشهداء حسين كربلاء، أعرف أن مثله  لايليق به وبفراقه إلا أن يكون عظيم بعظمته، أعرف أنه قد فاز الفوز العظيم رغم خسارتنا الفادحة به، أعرف أنه ارتقى حيث المقام الذي يستحقه، رغم ثكلنا وفيجعتنا به وبفراقه، أعرف أنه في مقام التبريكات لا التعازي، أعرف كل ذلك ورغم معرفتى لا أريد ولا أستطيع إلا أن أُبكيه وأرثيه ولولا ذكر الله لتصدعت الأفئدة من رزية فراقه.

إلى من أقدم العزاء فيه؟ إلى بيروت الأبية الشامخة بنصره. أم إلى صنعاء الوالهة بعشقه. أم إلى دمشق وبغداد وطهران المتيمات بحبه. أم إلى القدس الباكي المنتحب لفراقه؟

من أعزي فيه؟ حزب الله الذي هو سيدهم ونبض قلوبهم. أم أنصار الله وقائدهم المتألمين لمصابه
أم إلى المحور الذي هو وتده وناصيته؟ من أعزي فيه والكل مكلوم القلب عليه؟!
من أعزي أهله وذويه وهل مصابه أصاب أهله وذويه فقط! أم أن مصابه قد أصاب الكل وأوجع ومزق نياط قلوبنا جميعا وجعل الدموع تنهمر كأنهار متدفقة لاتريد ولا تقبل الانقطاع أو التروي مهما حاولنا منعها وحبسها في المآقي؟

هل أترك عزاء الجميع وأعزي نفسي؟ وإذا كان كذلك فكيف أعزيها وبما أواسيها وماذا أقول لها!
نفسى التى ماعرفت السياسة ولا التفتت إليها الا إذا كانت منه، نفسي التى تتسمر أمام الشاشة إذا أطل منها سيد المقاومة، نفسي التى رأت فيه العز في زمن الهوان والشموخ في زمن الذل والنصر في زمن الهزائم؟فـ ياصبر زينب.

كيف نعزي وكيف نرثي مثل هذا الرجل
إنه «حسن نصر الله» من أعاد للأمة الأمل وأحيا فيها روح الجهاد وحب الاستشهاد. نصر الله من علمنا عدم الاستسلام ووعدنا النصر وحقق لنا النصر حسن نصر الله قائد تملك القلوب قبل العقول، قائد توغل حبه في كل من عرفه من ساسة وقادة ورجال ونساء وشيوخ وأطفال وإعلاميين من كل الدول و من كل الطوائف والمذاهب والأعراق، ولم يشذ عن محبته إلا من هم عبيد لا يعرفون مامعنى الحرية.
قائد جعل حتى أعداءه ينحنوا إجلال وإكبار لهيبته،
«يبكيه حتى الحاسدون لفضله
أن السماء لم تخلوا من حسادها»

قائد إذا رفع إصبعه بالتهديد جعل فرائص أعدأه ترتعد من ذلك الوعيد، قائد استثنائي في زمن التدجين.

أن نصر الله قائد لن ينسى ولن يمحى اسمه من قلوب أحبابه وأعدائه مهما طال وتباعد زمن ارتقائه شهيدا.

أنرثيك نصر الله أم نهنئك؟
هل ندع رثائه وعزاه ونهنئه بالشهادة ولقائه الأحبّة محمد وآله وصحبه ونهنئ الجنان بقدومه ونقول له هذا ماسعيت إليه القاء بالنبي المختار وبحيدرة الكرار وبالحسنين وبمولاتي الزهراء

هل ندع التهنئة والعزاء ونوجه كلامنا إلى الشامتين والأعداء ونقول لهم لاتطمئنوا ولاتفرحوا فسيدنا وقائدنا قد قالها لكم ولنا نحن منتصرون منتصرون فنصرنا انتصار واستشهادنا انتصار وأنتم مهزومون في كلا الحالتين ولن يطول الأمد على هزيمتكم وليس في قتلكم لقادتنا نصر لكم ولاهزيمة لنا، فقادتنا باقون مابقي المجاهدون والجهاد باقي ما بقيت كلمة لاإله إلا الله محمد رسول الله، وسنتجه كما وعدنا سيدنا نصر الله إلى القدس الشريف رافعين راية النصر، وسنخرجكم من فلسطين كل فلسطين وكل أرض عربية بشكل أفقي محملين على نعوش هزيمتكم وليس هذا ببعيد
(  إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)