الخبر وما وراء الخبر

التصعيد الصهيوني يتواصل على لبنان.. كيف سيخرج نتنياهو من المستنقع الجديد؟

5

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

26 سبتمبر 2024مـ 23 ربيع الاول 1446هـ

تقرير|| أصيل نايف حيدان

تتصاعد الأحداث بشكل دراماتيكي، بفعل العدوان الصهيوني المتواصل على لبنان منذ عدة أيام.

وعلى الرغم من محاولة العدو الصهيوني صناعة نصر مزيف لما يحدث، وإيهام العالم بأن فبضته لا تزال حديدية، إلا أن المتابعين لخفايا وبواطن الأمور، يلحظون مدى الضعف والهوان الذي يمر به هذا الكيان، وأن كل ما يحدث من تصعيد على لبنان هو نتيجة لهذا التخبط والهزيمة.

وخلال التصعيد الصهيوني الأخير على لبنان، رفع المجرم نتنياهو هدفاً رئيسياً لهذا الجنون، وهو إعادة المستوطنين إلى مغتصباتهم شمال فلسطين المحتلة، وهو هدف تحدى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الكيان المؤقت من تحقيقه، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، وهو أن التصعيد الصهيوني في لبنان والدخول في حرب واسعة أو توغل بري، قد لا يعيد هؤلاء المستوطنين إلى مناطقهم أبداً.

وعلى مدى ما يقارب العام، برز حزب الله الله اللبناني كقوة اسناد فاعلة واستراتيجية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وكان لها التأثير والوجع الكبير على العدو.

 

وفي هذا الشأن يقول رئيس الدائرة الإعلامية والثقافية بمكتب رئاسة الجمهورية زيد الغرسي إن جبهة لبنان هي جبهة إسناد لإخواننا في غزة، حيث كانت على مدى عام كامل مؤثرة ومهمة وفاعلة”، مضيفاً أن “خسائر العدو كبيرة، سواء من حيث مقتل عدد كبير من أفراد جيش الاحتلال، أو خسائر الوضع الاقتصادي أو تهجير المستوطنين من المستوطنات شمال فلسطين المحتلة”.

ويوضح الغرسي في تصريح لـ “المسيرة” أن جبهة لبنان مثلت ضغطاً كبيراً على كيان العدو الإسرائيلي، فعمد إلى التصعيد من خلال مجزرتي الثلاثاء والأربعاء، وأيضاً اغتيال القادة من حزب الله”، وكذلك استهداف العاصمة اللبنانية بيروت، وزيادة الغارات الجوية على المناطق اللبنانية الحدودية مع فلسطين المحتلة”.

ويبيّن في حديثه أن العدو بهذا التصعيد يحاول إيقاف حزب الله عن مساندته لغزة ولكن كانت الرسالة واضحة من سماحة السيد حسن نصر الله بأن المستوطنين الصهاينة لن يعودوا إلى مستوطناتهم ولن تتوقف جبهات الإسناد إلا بعد وقف العدوان على غزة”، مؤكداً أن “التصعيد الحالي مخاطرة كبيرة، قد تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين كيان العدو ولبنان، والخاسر بالتأكيد هو كيان العدو، لأن حزب الله لا يزال يستخدم أسلحة تقليدية حتى الآن”.

ويضيف الغرسي: “لو توسعت الحرب سيكون العدو الصهيوني تحت رحمة صواريخ حزب الله، وكذلك سيدفع العدو الصهيوني الثمن الأكبر، مما هو عليه حالياً”، مشيراً إلى أنه ستكون هناك خسائر في لبنان، قائلاً: “ولكن ليست بالمستوى الذي ستكون عليه الخسائر داخل كيان العدو الصهيوني لأنها ستكون حرباً مفتوحة وشاملة”.

ويشير إلى أنه ستكون هناك تداعيات استراتيجية مهمة جداً في زوال كيان العدو الإسرائيلي، وذلك عندما تندلع حرب شاملة في لبنان، وباستمرار المقاومة في غزة بعملياتها بالإضافة إلى جبهات الإسناد العراقية وكذلك اليمنية، مؤكداً أن ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله، ونلاحظ اليوم الكثير من المعطيات الموجودة داخل الكيان من خلال هجرة الصهاينة وكذلك تدهور الاقتصاد”.

ويتطرق الغرسي للسيناريوهات المتوقعة قائلاً: “في حال استمر العدوان على غزة ستتصاعد جبهات الإسناد بردود فعلها وسيكون هناك من جبهة اليمن على سبيل المثال تصعيد بشكل أكبر سواءً في المرحلة الخامسة أو الدخول بالسادسة التي ستكون مؤلمة بشكل قوي على كيان العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى ردود حزب الله، ستتصاعد، وستكون هناك ضربات موجعة على الكيان”.

وأكد أنه لا يوجد أي سيناريو لوقف العدوان على غزة لأن الأمريكي مستمر في دعمه لكيان العدو الإسرائيلي وهو من يعطي الضوء الأخضر إلى الآن في استمرار الكيان الصهيوني في جرائمه سواءً في فلسطين أو لبنان”، كاشفاً أن العدو الصهيوني يسعى للتصعيد ضد لبنان، لكن متحكماً بهذا التصعيد، وهو لا يريد أن يسعى إلى حرب شاملة، ولكن بين كل حين وآخر يعمل على تصعيد بما يحقق أهدافه في اغتيال قيادات وفي اختراق حزب الله وقتل أكبر قدر من مجاهدي حزب الله لكن لا يريد أن يسعى لحرب شاملة”.

ويواصل: “العدو يمارس سياسة التقسيط في تصعيده ويأتي من بعده الأمريكي ليحاول أن يحتوي الموضوع باسم عملية السلام، وأنه ليس مع الحرب الشاملة في لبنان وهو خداع يمارسه الأمريكي مع أنه مستمر في دعمه للكيان الصهيوني والكيان الصهيوني مستمر في التصعيد ضد لبنان، مؤكداً ان المواجهة القوية هل الحل، فالعدو لا يعرف إلا لغة القوة”.

 

لا مخاطر على لبنان المقاومة

وحول العدوان الصهيوني المتواصل على لبنان والمخاطر والسيناريوهات المتوقعة يؤكد الكاتب والناشط السياسي طالب الحسني أن لا مخاطر بذلك المعنى، موضحاً أن المخاطر هي ألا يكون هناك عمل عسكري وإسنادي تقوم به المقاومة الإسلامية في لبنان لغزة”، مشيراً إلى أن أية تضحية سواءً مدنيين أو عسكريين هي في جبهة من أجل الأمة ولأجل حماية لبنان ولأجل حماية المنطقة.

ويوضح الحسني في تصريحٍ لـ “المسيرة” أن السيناريوهات المتوقعة كثيرة منها أن الحرب يتم الحفاظ عليها في النطاق الحالي الذي تحصل فيه حالياً جنوب لبنان ومنطقة البقاع وبعلبك والهرمل حيث الحزب، وإذا توسعت إلى الضاحية الجنوبية ستكون عملية اغتيال أو ما شابه ذلك، مبيناً أن الحرب إذا توسعت إلى الضاحية الجنوبية سيكون سيناريو آخر يتعلق بأنه أصبحت حرب كبيرة، ولا يمكن القدرة على احتوائها في المستقبل.

ويشير إلى أن الأمور قد تصل إلى هذه المساحة من الاشتباك إذا استمر العدو الإسرائيلي، وبالطبع لن يحقق الأهداف ويمكن فهمها من خلال تصريحات نتنياهو وتصريحات السيد حسن نصر الله أن نتنياهو يريد أن يعيد المستوطنين الصهاينة إلى مستوطنات شمال الأراضي الفلسطينية على الحدود اللبنانية”، مؤكداً أن “حزب الله والأمين العام اعتبر هذا تحدياً، وقال إنه لا يمكن للعدو الإسرائيلي أن يعيد هؤلاء المستوطنين إلا إذا توقفت الحرب في غزة”.

وأضاف أن الأهداف الحالية من الصعب على الكيان الصهيوني أن يحققها، وأيضاً الكثير من القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية تقول ذلك بشكل واضح بأن هذه مغامرة جديدة يقوم بها نتنياهو، ولن يحقق بها الهدف الذي أعلنه مثلما لم يحقق هدف استعادة الأسرى من غزة لن يحقق هدف إعادة المستوطنين إلى شمال الأراضي الفلسطينية”.