الخبر وما وراء الخبر

السيد القائد: الشعب اليمني يمتلك ترسانة حربية متطورة لا تمتلكها الكثير من الدول

19

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
21 سبتمبر 2024مـ – 18 ربيع الاول 1446هـ

أفرد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه اليوم بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة 21 سبتمبر للحديث عن أهدافها، وواقع اليمن قبل وبعد الثورة.

وأكد السيد القائد أن “السفير الأمريكي قبل الثورة كان هو صاحب القرار الأول، والنافذ الأول الذي يملي على الجميع ما يشاء ويريد، ويفرض عليهم ما يريد في كل المجالات التعليمي، والأمني والعسكري والاقتصادي وفي كل المجالات”، لكنه بعد ثورة 21 سبتمبر فقد السيطرة، وهرب من البلد، ومعه المارينز الذي كان معه قاعدة في صنعاء بجوار السفارة الأمريكية، وكانوا من خلالها يسيطرون

ويتحكمون من قلب العاصمة صنعاء على القرار السياسي في البلد.

ولفت السيد القائد إلى أن الشعب اليمني وفي إطار هذا التوجه والثورة ينعم بالحرية، والاستقلال

ويتخذ الموقف، الذي تمليه عليه ارادته، وايمانه وانتماؤه للإيمان، ومسؤوليته الإيمانية والإنسانية، وهو يقدر ما يشاء هو، ويتحرك كيفما يشاء هو، وينعم بالحرية والاستقلال، والعزة والكرامة.

 

وأوضح السيد القائد أن من أبرز أهداف ثورة 21 سبتمبر هي الحفاظ على الهوية لشعبنا، مبيناً أن الأعداء يستهدفون الأمة بشكل عام، وكل المجتمعات البشرية، لكن استهداف المسلمين هو بشكل، موضحاً أن الشعب اليمني قد نال حصته من هذا الاستهداف، في هويته الإيمانية.

وقال : “الاستهداف الأمريكي للشعب اليمني العزيز هي مسألة واضحة، فهم يتحركون في كل المجالات على المستوى الثقافي والفكري والأخلاقي، وعلى مستوى السيطرة على الوعي والتوجه والسيطرة على كل شيء، وهو استهداف عن طريق الحرب الناعمة”، مشيراً إلى أن الشعب اليمني كان يعاني من الاستهداف في هويته الإيمانية، من خلال مسارين، الأول، هو مسار “التمييع” الذي يفقد الشعب اليمني، وكل شعوب الأمة الانتماء الإيماني، وثباته على الأخلاق والقيم الايمانية، وهو استهداف رهيب، للإفساد الأخلاقي، وهذا واضح من خلال التوجه الأمريكي، حيث أصبح التبني لجريمة الشذوذ شيئاً واضحاً، ونشر الفساد بكل أشكاله ونشر المخدرات، وكلها تخدم للفساد وتروج له.

ولفت السيد القائد إلى أن الحفاظ على هذه الهوية، حالة ظاهرة جداً، كما هي حالة قائمة في واقع شعبنا من خلال محافظته الإيمانية، وتمسكه بمبادئ الدين وقيمه، وكذلك حالة واضحة على مستوى الأنشطة التثقيفية والتعليمية ومختلف الأنشطة، والمواقف والتوجهات، وهذا شيء يتميز به شعبنا بوضوح.

وأضاف أن “من المعالم الواضحة للحفاظ على الهوية الإيمانية لشعبنا العزيز ترسيخ التمسك بالقرآن الكريم وفرض الالتزام به، وهي حالة قائمة لدى شعبنا العزيز، وأن يكون مرجعية تحته كل شيء، القوانين والمواقف والأنظمة وغيرها”، منوهاً إلى أن “التمحور حول رسول الله وترسيخ الاتباع والتعظيم لرسول الله وترسيخ الاقتداء والتأسي برسول الله محمد، وهذه مسألة بارزة في واقع الشعب اليمني، لأن مسألة التمحور حول القرآن والرسول هي معالم كبرى في الانتماء القرآني”.

 

ويزيد : “في السياق نفسه يأتي الاهتمام المتميز بذكرى المولد النبوي الشريف، ويكون موسماً مستمراً على مدى أسابيع، بما فيها الفعالية الكبرى التي يقيمها الشعب اليمني في الثاني عشر من شهر ربيع الأول”، لافتاً إلى أنه في هذا العام كان الحضور الشعبي الواسع جداً بما لا مثيل له في كل العالم، وكان الحضور أكثر من أي عام، وكانت الحشود التي توافدت إلى الساحات كبيرة جداً، مليونية بكل ما تعنيه الكلمة، موضحاً أن شعبنا بوعيه وانتمائه الايماني، وفي سياق ترسيخ هويته الايمانية وحفاظه وثباته أحيى هذه المناسبة بشكل عظيم، وتجلى فيها مدى اعتزازه بالنعمة الإلهية الكبرى”.

وجدد السيد القائد في هذه المناسبة الحديث عن الجهاد في سبيل الله، مؤكداً أن من معالم الحفاظ على الهوية الإيمانية لشعبنا هو احياؤه للجهاد في سبيل الله، لافتاً إلى أن ذلك تبين من خلال موقف الشعب الواضح والصريح والثابت لنصرة الشعب الفلسطيني رغم كل الأحداث والمخاطر من جانب الأعداء.

ولفت السيد القائد إلى أن بعض الشعوب أو الحكومات يكفيها أية قضية لتصرفها عن الاهتمام بهذا الموضوع، لكن الشعب اليمني وعلى الرغم من كل ما حصل عليه من مؤامرات وجرائم رهيبة، وحصار شديد إلا أن تمسكه بهذه القضية المحورية لنصرة الشعب الفلسطيني بقي ثابتاً ولم، يتراجع عنه قيد أنملة، فكان حاضراً في الساحات، وصوته عالياً، على امتداد السنوات العشر الماضية.

وأوضح أن الشعب اليمني بعد عملية “طوفان الأقصى” استمر على موقفه الثابت وهو الجهاد في سبيل الله، فناصر الشعب الفلسطيني في جميع المجالات، من خلال الأنشطة والتبرعات، والحضور المليوني في الساحات بشكل مستمر، منوهاً إلى أن هذا الموقف هو في إطار الجهاد في سبيل الله، وهو من منطلق ايماني، فالشعب لم يترك هذا، ولم يتخلى عنه لا خشية من أمريكا وبريطانيا والدول الغربية والأنظمة الإقليمية المتحالفة، ولم تؤثر عليه الضغوط الاقتصادية والإنسانية.

وقال إن تهديدات الأعداء ومؤامراتهم لم توقف الشعب اليمني، ولم يتراجع أبداً؛ لأن انطلاقته في موقفه هي انطلاقة ايمانية، وشعوره بالمسؤولية الدينية، فهو لم يتفرج كغيره، وهذا الموقف الواضح للشعب اليمني العزيز لحمل راية الجهاد في سبيل الله، هو من معالم الحفاظ على هويته الإيمانية، ومن النتائج المهمة لثورة 21 سبتمبر.

ويتساءل السيد القائد – يحفظه الله- في سياق خطابه: ماذا لو بقيت السيطرة الأمريكية على البلد كما كانت عليه قبل الثورة؟

ويرى السيد القائد أنه لو استمرت السيطرة الأمريكية، لغابت المعالم الإيمانية في كل شيء، وفي كل مجال، فالأمريكي كان يعمل ضمن برنامج واضح، لما يخدم أمريكا وإسرائيل، ولكانت حالة التطبيع هي السائدة على الموقف الرسمي لارتباطه بالأمريكي والإسرائيلي.

الحفاظ على مؤسسات الدولة

ويواصل السيد القائد سرد أهم أهداف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، مؤكداً أن من أهمها هي إعادة بناء مؤسسات الدولة على أساس من الحرية والاستقلال والهوية الإيمانية والتوجه لما فيه خدمة شعبنا العزيز.

ويفند السبب الرئيس في الاهتمام بالقدرات العسكرية والأمنية على غيرها من قطاعات الدولة، لافتاً إلى أنه قد بدأ العمل من خلال تطوير القدرات العسكرية، وبنائها لخدمة الشعب اليمني، ولكي يستطيع من خلالها الدفاع عن الشعب اليمني، وحماية مكتسبات الثورة.

ويقول:” لقد وصلنا في بناء القدرات العسكرية إلى مستوى كبير، إلى هذه الدرجة التي بات الشعب يمتلك فيها ترسانة حربية متطورة لا تمتلكها الكثير من الدولة، فالقوة الصاروخية هي عنوان لهذا البناء المتطور الفعال، والمهم وذراع لصالح شعبنا ضد أعداء أمتنا، وكذلك تطوير القوة البرية، وتوفير متطلباتها، من الاستخدام العسكري، فالتصنيع العسكري بات في مستوى متقدم وممتاز جداً، فيما تمتلكه القوات المسلحة في البلد”.

ويضيف : “شعبنا يدرك ما عاناه في إطار الثورة، فالأعداء يفرضون سيطرتهم على بلدان أمتنا حتى بالقوة العسكرية، فإذا فشلوا بالوسائل الأخرى يتحركون بالجانب العسكري، وكم هي حروب الأمريكي على شعوب العالم بالسيطرة عسكرياً، فهو حين يفشل في الاحتواء عبر الأساليب الأخرى يتجه عسكرياً بدون تردد، أو يشكل تحالفات معينة، ويتحرك من خلالها للغزو العسكري، وتوجيه الضربات العسكرية المدمرة للشعوب، ويرتكب أبشع جرائم الإبادة دون تحرج، وقد حصل هذا في بلدان أخرى كفيتنام وغيرها”.

وبناء على الشرح المفصل الذي وضحه السيد القائد، فيما يتعلق بالأولوية في بناء القدرات العسكرية، فإنه وبدون اهتمام بهذه القدرات، فلن يكون لأي بناء آخر أية أهمية، لأن ما هو موجود من الخدمة قد اتجه الأعداء إلى تدميره، وهذا ما ركز عليه تحالف العدوان بإشراف أمريكي، عن طريق تدمير المنشآت الخدمية والاقتصادية بشكل كبير، فالأعداء سعوا لاحتلال بلدنا، وأرادوا أن يحتلوه بالكامل، وكانت عناوين حملاتهم العسكرية واضحة، فكانوا يريدون السيطرة على كل البلد، والاحتلال عسكرياً، في المقابل سعي الأعداء لإعادة احتلال البلد كله عسكرياً”.

من هنا يؤكد السيد القائد أهمية الاهتمام ببناء القدرات العسكرية والأمنية قبل غيرها، فهي تحمي البلد من الاحتلال، وتحافظ على الهدف الأول للثورة، وهي الحرية والاستقلال، وتحمي مكتسبات الثورة، لأن قوة الردع تحفظ كل جهد من سيطرة الأعداء، وبالتالي فقد كان هذا ضرورة لحماية البلد، ولاستكمال دحر العدوان من المناطق التي احتلها.

ويوضح -حفظه الله- الفرق بين أحرار ثورة 21 سبتمبر، وأولئك المرتزقة المنضوين تحت الراية الأمريكية والإسرائيلية، مؤكداً أن الفرق كبير وهو مثل الليل والنهار، فالتشكيلات العسكرية من المرتزقة التي بناها الأعداء بعقيدة عسكرية، هي لخدمة الأمريكيين وتمكينهم من البلد والسيطرة عليه، وهي حالة مختلفة عن العقيدة القتالية لثورة 21 سبتمبر.

الشراكة الوطنية

ومن ضمن الأهداف الأساسية لثورة 21 سبتمبر هي الشراكة الوطنية كما يقول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وترسيخ الهوية الجامعة، واطفاء نيران الفتن، مشيراً إلى أن من أهم ما يسعى إليه الأعداء هو تمزيق النسيج الاجتماعي لبلدنا، وهم واضحون في ذلك، فهم يسعون للتفرقة تحت عناوين متعددة سياسية وطائفية ومناطقية، وكل اعلامهم يصب في هذا الاتجاه، فمواقفهم وأنشطتهم، تتمثل في زرع الفتنة، وتتجه في هذا الاطار لزرع الفرقة بين الشعب اليمني، وتمزيق نسيجه الاجتماعي، لخدمة الأمريكي والإسرائيلي وأدواته الإقليمية.

ويرى السيد القائد أن ترسيخ مبدأ الشراكة الوطنية، ونبذ الاقصاء، والسعي للم الشمل، واطفاء نيران الفتن، والمشاكل الاجتماعية، هي مشاريع ثورة 21 سبتمبر، وهي تتنافى مع مشاريع الأمريكي التي مشاريعه تندرج ضمن البعثرة، والتجزئة والتقسيم في كل شيء.

 

ومن الأهداف المهمة لثورة 21 سبتمبر – بحسب السيد القائد- هو السعي للبناء الحضاري على أسس إسلامية قرآنية، والسعي للبناء المعرفي الذي يحقق ذلك، مبيناً أننا “نمتلك الرؤية والمفاهيم والحافز لأننا في حالة صراع شامل مع أعداء الأمة، ونحتاج إلى الإنتاج المحلي والاكتفاء الذاتي للنهضة بالبلد كضرورة للأمن القومي لمواجهة الحصار والاستغلال، ولدينا المفهوم الإسلامي للبناء الحضاري المتميز”.

وفيما يتعلق بهذا الجانب، فبرامج العمل، والتوجه للبناء الاقتصادي، هي في هذا الإطار، رغم الظروف الصعبة للبلد، فهذا التوجه له أهمية كبرى، كما يقول السيد القائد، لأن الأعداء لا يريدون أن يكون توجه الشعب اليمني هو البناء، فهم يريدون شعبنا ألا يتحرك في أي مجال، حتى على مستوى الجانب الاقتصادي، هم يتجهون لمحاربة أي نشاط عملي يساعد بلدنا على البناء والإنتاج.

وأوضح السيد القائد إلى أن الشعب اليمني كان لديه توجه مميز في الجانب الاقتصادي، ولا سيما القطاع الزراعي، حيث أثمر هذا التوجه في الجانب الزراعي، وكان مثمراً، وله نتيجة وله الأثر، حيث حقق فائضاً للتصدير في المحاصيل الزراعية من الفواكه، وهو يعاني ويحاصر، مؤكداً أنه لو بقيت السيطرة الأمريكية للبلد لكان البلد يتجه للانهيار في كافة المجالات.