الخبر وما وراء الخبر

ما بعد التصعيد الصهيوني على لبنان.. فاتورة الرد تتضاعف

4

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

21 سبتمبر 2024مـ 18 ربيع الاول 1446هـ

تقارير|| عبد الرزاق باشا

يواصل العدو الصهيوني جرائمه على لبنان مقاومة وشعباً، فبعد يوم من خطاب السيد حسن نصر الله تعرضت الضاحية الجنوبية في بيروت لعدوان جديد.

فضّل الكيان الصهيوني تدمير مبنى مكون من 7 طوابق، وقتل أكثر من 12 مدنياً، وجرح أكثر من 66 آخرين، جراح بعضهم خطيرة، مقابل اغتيال قيادي في حزب الله إبراهيم عقيل، بعد أن تسربت إلى جيش الاحتلال معلومات سرية عن اجتماع كان يعقده عقيل مع ثلة من مجاهدي حزب الله في المكان المستهدف.

هذا الهجوم على ضاحية بيروت يأتي بعد أيام قليلة من هجوم صهيوني سيبراني غادر كان يهدف إلى قتل أكثر من 4 آلاف مدني كما قال سماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، عن طريق تفجير أجهزة “البيجر”، وأجهزة اتصالات لا سلكية، يومي الثلاثاء والأربعاء، كما يأتي بعد أكثر من شهرين على اغتيال القيادي فؤاد شكر بالطريقة ذاتها، أي عن طريق قصف الضاحية الجنوبية في بيروت أثناء تواجد شكر في أحد المباني السكنية فيها.

ما حدث يؤكد أن العدو الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء، وقواعد الاشتباك المرسومة، منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، آملاً من ذلك ثني حزب الله ومقاومته عن مساندة غزة، ولكن هل سيتحقق له ذلك؟

يؤكد سماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله هذه الحقائق، مؤكداً أنه مهما كانت التحديات، والتهديدات للعدو، فإن حزب الله لن يتوقف عن مساندة غزة، وهو موقف لا يمكن أن يتغير على الإطلاق مهما بلغت الأحداث أو تصاعدت.

يتجلى اذاً، الهدف الحقيقي لإسرائيل من كل هذه الجنون الإجرامي على بيروت، وهي هجمات أوجعت المقاومة اللبنانية بلا شك، واختراق أمني كبير في جسمها، وهو ما اعترف به السيد حسن نصر الله، لكنها ليست الصفعات التي تسقط، فحزب الله قوي جداً، وقد اعتاد على مواجهة هذا الخصم منذ عشرات السنين، وقد خبر العدو الصهيوني، وخبر مكره، وخبثه، وأساليبه الإجرامية، ويستطيع الحزب القيام بأعمال مماثلة، لكن ما يردعه هي القيم الأخلاقية والدينية التي يتحلى بها.

المقاومة اللبنانية تمر بمنعطف خطير هذه الأيام، وتحديات كبيرة، والحرب كما قال سماحة الأمين العام لحزب الله سجال، يوم لك، ويوم عليك، وصحيح أن التضحيات كبيرة، والألم كبير، لكن هذا لا يعني أن المقاومة تنتهي بمجرد اغتيال قائد هنا أو هناك، فالمقاومة ولادة، وقادتها كثيرون، وهي ستزداد قوة وصلابة مع كل حدث موجع.

يظل السؤال الأبرز هنا: هل سيوقف حزب الله اللبناني عملية اسناده لغزة بعد كل هذه الأحداث أم أنه سيستمر؟

بطبيعة الحال، فإن حزب الله لن يتوقف، وهو موقف أكد عليه مراراً وتكراراً، وعمليات الإسناد متواصلة حتى في ساعة تنفيذ جريمة الاغتيال الصهيونية، لكن الحزب سيمضي في معركته ضد العدو الصهيوني برسم

معادلة جديدة ينتقل من خلالها إلى مواجهة التهديد بالتهديد، والضربات الموجعة بمثلها، لذا نتوقع أن يكون الرد القادم لحزب الله ثقيلاً وموجعاً على العدو، ولا يقود إلى حرب شاملة وواسعة.

مع كل هذه الأحداث سيتضاعف الحساب ضد إسرائيل، وإذا كان السيد حسن نصر الله، قد قال في خطابه الأخير بأن العدو سيواجه “بقصاص عادل وحساب عسير” على جريمة “البيجر”، فلا شك أن الفاتورة ستتضاعف، وأن الرد سيكون أشد وأقسى، والأيام بيننا، والميدان هو الحكم.