الخبر وما وراء الخبر

الرئيس المشاط يحذر من مغبة إبقاء حالة اللا سلم واللا حرب ويؤكد: الأيام القادمة مليئة بالمفاجآت

36

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
20 سبتمبر 2024مـ – 17 ربيع الاول 1446هـ

بارك رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي محمد المشاط للقوة الصاروخية نجاحها في ضرب هدف عسكري في ما يسمى “تل أبيب” بصاروخ فلسطيني 2 الفرط صوتي.

وأشار الرئيس المشاط في خطاب له بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة 2024إلى أن الصاروخ تجاوز واخترق كل أحزمة الحماية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية المتعددة والمتنوعة، مؤكداً أن الأيام القادمة مليئة بالمفاجآت، و أن “عملياتنا مستمرة طالما استمر العدوان والحصار على غزة”، كما أكد على موقف اليمن الثابت والمبدئي إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم حتى تطهير فلسطين المحتلة من الاحتلال الصهيوني.

وقال : “ستظل مقدرات القوات المسلحة والأمن “الصاروخية والبحرية والطيران المسير” مستمرة في مساندة أهلنا في غزة حتى وقف العدوان ورفع الحصار، ولن يثنينا عن هذا القرار أية قوة في هذا العالم مهما كان الثمن ومهما كانت التحديات”.

كما أكد في هذه المناسبة حرص اليمن الكامل لتحقيق السلام العادل والمشرف لما فيه مصلحة للجميع، داعياً قيادة العدوان في الجانب الآخر إلى إيقاف هذا العدوان العبثي بعد أن تبين بشكل قاطع استحالة تحقيق أهدافه، وأصبح الحل الوحيد هو الإقدام بنوايا صادقة إلى تحقيق السلام المنشود، ورفع الحصار وتلبية استحقاقات السلام، من دفع مرتبات اليمنيين من ثرواتهم الوطنية وفتح مطارات اليمن وموانئه بشكل كامل والإفراج عن جميع الأسرى ودفع التعويضات وجبر الضرر والانسحاب الكامل من الجمهورية اليمنية من قبل القوى الاجنبية كافة.

وحذر الرئيس المشاط من مغبة الحسابات الخاطئة ومراهنة البعض على احتمالات ابقاء حالة اللا سلم واللا حرب واستمرار التوجهات العدائية ضد الشعب اليمني، وتشديد الحصار عليه وتجويعه وافقاره وعرقلة صرف مرتباته، مؤكداً أن صبرُ شعبنا لن يطول، وسيضطر إلى انتزاع حقوقه بالقوة المشروعة، ونحن بعون الله نمتلك أسباب الردع المناسبة لتحقيق ذلك.

وجدد التهنئة والتبريك لأبناء شعبنا بأعياده الوطنية، مهيباً بالجميع بأهمية توحيد الصف وحماية الجبهة الداخلية ومضاعفة الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي وبناء الدولة العادلة التي تلبي تطلعات اليمنيين جميعاً.

وأشار إلى أن مسار التغيير والبناء في الجانب الحكومي والقضائي هو استكمال لمبادئ وأهداف ثورة 21 من سبتمبر التي حاول العدوان إعاقتها طيلة عشر سنوات، وسيكون هذا المسار متواصلا حتى يلمس أبناء شعبنا العزيز نتائجه المنشودة.

وحيا الشعب اليمني على مواقفه المشرفة والمتميزة على مستوى العالم مناصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، وخروجه المليوني المستمر منذ بداية معركة طوفان الأقصى، آملاً من شعبنا العزيز الاستمرار في خروجه المتميز نصرة للشعب الفلسطيني حتى إيقاف العدوان وإنهاء الحصار على غزة.

كما وجه التحية لعوائل الشهداء والجرحى والأسرى، وهم الذين بذلوا الغالي والنفيس وقدموا فلذات أكبادهم من أجل عزة ورفعة اليمن، مؤكدين لهم اهتمام الدولة بشؤونهم، وأنهم محل الاهتمام والرعاية، وأن على المؤسسات المعنية بهم أن تحرص على القيام بالمسؤولية على أكمل وجه.

وفي السياق أدان الرئيس المشاط الاعتداء اللأخلاقي الذي ارتكبه العدو الصهيوني الغاشم في مجزرتي الثلاثاء والأربعاء بحق إخواننا في لبنان، معلناً التضامن الكامل معهم وحقهم في الرد بالطريقة التي يرونها.

ولفت إلى أنه تم التوجيه بإلغاء الفعالية المركزية الكبرى بمناسبة العيد العاشر لثورة 21 من سبتمبر المجيدة الذي عادة تقيمه القوات المسلحة والأمن في العاصمة صنعاء تضامناً مع ما يجري لإخواننا في غزة.

القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان الثورة

وقال في خطاب له بمناسبة الذكرى العاشرة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة إن هذه الذكرى تحل علينا هذا العام، واليمن يقوم بواجبه الديني والمبدئي في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس على مدى أكثر من عشرة أشهر.

وأضاف: “لقد كانت القضية الفلسطينية حاضرة بأولويتها في ثورة 21 سبتمبر منذ الوهلة الأولى لانطلاقها باعتبارها القضية المركزية والمظلومية الأكبر التي تتفرع عنها كل المظالم في منطقتنا وعالمنا الإسلامي، وقد حافظت الثورة على موقفها المبدئي والديني بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وعمدته بالدماء والمواقف الخالدة ومنعت الملاحة الإسرائيلية من المرور في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وصولاً إلى المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وسخرت كل إمكاناتها لمناصرة الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها عملية إطلاق صاروخ فلسطين 2 الفرط الصوتي على ما يسمى “تل أبيب” نصرة لإخواننا في فلسطين وقطاع غزة، ولولا هذه الثورة لكان التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي أعلن من اليمن، استجابة للتوجيهات الأمريكية”.

وأكد أن الثورة “أوقفت انهيار الأوضاع العامة في البلاد، وأفشلت مشروع تمزيق وتفكيك وحدة اليمن، وضرب كيان دولته الوطنية، ووضعت حداً فاصلاً للتدخلات الخارجية في شؤون البلاد الداخلية واستعادة السيادة الوطنية وحررت القرار الوطني من الارتهان للقوى الخارجية المتحالفة والحامية لقوى الفساد والإجرام”، مشيراً إلى أن الثورة لم تكن عملاً ترفياً، ولم تكن صراعا على السلطة، بل كانت ضرورة شعبية ومطلباً وطنياً ملحاً فرضته المعاناة التي تجرعها الشعب اليمني على مختلف المستويات.

ولفت إلى أن ثورة 21 سبتمبر جاءت بعد أن استمرت قوى العمالة والارتهان لعقود طويلة وهي تمارس العبث والفساد، ورهنت قرار اليمن للخارج، وفشلت في بناء الدولة اليمنية المنشودة منذ قيام الجمهورية اليمنية وحولتها إلى دولة هشة ظلت كل تقارير العالم تصفها وتصنفها ضمن الدول الأكثر فساداً وفقراً وتخلفاً، وجعلت من يمن الحضارة حديقة خلفية لكيانات طارئة على التاريخ.

ما قبل الثورة

وتطرق الرئيس المشاط إلى وضع اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر، موضحاً أن البلاد شهدت تدهوراً ممنهجاً في كافة نواحي الحياة بإشراف خارجي وتنفيذ أيادٍ يمنية، وفرض نظام صوري منزوع السيادة خاضع لحكم السفارات ليس في قاموسه أي خطوط حمراء، فأصبحت البلد مستباحة على كل المستويات، وقام أعداء اليمن بقيادة أمريكا بهيكلة الجيش وتدمير أسلحته الاستراتيجية، واستهدافه بضربات غادرة وتفجيرات دامية، فذبح الضباط على جوانب الطرقات، وفجر الانتحاريون أنفسهم وسط العروض العسكرية، وأمام بوابات الكليات، وأسقطت الطائرات،وتوالت تلك الضربات حتى صارت الجماعات التكفيرية تسيطر على المدن وأجزاء كبيرة من بعض المحافظات، وصارت الاغتيالات أحداثاً يومية روتينية وأصبحت أصوات الانفجارات التكفيرية حدثا لا يثير استنكار أحد.

وأوضح أن ثورة 21 سبتمبر فضحت ذلك التخادم القائم بين ثالوث المؤامرة المتمثل بـ(النفوذ الخارجي الأمريكي، وأدواته في السلطة، والجماعات التكفيرية)، وطهرت البلاد من رجسهم وعبثهم، وأعادت الأمن والأمان إلى ربوع البلاد، وبات بإمكان الشعب بفضل الله وعونه أن يحتفل بالملايين دون أن يتعرض لأي خطر أمني ، وما كان ذلك ليتم لولا ثورة 21 سبتمبر المباركة.

لقد تميزت ثورة الـ 21 من سبتمبر -كما يقول الرئيس المشاط- بخصائص فريده تجعلها من أكثر الثورات نموذجية وفرادة، فلم تكن انقلابا عسكريا، ولا انشقاقا من نظام قائم، ولا صنيعة أقبية السفارات، بل كانت تحركا شعبيا خالصا تميز باستقلاليته الكاملة ووضوح الرؤية ومشروعية الهدف، (سيادة دولة، وكرامة مواطن، واستقلال بلد)، فجسدت بخطواتها وتحركها وحدة الموقف بين كافة اطياف الشعب، والقضية العادلة والمحقة، والتحرك المسؤول والجاد والمنضبط، والرؤية الوطنية الواضحة، والقيادة الحكيمة والشجاعة وكل تلك الخصائص مجتمعة أدت إلى سقوط قلاع العمالة في زمن قياسي وبأقل تكاليف ممكنة.

وواصل الرئيس قائلاً :” إن ثورتكم المباركة تمثل اليوم الرافعة الوطنية لكل طموحات وآمال شعبكم ولقد أثبتت الأيام نقاءها وصفاءها وصلابتها وقوة وعيها وإبصارها وكلما قالته الثورة في خطاباتها من تشخيصات للواقع ومن استشراف للمستقبل ها هي الأحداث والوقائع والمستجدات تؤكدها وتثبتها يوما بعد يوم”.

وبشر الرئيس المشاط أبناء شعبنا في الذكرى العاشرة لثورتهم المجيدة بأن الثورة اليوم بدأت عهدا جديدا عنوانه التغيير والبناء والنماء، وان الثورة قد وصلت بفضل الله إلى مستوى من القوة التي تستطيع بها أن تحمي اليمن وثرواته، واستعادة حقوق شعبه، وستواصل جهودها نحو تحرير ما تبقى من أرض محتلة.