الخبر وما وراء الخبر

لبنان في جهوزية عالية لمواجهة الغطرسة الصهيونية.. مرحلة جديدة من التصعيد

1

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
20 سبتمبر 2024مـ – 17 ربيع الاول 1446هـ

تقريــر || محمد الكامل

يواصل العدو الصهيوني ارتكاب جرائمه على مدار الساعة، متجاهلاً كل الأعراف والقوانين الدولية.

وفي تطور غير مسبوق، وخطير، لجأ العدو الصهيوني إلى استخدام أسلوب إجرامي جديد، مستهدفاً المدنيين في لبنان، عن طريق تفخيخ أجهزة لاسلكية، وأجهزة أخرى من نوع “البيجر”، في خطوة كانت تهدف إلى قتل أكثر من 4 آلاف مدني كما قال سماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله.

وبحسب إحصائية لوزارة الصحة اللبنانية فقد استشهد 37 مدنياً، وأصيب ما يقارب 3 آلاف آخرين، جراح بعضهم خطيرة جداً، ما يعني أن عدد الشهداء مرشح للزيادة.

ووصف مراقبون وباحثون، هذه الجريمة “بالخطيرة” وبأنها تنتهك وتهدد الأمن الشخصي والأمن العالمي، وتضر بالاقتصاد التكنولوجي العالمي، مؤكدين على أنه يجب الوقوف بشكل جاد أمام هذا السلوك الإجرامي، وتغيير استراتيجية الردع التي ينتهجها محور المقاومة والجهاد أمام الكيان المؤقت وجرائمه.

الجهاد هو الحل

وفي السياق يقول الكاتب والباحث في المجال السياسي عيسى المساوى إن هذه الجريمة النكراء، وجريمة الحرب التي يرتكبها العدو الصهيوني في حق قطاع واسع من المدنيين، تعكس الوجه الإجرامي المعروف عن الكيان الصهيوني، والذي يتمادى أكثر في إجرامه، وارتكابه لمجازر لا حصر لها، لأنه لم يجد من يوقف هذه السلوك الإجرامي.

ويضيف المساوى خلال لقاء له مع قناة “المسيرة” أن هذا المسار الملطخ بالدماء، يفرض تحديات جديدة على محور المقاومة والجهاد، بتقييم الواقع، وإعادة النظر في التصرف المناسب لردع هذا العدو، موضحاً أن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- حدد في آخر خطاب له، أن المنهجية التي ستفلح أمام صلف هذا العدو المجرم الصهيوني، هي التسلح بالروح الجهادية، وأن الحل هو في الجهاد لا غير.

ويؤكد أننا في حاجة إلى استخدام أقصى درجات القوة لردع هذا الكيان المتغطرس، ووضع حد لجرائمه التي لا تتوقف على مدارا الساعة، مضيفاً أن من ورائه الأمريكي المتكفل بتوفير التغطية السياسية، والدبلوماسية، للصهاينة، والدفاع عنهم في المحافل الدولية، وكذلك تقديم الدعم المالي، والأسلحة المحرمة دولياً للصهاينة.

ويوضح أن عدم التعاطي إيجاباً مع هذه الجريمة من قبل المجتمع الدولي، كون المجتمع الدولي شريك مع الكيان الصهيوني في كل جرائمه، مؤكداً أننا أمام جرائم ودماء تسيل بلا توقف، ومجتمع دولي فارغ من قيم الإنسانية، وقيم المشتركات الإنسانية التي يمكن أن تقف في وجه هذا الكيان الغاصب وجرائمه.

ويضيف أن الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وجميع الدول الغربية تقف في خندق واحد مع الصهاينة، ولا تمانع كل جرائمهم وبأي وسيلة كانت، مؤكداً أنه لا يمكن أن يوقف هذه الجرائم إلا استخدام القوة المفرطة، وتغيير استراتيجية الردع، أما الحديث عن المواثيق الدولية، والقانون الدولي، فهو مجرد هراء لا يسمن ولا يغني من جوع.

تحول كبير

من جانبه يؤكد الكاتب والباحث اللبناني هادي قبيسي، أن المقاومة في لبنان استوعبت واحتوت هذه الجريمة، وأن العمليات المساندة لفلسطين المحتلة في تصاعد مستمر، كما أن الجبهة اللبنانية بدأت تستعيد عافيتها وحيويتها، وترسل رسالة بأن هناك مرحلة جديدة من التصعيد، وغير مسبوقة.

ويضيف الباحث قبيسي خلال لقاء له على قناة “المسيرة” أننا أمام تحول كبير في سير المعركة، وأن المقاومة تدرك أنها أمام حرب طويلة، وأن هناك احتمالية أن العدو الإسرائيلي لا تزال لديه خطط وكروت كثيرة قذرة، إلا أن المقاومة جاهزة لكل الاحتمالات، ومستعدة لكل التحديات.

ويؤكد أن كل العالم اليوم يستنكر هذه العملية، واستخدام أدوات مدنية لقتل عشوائي، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية في العالم والشركات المختصة في التكنولوجيا، ترى أن أفعال الكيان الصهيوني المؤقت، تهدد الأمن العالمي، والأمن الشخصي على مستوى العالم، وتضر بالاقتصاد التكنولوجي حول العالم.

ويضيف أن الكيان الصهيوني زرع نوعاً من الشكك في هذه السوق العالمية، وكما زرع الخوف لدى الدول، والأجهزة من قيام دول أخرى أسوة بالكيان الصهيوني، باستغلال التكنولوجيا المدنية، المستعملة بشكل مدني وشخصي، في هجمات الكترونية واسعة مثلما حصل في لبنان.

ويشير إلى أن هناك هزة عالمية حول ذلك، حيث أن الكثير من المؤسسات الحقوقية، والتكنولوجية، تتدارس كيفية مقاضاة هذا الكيان الغاصب في المحاكم الدولية، إلى جانب الضغط على الشركات التي ساهمت أو سهلت – حسب ما سيظهره التحقيق لاحقاً- بشكل مباشر، أو غير مباشر، لإيصال هذه الأجهزة المفخخة إلى لبنان.