الخبر وما وراء الخبر

السيد حسن نصر الله: العدوان على لبنان كبير وغير مسبوق وسيواجه بحساب عسير وقصاص عادل

6

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

19 سبتمبر 2024مـ -16 ربيع الاول 1446هـ

وصف سماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله ما حدث يومي الثلاثاء والأربعاء في لبنان من هجوم صهيوني سيبراني “بالثقيل” و “الدامي”، مؤكداً أنه امتحان كبير، وتم تجاوزه بشموخ وبرؤوس مرفوعة.

وقال السيد حسن في كلمة له خصصت للحديث حول هذه الأحداث عصر اليوم الخميس:” لا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنياً وانسانياً وغير مسبوقة في تاريخ المقاومة اللبنانية وتاريخ لبنان، وقد يكون غير مسبوق في تاريخ الصراع مع إسرائيل، وغير مسبوق في العالم”، مضيفاً أن العدو الإسرائيلي لديه تفوقاً على المستوى التكنولوجي، لكن عندما ندخل في هذا الصراع، فنحن نراهن على الجهاد، والتضحيات والوقت، وطبيعة الحرب طيلة التاريخ هي سجال، يوم لنا ويوم علينا.

وأكد أن الهجوم الصهيوني على لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء كبير وغير مسبوق، وسيواجه بحساب عسير، وقصاص عادل، وأن الرد هو ما ترون وليس ما تسمعون، منوهاً إلى أننا في جزء من المعركة الأكثر دقة وعمقاً، وأن الهجوم لم يسقطهم، ولن يسقط المقاومة -إن شاء الله- وستصبح المقاومة أقوى، وأشد صلابة، وقدرة على مواجهة كل الاحتمالات.

 

هدف العدو.. قتل 5 آلاف مدني

وأشار السيد حسن نصر الله إلى الهدف الحقيقي للعدو الإسرائيلي من الهجوم على أجهزة الاتصالات اللاسلكية والبيجر في لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء الماضي، موضحاً أن العدو كان يعلم أن عدد الأجهزة يزيد عن 4 آلاف، معتقداً أنها موزعة على العاملين في حزب الله، موضحاً أن العدو الإسرائيلي عندما قام بتفجير أجهزة البيجر، كان يتعمد قتل 4 آلاف انسان في دقيقة واحدة، بمعزل عن عدد الذين يمكن أن يقتلوا في محيطهم، فهذه كانت نية العدو، ومستوى اجرامه، ثم كرر هذا العمل يوم الأربعاء، فكان الهدف الأكبر هو قتل ما لا يقل عن 5 آلاف في دقيقتين.

وتساءل السيد حسن: ماذا يمكن أن نسمي هذا العمل؟

وقال: هو عمل إجرامي، وهي عملية إرهابية كبرى، ومجزرة، وابادة جماعية، تضاف إلى مجازره منذ ايجاده في منطقتنا.

كما وصفه بالعدوان الكبير على لبنان وشعبه، ومقاومته وسيادته، وجرائم حرب، أو إعلان حرب.

ولفت إلى أن عناية الله، وتكاتف المجتمع، حالت دون تحقيق الهدف الخبيث للعدو الصهيوني، لأن عدد من هذه “البيجرات” كانت خارج الخدمة، وبعضها كان بعيداً، وبعضها لم يوزع أساساً.

وأوضح أنهم شكلوا لجان تحقيق داخلية متعددة، وقد توصلوا إلى نتيجة شبه قطعية، لكنهم يحتاجون إلى المزيد من الوقت للوصول إلى نتيجة واضحة، ليبنى على الشيء مقتضاه.

 

لماذا قام العدو بهذه المجزرة؟

وتساءل السيد حسن نصر الله مرة أخرى عن هدف العدو الصهيوني من هذه المجزرة.

وقال إن السبب في ذلك، هي محاولة العدو الإسرائيلي إيقاف جبهة لبنان المساندة لغزة، والتي أكد أنها “فاعلة ومؤثرة وضاغطة على العدو”، منوهاً إلى أن القادة الصهاينة يؤكدون أنهم يتعرضون لهزيمة تاريخية في الشمال، وأن حزب الله يحقق إنجازات تاريخية، وهم يحكون عن حجم الخسائر وعن التهجير، وعن معركة الاستنزاف، وأن صراخ المستوطنين في شمال فلسطين المحتلة طيلة الأشهر الماضية، يؤكد على أن جبهة لبنان مؤثرة، إلى جانب الجبهات الأخرى في اليمن والعراق.

ولفت إلى أن جبهة لبنان هي من أهم أوراق التفاوض التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى أن العدو منذ اليوم الأول يسعى إلى إطفاء جبهة الإسناد اللبنانية، واستخدم في ذلك الكثير من محاولات الضغط والتهويل، وحاول الفصل بين جبهة لبنان وجبهة غزة، عن طريق التهديد بالحرب الشاملة منذ 11 شهر لكنه فشل.

وأضاف: “لقد استخدم العدو كل الأساليب لفصل جبهة لبنان عن غزة، ومن ضمنها اغتيالات القادة، وارعاب الناس، وفتح جدار الصوت، وكل هذا جزء من المعركة، وهذه الضربة جاءت في هذا السياق، لأن كل المحاولات السابقة فشلت، فلجأت إلى هذا الأسلوب الإجرامي”.

وبين أنه وصلت إليهم رسائل يوم الثلاثاء عبر قنوات رسمية وغير رسمية تقول بوضوح إن هدفنا من هذه الضربة هو أن تتوقفوا عن دعم غزة، وإن لم تتوقفوا فلدينا المزيد.

وللجواب على كل التساؤل قال السيد حسن نصر الله : “الجواب باسم الشهداء وعوائل الشهداء والجرحى في المستشفيات وباسم الذين فقدوا عيونهم والناس الصابرين والأوفياء وتحملوا مسؤولية القيام بهذا الواجب الديني والأخلاقي في نصرة غزة ، نقول : جبهة لبنان لن تتوقف إلا بتوقف العدوان على قطاع غزة، أياً تكن التضحيات، والاحتمالات، والأفق الذي تذهب إليه المنطقة.

وطمأن السيد حسن الأصدقاء قائلاً :”

“اطمئنوا بنيتنا كبيرة وقوية ومتينة ومتماسكة، وقدراتنا كبيرة واستعداداتنا عالية، والعدو يعرف أن ما حصل لم يمس عزيمتنا، ولا نظام القدرة والسيطرة ولا حضورنا بل سيزيدنا قوة ومتانة وصلابة”.

نقل المعركة إلى الشمال

وبخصوص الحديث الأخير للعدو الإسرائيلي عن نقل المعركة إلى الشمال، قال السيد حسن نصر الله :”أقول لنتنياهو ، ولجيش العدو لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال إلى الشمال، و إلى المستعمرات في الشمال، وافعلوا ما شئتم، وهذا تحدي كبير بيننا وبينكم، والسبيل الوحيد هو وقف العدوان والحرب على قطاع غزة وعلى الضفة.

وأضاف : “بالعكس، ما ستقدمون عليه من توسيع الحرب في الشمال، سيزيد من تهجير السكان، وسيبعد فرصة العودة الآمنة.

وأكد السيد حسن أن المقاومة اللبنانية تتمنى دخول الجيش الإسرائيلي إلى الأراضي اللبنانية، وقال : “إذا جاءوا إلينا أهلاً وسهلاً، ونعتبرها فرصة تاريخية ونتمناها، وستكون لها تأثيرات كبرى.

وواصل: “نحن نفتش عن دباباتهم بالسراج والفتيلة، وحين يأتون إلينا فأهلاً وسهلاً، وسنعتبر هذا التهديد فرصة تاريخية نتمناها، مشيراً إلى أن لجوء العدو إلى ما يسميه الحزام الأمني في الأراضي اللبنانية، سوف يتحول إلى هاوية وفخ وكمين لجيش الاحتلال”.

وكان السيد حسن قد استهل كلمته بتقديم الشكر لكل الذين تبرعوا بالدعم في مختلف المناطق اللبنانية، ولكل من بادر في نقل جريح على كتفه أو على سيارته أو بأية طريقة، لافتاً إلى أن “ما شهدناه هو تعاطي إيجابي وجدَّي وكبير واهتمام عالي يشكرون عليه.

وأوضح أن “من بركات هذه الدماء والمظلومية التي عشناها خلال هذه الأيام أننا شهدنا في لبنان ملحمة إنسانية وأخلاقية كبرى على المستوى الوطني والإنساني لم نشهدها منذ وقت طويل”، معتبراً أن العدو من خلال جريمته يومي الثلاثاء والأربعاء تجاوز كل الضوابط، والخطوط الحمراء، والتفجيرات وقعت بعضها في مستشفيات، وصيدليات، وأسواق، ومحلات، وسيارات، والطرقات العامة، حيث يتواجد الكثير من المدنيين والنساء والأطفال.