الخبر وما وراء الخبر

شعب الأنصار في يوم مولد النبي المختار

17

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

13 سبتمبر 2024مـ -10 ربيع الاول 1446هـ

بقلم// عبدالملك المساوى

مع قرب حلول اليوم الأغر ،ذكرى المناسبة الأكبر ” ١٢ ربيع الاول ،مولد نبي الهدى والرحمة محمد صلوات الله عليه وعلى آله ، تخفق القلوب وتحضر السكينة وتتملك النشوة كل أحشاء الحياة.. ، البشر والحجرا والشجرا تتراقص على أوتار حنين الذكرى، وقد توشحت الأخضر في أبهى حلة .

لقد تتنافست الأكوانُ في إحياء هذه المناسبة العظيمة، واستقرت على أن اليمن أنسبُ موطن لإقامت إحتفالات مولد النور والرحمة ، وهاهو شعب الايمان والحكمة يدق ساعة العد التنازلي ليوم المناسبة الأكبر، ويتحفز لأن يكون على مستوى صاحبِ المقامْ… رسول الله المبعوثِ رحمةً لكل الأنامْ… عاصمةُ العواصم تتأهب والمحافظاتُ تتوثب ،الكُل شغوفٌ للإحتفاء والفرح والسرور بمولدِ النّور ، ضياء القلوب والعيون، مَنْ اختاره الله لنا سيّداً وحبيباً وقائداً ومربياً.

استعدادات رسمية وشعبية كبيرة غير مسبوقة، يجسّد فيها اليمنيون صورةً ناصعةً لأجدادهم الأنصار الذين حازوا شرف السبق والفضيلة ، يعلون من المقام الرفيع ،والقدوة الحسنة ، فخصهم رسول الله بما لم يخص به أي شعب منذ فجر الاسلام، حيث قال فيهم الإيمان يمان والحكمة يمانية ، وهم يبادلونه الوفاء ويستلهموم في ذكرى مولده الشريف الدروس من سيرته العطرة والتحلي بالمبادى والأخلاق والقيم النبوية الكريمة

كيف لا.. وحب محمد صلوات ربي عليه وآله وسلم هو اليوم الذي يسارع إلى شحذ عزائم اليمنيين ويحيي فيهم روح الصمود والعطاء ، حتى نراهم اليوم أشد فرحاوأحسن حالا وأعز شأنا وأقوى سلطانا ؛ يساومون على الفناء ولايساومون في حب نبيهم ومنهج كرامتهم.

كما إن الإحتفال بالمولد النبوي بشكل جماهيري حاشد ،بعشرات ومئات الآلاف رسالة إلى كل العالم أننا من نمثل رسول الله ونحن من نمثل دين الإسلام الذي عنوانه ومهمة رسوله الهدى والتبليغ والرحمة والإنسانية ونصرة المظلومين، وتوحيد الأُمَّــة في وجه التحديات. يجب أن يكون صوتنا عاليًا ضد التخاذل، وموقفنا واضحًا في نصرة غزة وأهلها.

إن المولد النبوي الشريف يذكّرنا بأن النبي محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-هو نبي الأُمَّــة جمعاء، وهو الذي دعا إلى الوحدة والتضامن. لذا، فَــإنَّ الاحتفال بهذا اليوم يجب أن يكون فرصة لتجسيد هذه القيم، وللتأكيد على أننا لسنا مُجَـرّد مشاهدي الأحداث، بل نحن جزء من الحل.

فلنحتفِل بكل فخر وإعزاز بمن احتفت السماوات والأرض بقدومه ومولده ، ليس فقط يومًا لميلاد رسولٍ عظيمٍ، أنقذ الله به الإنسانية وصحَّح به التَّاريخ، وإنَّما هو ذكرى ميلاد أُمَّة صنعها هذا النَّبِيُّ الكريم، وربَّاها على كرائم الأخلاق وأصول الفضائل، والدَّعوة إلى الخير والحقِّ، ومقاومة الشر والباطِلِ.