الخبر وما وراء الخبر

فعالية بصنعاء لتوقيع كتاب “الجهاد الأمريكي من كابول إلى إسطنبول” للسفير صبري

13

ذمــار نـيـوز || أخبار ذمار_خاص ||
9 سبتمبر 2024مـ – 6 ربيع الاول 1446هـ

نظمت الهيئة العامة للكتاب الاثنين في بيت الثقافة بصنعاء فعالية توقيع كتاب “الجهاد الأمريكي من كابول إلى إسطنبول” للمؤلف السفير عبد الله صبري، وبرعاية معالي وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي قاسم اليافعي.

وحضر الفعالية عضو المجلس السياسي الأعلى محمد صالح النعيمي، وعدد من الدبلوماسيين والإعلاميين، والمثقفين، والباحثين، مستمعين إلى الكلمات المتعددة عن مضمون الكتاب ومحتوياته، وأبرز الأفكار التي تناولها الباحث السفير في صفحاته وفصول كتابه.

وأبدى وزير الثقافة علي قاسم اليافعي اعجابه الكبير بهذا المؤلف، مؤكداً أنه إضافة إلى المكتبة اليمنية والعربية، وأنه سعيد جداً لتوقيع هذا الكتاب خلال فترته كوزير للثقافة، لافتاً إلى أن عنوان الكتاب “الجهاد الأمريكي” له رمزية ودلالة كبيرة، وهو محفز ومشجع للكثير من الباحثين لتناول مثل هذه المواضيع القيمة، والتي تزيد من الرصيد الثقافي لليمن بشكل عام.

وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية وعلى مدى سنوات كثيرة، ولا سيما من عام 1979م، بدأت بالتلاعب بالمصطلحات، ومن ضمنها مفهوم “الجهاد”، وتسخيره بما يخدم مصالحها، ويحقق غايتها.

وقدمت خلال الفعالية قراءات، من قبل باحثين وإعلاميين وسياسيين، سلطت الضوء على الكتاب ومضمونه، وما ورد فيه من مصطلحات وأفكار متعددة، وصفوها بالهامة والجوهرية.

واعتبر رئيس الهيئة العامة للكتاب عبد الرحمن مراد أن الكتاب، يعد الأول على مستوى اليمن، الذي ناقش فيه الكاتب الصراع العربي الصهيوني الأمريكي من أبعاد مختلفة.

وأوضح خلال كلمه له في الفعالية أن أجمل ما في الكتاب أنه أعاد مفهوم “الجهاد” إلى الواجهة، بعد أن سعى العدو إلى تشويهه، واللعب بمفاهيمه ومصطلحاته خدمة لأجندته، مؤكداً أننا في إطار معركة ثقافية كبيرة، ويجب أن نعي معالمها، وندرك مخاطرها لكي نتعامل معها بالطريقة الصحيحة.

وأضاف أن ما يطرحه هذا الكتاب يضع مشكلة كبيرة، وأفكار هامة تحتاج إلى أبحاث حتى نعي ما يحدث، وكيف يسعى العدو إلى ايصال الكثير من الدول إلى مرحلة الدول الفاشلة، موجهاً شكره لسعادة السفير صبري على إصدار مثل هذا الكتاب، آملاً أن تتزايد مثل الإصدارات خلال المرحلة المقبلة.

وحاول الكاتب والباحث أنس القاضي تقديم قراءة عميقة عن الكتاب ومحتوياته، منوهاً إلى أن الكتاب تطرق إلى مشكلة مركزية، وهي قدرة الإمبريالية الغربية في توظيف قوى الإسلام وطاقاته، في حرب لم تعد على المسلمين بأية نتيجة، بل كسبتها أمريكا، وأنتجت الهيمنة الأمريكية، مشيراً إلى أن الكتاب تناول التجربة الجهادية في أفغانستان، والتجربة الجهادية في سورية، بشكل موسع.

ولفت القاضي إلى أن أهمية الكتاب تجسدت في إعادة دراسة ظاهرة مهمة جداً، وهي “الأفغان العرب”، وأن الكتاب دعا إلى مفاهيم فكرية هامة، مضيفاً أن من مميزات الكتاب، لغته البسيطة الممزوجة بالأسلوب الفكري العميق، معتبراً أن هذا ليس غريباً على كاتب كبير له اسهامات سابقة مميزة كالسفير صبري.

ورأى أن الكتاب يعيد أحداث 11 سبتمبر، والدور السعودي والمصري والباكستاني، مبيناً أن المؤلف تطرق إلى الدور المصري الذي نادراً ما يتحدث عنه أحد، مؤكداً أن هذه من إحدى مميزات هذا الكتاب، الذي يعد إضافة إلى الساحة الثقافة اليمنية.

وعلى صعيد متصل شكر الباحث والمحلل السياسي عبد العزيز أبو طالب السفير عبد الله صبري الذي أضاف إلى اسهاماته السابقة هذا الكتاب الهام، المكون من 4 فصول رئيسة.

وأوضح أبو طالب في كلمة له حول ” إضاءات في مضمون الكتاب ” أن الكتاب ناقش في فصليه الأولين ما يتعلق بمفهوم “الجهاد” في التجربة الأفغانية والسورية.

وأضاف أن الكاتب في الفصلين الأخيرين تطرق إلى مفهوم “الجهاد والتنمية”، وكيف استغل الأمريكيون هذا المفهوم “الجهاد” في تطويع الطاقات الإسلامية للقتال خدمة لمصالحها وأجندتها الخاصة.

وأشار أبو طالب إلى أن الكتاب بين مسألة الجهاد والافتراءات التي صاحبت هذا المصطلح، وكيف تم تشويهه؛ لغاية غربية، وخدمة لأجندة خارجية، مشيراً إلى نجاح أمريكا في تحويل “الجهاد” إلى صالحها، عبر توظيف الجماعات الوهابية واستغلالها خدمة لأمريكا.

وفي ختام الفعالية، تقدم السفير صبري بالشكر لجميع الحاضرين كلاً باسمه وصفته، ثم بدأ توقيع كتابه بإهداء أول نسخة منه إلى وزير الثقافة الدكتور علي قاسم اليافعي، ثم بقية الحضور.