العملية البطولية في “معبر الكرامة”.. أنموذج لوحدة الساحات العربية
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
9 سبتمبر 2024مـ – 6 ربيع الاول 1446هـ
تقريــر|| محمد ناصر حتروش
مثلت عملية “معبر الكرامة” التي أدت إلى مقتل 3 صهاينة برصاص مواطن أردني منطلقاً يفتح مساراً جديداً لعمليات قادمة ستكون أكثر قوة وتأثيراً على العدو الصهيوني.
وحققت هذه العملية الكثير من الرسائل والأهداف، في مقدمتها أن الشعوب العربية لا تقف إلى جانب حكامها المطبعين والصامتين تجاه جرائم العدو الصهيوني في قطاع غزة، وأنها لن تظل صامتة طويلاً، وستصل إلى حيث ما يكون هناك وجود صهيوني.
ولا قت عملية “معبر الكرامة” البطولية تفاعلاً واسعاً في الأوساط الأردنية، حيث خرج المواطنون في مسيرات جماهيرية كبرى، لتعلن مباركتها للعملية، ولتؤكد وقوفها مع غزة ومساندة الشعب الفلسطيني حتى النصر، كما بارك الأردنيون هذه العملية، معبرين عن فرحتهم الغامرة، بتوزيع الحلوى والورود في الأماكن العامة وساحات التظاهر.
واعتبر الخبير العسكري العقيد المتقاعد الدكتور محمد المقابلة أن هذه العملية تعد “خرقاً أمنياً وعسكريا”، مؤكداً أنها تعكس حقيقة النبض الشعبي الأردني، وهي عملية مشابهة نوعاً ما لما حصل قرب الحدود المصرية من قبل”.
ويضيف:” وتدل هذه العملية على أن الشعوب العربية لم يتم تزييف وعيها بالكامل، بما يسمى “بالسلام” مع “الإسرائيليين”، وأن ما يحصل في غزة، والضفة الغربية ليس منفصلاً عما يسمى بـ”وحدة الساحات” لدى الشعوب العربية.
وأوضح المقابلة أن استمرار جرائم الاحتلال في قطاع غزة بحق المدنيين، وما يحصل في الضفة الغربية من اقتحامات يومية، وتسارع محاولات تهويد المسجد الأقصى المبارك، كل ذلك أدى إلى تنفيذ هذه العملية الفدائية، التي من المرجح أن تعقبها العديد من العمليات الأخرى طالما بقي الاحتلال مستمراً في عدوانه على قطاع غزة”.
ويلفت إلى أنه جرى إحباط العديد من العمليات المماثلة سواء من الجانب الأردني أو المصري خلال الفترات السابقة، لكن لم يتم الإعلان عنها لأسباب أمنية”، على حد قوله.
وحول ما تعكسه العملية، يؤكد المقابلة أن الهجوم الذي نفذه مواطن أردني يثبت أن “الشارع الأردني يغلي” إزاء المجازر بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة”.
وتناولت وسائل الإعلام العبرية هذه العملية بشيء من التفصيل، معبرة عن خشيتها من امتداد الغضب إلى ساحات أخرى، وتعرض المغتصبين لعمليات مشابهة، لا سيما في ظل حملات الاستفزاز المستمرة من قبل الصهاينة وعلى رأسهم المجرم بن غفير الذي يسعى إلى تهويد الأقصى.
ورأت تلك الوسائل أن العملية حدثت في منطقة “أمنية” مشتركة بين الصهاينة، والجانب الأردني، ولم يسبق أن شهدت هذه المنطقة أحداثاً مماثلة، وهو ما يزيد من مخاوف الإسرائيليين، وخشيتهم من التعرض لعمليات إطلاق في أماكن لم يعتادوها.
ومن أبرز الأبعاد الخاصة بالعملية أن منفذ العملية ليس فلسطينياً، وإنما عربي، وفي هذا إشارة إلى العدو الصهيوني ومن يقف خلفه بأن امتداد مثل هذه العمليات سيزداد، وهو ما يؤكده رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي، والذي يرى أن العملية تشكل على المستوى المعنوي للفلسطينيين صحوة جديدة للإيمان بامتداد القضية الفلسطينية في السياق العربي”.
ويوضح أن أهالي قطاع غزة يشعرون بالخذلان، مما آلت إليه الأمور دون أي استجابة على المستويين العربي والإسلامي”، غير أن هذه العملية تفسر على مستوى الشعب الفلسطيني بأن الامتداد العربي لقضيتهم لايزال قائماً، وأن بنية المجتمعات العربية متشبثة بقوميتها، ولا تزال القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للشعوب العربية.