الخبر وما وراء الخبر

“بلومبرغ”: اليمنيون هزموا قوةً عُظمى في البحر الأحمر وقلبوا الوضعَ رأساً على عقب

11

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
7 سبتمبر 2024مـ – 4 ربيع الاول 1446هـ

في شهادةٍ جديدةٍ على الانتصارِ اليمني الكبيرِ في المعركة البحر الأحمر المسانِدةِ لغزةَ، أكّـدت وكالةُ “بلومبرغ” الأمريكية أن الولاياتِ المتحدةَ هُزمت في هذه المعركة وأن ما صنعه اليمنيون يشكّلُ سابقةً تكشفُ عن ضَعفِ الردع الأمريكي وتغيُّرِ موازين السيطرة على البحار.

ونشرت الوكالةُ يوم الجمعة، تقريرًا بعنوان “أمريكا تخسرُ معركة البحر الأحمر” جاء فيه أنه “حتى وفقاً للمعايير الشرق أوسطية، كان العامُ الماضي مليئاً بالمفاجآت” معتبرًا أن “المفاجأة الأكبر” هي الهجمات البحرية التي شنتها القوات المسلحة اليمنية والتي مثلّت “أخطرَ تَحَدٍّ بحري منذ عقود من الزمن”.

وَأَضَـافَ أنه “لم يكن أغلب الأمريكيين قد سمعوا بالحوثيين من قبل، ولكن يمكن القول إنهم هزموا قوةً عُظمى منهكةً على طولِ الطريق”.

وأكّـد التقرير أن القواتِ المسلحة اليمنية “نجحت في إفلاس ميناءِ إيلات الإسرائيلي في خليج العقبة” مشيرًا إلى أنها وبعد مرور ما يقاربُ العامَ “تبدو أقلَّ عُرضةً للردعِ وأكثرَ جُرأة”.

واعتبر التقرير أن “هذه الملحمةَ” حسب وصفه “تكشفُ عن مشاكلَ عالمية” لافتاً إلى أنه بالرغم من أن القوات المسلحة اليمنية لا تسيطر على اليمن بالكامل “فقد استخدمت الطائراتِ بدون طيار والصواريخ للسيطرة على الوصول إلى البحار الحيوية”.

وقال التقرير: إن نهج الولايات المتحدة في مواجهة العمليات اليمنية “يعكس التعب الكامن الذي يعاني منه الجيش الأمريكي الذي يفتقر إلى ما يكفي من الصواريخ المجنَّحة والقنابل الموجهة بالليزر والطائرات الهجومية والسفن الحربية لمواصلة الحملة بشكلٍ أكثرَ عدوانية دونَ المساس باستعداده للصراعات في أماكنَ أُخرى”.

ولفت على أن ما قام به اليمن يُشَكِّلُ “سابقةً مخيفةً” وأن من وصفهم بالحوثيين “قلبوا حريةَ البحار رأساً على عقبٍ في منطقة بالغة الأهميّة، ودفعوا ثمناً متواضِعاً للغاية”.

وَأَضَـافَ أنه “أيًّا كان من سيتولى الرئاسة الأمريكية في عام 2025 فسوف يضطرُّ إلى مواجهة حقيقة مفادُها أن أمريكا تخسرُ الصراعَ على البحر الأحمر، مع كُـلّ العواقب العالمية التي قد تترتب على ذلك”.

ويأتي تقرير “بلومبرغ” في سياقِ تغير جديد في خطاب وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية تجاه الوضع في البحر الأحمر، حَيثُ بدأت هذه الوسائلُ مؤخّراً باستعمال مفردات “الهزيمة” و”الفشل” بشكل مباشر ومتكرِّرٍ لوصف حالة الولايات المتحدة وشركائها الغربيين في المواجهة البحرية مع القوات المسلحة، وهو تغيُّرٌ استطاعت القوات المسلحة اليمنية أن تفرضَه من خلال نجاحِها الكبيرِ في فرض مسار حظر حركة الملاحة المرتبطة بالأعداء، وإحكام السيطرة النارية والفعلية على منطقة العمليات البحرية المساندة لغزة، وإجبار السفن الحربية الأمريكي والبريطانية على المغادرة.

وفي هذا السياق أَيْـضاً نشر موقعُ “ماريتايم إكسكيوتيف” الأمريكي المختص بالشؤون البحرية، يوم الجمعة، تقريرًا أكّـد فيه أن “الوجودَ متعدِّدَ الجنسيات في البحر الأحمر فشل في قمع الهجمات على السفن” مؤكّـداً أن الهجمات استمرت برغم الجهود الأمريكي والبريطانية والأُورُوبية.

وَأَضَـافَ أن استمرارية العمليات اليمنية تدل على “المرونة التي تم اكتسابها تحت وطأة الهجمات السعوديّة والإماراتية منذ عام 2015، والمثابرة التي لم يتمكّن أيُّ خصم حتى الآن من مواجهتها” حسب تعبير التقرير.

وأكّـد التقريرُ أن العملياتِ أثبتت أن القواتِ المسلحة اليمنية “قادرة على اكتشاف وتحديد مواقع السفن أثناء تحَرّكها على طول الممرات الملاحية”.

وتمثل هذه التقاريرُ شهاداتٍ متجددةً على أن ما صنعته القوات المسلحة في البحر الأحمر خلال معركة إسناد غزة يمثلُ تحولًا تاريخيًّا كَبيراً في موازين القوى والهيمنة داخل المنطقة، وأن “معركة الفتح الموعود” شكّلت بوابةً نحو واقعٍ جديدٍ لم يعد الغرب بكل إمْكَاناته ونفوذه قادرًا على تجاوزه أَو العودة إلى ما قبله.