بإحياء ميلاد رسول الله ننصر الحق و ندحر الباطل
ذمــار نـيـوز || مـقـالات ||
6 سبتمبر 2024مـ – 3 ربيع الاول 1446هـ
بقلم د.// تقية فضائل
بكل أسى نقول إنا نحيا في زمن سيطر فيه الباطل وأهله، فانحدرت الإنسانية إلى أسوأ الأحوال وضعفت المبادئ و القيم الدينية في نفوس الناس ؛ وتدهورت الأخلاق ؛ مما أتاح لحزب الشيطان من المستكبرين الطغيان في الأرض بأبشع الصور وأكثرها عنفا ودموية منذ خلق الله البرية؛ يقتلون ويغتصبون وينهبون ويسرقون ويدمرون ،و يلبسون الحق بالباطل بأكاذيبهم البراقة فينجذب إليهم من استهوتهم الشياطين ، وران على قلوبهم ما كانوا يعملون ، فحملوا لواء الشيطان وتجندوا في صفه يتسابقون على إرضائه بجر البشرية إلى متاهة البعد عن الله ورسوله ، وإغوائها فتضل عن الطريق الحق، ويتحقق ما دبره لها عدو البشرية الأول وهو إبليس الرجيم بالخلود في نار جهنم.
وما عاد لنا في هذا الوضع المخيف والمروع إلا أن نعتصم بحبل الله حميعا ولا نتفرق عنه، و نعتصم بالرسول الأعظم والرحمة المهداة للعالمين وهو من جسد الدين قولا وفعلا وسلوكا وبلغنا هذا الدين العظيم بكل تفان وإخلاص، وقدجاهد من أجل ذلك جهادا عظيما، ومازالت سيرته الغراء أكثر الدروس تأثيرا في تاريخ البشرية جمعاء، وفي واقع أمتنا العربية والإسلامية خاصة لأنه جعل لها كيانا ومكانة بعد أن لم شتاتها و صحح مسارها و قادها بكل عزيمة وإصرار إلى مقدمة الأمم.
وبإحياء ذكرى مولده الشريف نجدد له نحن وأبناؤنا _ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الأطهار _ العهد. بنصرة دين الله ونصرة الحق والمستضعغين والمظلومين ومحاربة الشيطان وحزبه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله.
كما نرسخ في الأذهان أنا نقتدي به_ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله_ في جهادنا لأعداء الله من اليهود والنصارى ممن أكثروا في الأرض الفساد، لاسيما في أرض فلسطين الأرض المقدسة أرض الأنبياء ومسرى الرسول الأعظم ومهوى أفئدتنا التي أحالوها بظلمهم وشرورهم إلى أرض يروع فيه الآمنون ويذبح فيها الإنسان بكل وحشية أمام عالم يتعامى عن جرائمهم ويصم سمعه عن الاستغاثات المدوية من المقهورين المغلوبين على أمرهم ولا يحركه انتهاك الأعراض وتدنيس المقدسات، لقد رسموا بأعمالهم صورة لواقع بشري صممها وحدد ملامحها و ألوانها الشيطان نفسه بكل ما لديه من مكر ودهاء، و ما علينا إلا أن نتوسل بإيمان رسولنا العظيم وحكمته وحنكته وإصراره في مواجهتهم ،يقبنا منا أن دربه _صلوات الله عليه وعلى آله _هو درب العزة والعظمة والسمو لأنه هو الطريق إلى الله ، وهو جدير بأن نضحي في سبيله بأنفسنا وأموالنا ونجد السير لنلحق بركب الرسول الأعظم ونرفع لواءه عاليا لتراه البشرية في مشارق الأرض ومغاربها ، فتلتف حوله فنكون بهذا أحيينا الدين وقدمناه للباحثين عن النجاة و نصرنا الخير و أغثنا الملهوف في الدنيا كما كان يفعل رسولنا وأجدادنا الأنصار، ونكون ممن نجا من عذاب الله يوم القيامة و نستحق بهذا شرف أن نرد حوض رسول الله قبل الناس جميعا و نهنأ بشرية من يده الطاهرة ونكون من ثلة السابقين الذين يحظون برضا الله، ونعيم الآخرة.