الخبر وما وراء الخبر

(هدنة صامدة وناجحة إنسانياً)!!!

91

بقلم / عبدالله علي صبري


 

– تبدو الحساسية الإنسانية للأمم المتحدة في أدنى درجاتها، مقابل تضخم الحس النفعي الإنتهازي، الذي يدفع بان كي مون وولد الشيخ وغيرهما، إلى تزييف الحقائق، وإدهاش الرأي العام بأكاذيب غير مسبوقة تتعلق بالمشهد اليمني تحديداً.

فمنذ أسبوع على الإعلان الأممي لوقف إطلاق النار، واليمنيون ينتظرون وصول المساعدات الإنسانية التي طالما بشرت بها المنظمة الدولية، وزعمت أن الصراع واستمرار الغارات وتبادل إطلاق النار، حالت وتحول دون وصول القدر الكافي منها إلى المحتاجين في مختلف ربوع البلاد.

صحيح أن الخروقات ظلت سارية، لكن بدلاً عن الضغط باتجاه تثبيت وقف إطلاق النار، زعم ولد الشيخ أن الهدنة صامدة، وقال المتحدث الرسمي باسم المنظمة، أن الخروقات لم تمنع المنظمة العالمية من إطلاق حملة تلقيح ضد شلل الأطفال!!

عدا ذلك فإن الملايين من المتضررين في اليمن لم يتلقوا أية مساعدات، ولم يصلهم أي نوع من الإغاثة، في الوقت الذي لم تعلن الأمم المتحدة أن طرفاً ما قد أعاق وصول هذه المساعدة أو تلك.

قبلاً اعتادت هذه المنظمة ومسؤولوها على التباكي وذرف دموع التماسيح، بشأن الوضع في اليمن، لدرجة يخال المرء أن غيثا من المساعدات الإنسانية يتحين الفرصة المناسبة للهطول على ربوع البلاد، بمجرد أن يتوقف إطلاق النار.

لكن في الواقع لا يبدو أن ثمة مساعدات في الطريق ، ما يؤكد أن الأمم المتحدة منحازة  أكثر من أي وقت مضى، إلى صف العدوان والحصار على اليمن، حتى وهي تدبج البيانات والتقارير الموغلة في الأسف والأسى بشأن أحوال ما تسميها ثاني أفقر دولة في الشرق الأوسط.

هكذا يستهتر الموظفون الأمميون، الذين تفننوا في التوسل والتسول باسم اليمن، حتى إذا حانت ساعة الجد تبخرت المساعدات في البحار، لكن بعد أن جرى تثبيتها بالأرقام في وسائل الإعلام، وسلكت طريقها إلى التقارير المالية ذات الصلة.

لا أحد يكترث إنسانيا..هذه الحقيقة المرة والفاقعة التي كشفتها يوميات العدوان السعودي الأمريكي ، فلا الموظفون الأمميون يتصرفون كمهمومين وناشطين في المجال الإنساني، ولا الهيئات الأممية الإنسانية تتصرف بمعزل عن التوجيهات السياسية، التي غدت في ظلها مجرد واجهة ديكورية للتغطية على جرائم دول الهيمنة والاستكبار العالمي.

وإلا ما معنى أن تعترف الأمم المتحدة بنجاح وصمود الهدنة في اليمن ثم لا نجد لخطتها الإنسانية أثرا في الواقع؟ ، ثم ما الذي يدفع الأمم المتحدة إلى التستر على الخروقات، ما دامت معيقة لوصول المساعدات؟!

ولماذا هذا التثاقل في إغاثة 25 مليون نسمة يطبق عليهم الحصار الجائر برا وبحرا وجوا؟ وماذا تبقى للأمم المتحدة من دور أو معنى، إن هي عجزت عن معالجة تداعيات النزاعات الدولية في شقها الإنساني، ما دامت أعجز فيما يتعلق بإيقاف الحروب وصيانة الأمن والسلم الدوليين، وفقا للأهداف التي أنشئت بموجبها؟؟

Abdullah.sabry@gmail.com