الخبر وما وراء الخبر

القيادة الربانية

17

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

23 أغسطس 2024مـ -19 صفر 1446هـ

بقلم// عدنان عبدالله الجنيد.

الحمد لله القائل(وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْـمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )، آل عمران- آية (121).

في ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله وصحابته المنتجبين، ما أحوجنا لمعرفه الرسول المعرفة الصحيحة ، وأن نتعرف على رسالته ومنهجه، ونقتدي ونتبع ونسترشد بالشخصية القيادية والجهادية لرسول محمد (ص)، التي تعتبر الركيزة الأساسية لتغلب على دول قوى الاستكبار العالمي ، لأن الرسول محمد(ص) كان عظيماً بعظمة الإسلام الذي آتى به، وبعظمة القرآن والهدي الذي أنزل عليه، ولم يكون ضعيفاً ابداً ، فوضحت الآية الكريمة المذكورة أعلاه دور القيادة واستشعارها للمسؤولية، واعطت الصورة الحقيقية لشخصية الرسول محمد(ص) بالقيادة الربانية والجهادية والعسكرية.
تبوئ المؤمنين مقاعد القتال : أي منحه الصلاحية المطلقة والكاملة في إدارة المعركة ورسم الخطة في تقسيم الأدوار وتوزيع المهام (استطلاع ، استبيان، تحري ، هجوم ، اقتحام ، دفاع ، رماة….)، وماتحتاج إليه من عده وعدد ، وتأمين سير المعركة والمجاهدين طائفة تصلي معك وطائفة تؤمن وتحرس ( لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ)، وغيرها من الأجراءات اللازمة لتهيئة المجاهدين لخوض المعركة كالبنيان المرصوص ، والتنكيل بإعداء الله.
وهذا ماتبينه التوجيهات والأوامر الإلهية في القرآن الكريم ( جاهد – اغلظ عليهم – فقاتل في سبيل الله – حرض المؤمنين)، وهذه التوجيهات خير دليل وأكبر شهادة على المؤهلات القيادية لرسول محمد(ص)، قيادة على مستوى التكليف وعلى أرقى مستوى ممكن وأعلى جهوزية لا نظير لها ولم يسبق لها مثيل، وتدل هذه التوجيهات على قيادة الرسول(ص) جميع المعارك ، حيث أدار أكثر من ثمانين واقعة من المعارك والسرايا في حروبه مع تلك الفئات التي تحركت بعدوانية شديدة ضده وضد الإسلام ، بدئها ببدر وختمها بحنين بالنسبة للواقع العربي ، ومع اليهود ( بني النظير ، بني قينقاع ، بني قريظة ، يهود خيبر ، يهود فداك ، يهود تيماء ، يهود واد القرى)، والصراع مع الروم والنصارى (مؤته وتبوك)، أدارها بإدارة جهادية وعسكرية لانظير لها ولم يسبق لها مثيل.
وهذا ماأكده أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام ، مهندس استراتيجية الحروب ، أشجع طعان وضارب، مذل المشركين ، مفرق الأحزاب ، مدمر حصون اليهود ، سيد العرب والعجم قائلاً ( أذا أشتد القتال لذنا برسول الله، أي أذا أشتد بنا الوطيس احتمينا برسول الله)، وهذه المقولة من أشجع فارس تدل على المؤهلات وحنكة رسول الله وتمكنه من قيادة المعارك.
حياة الرسول(ص)، كلها جهاد ضد النافذين والمستكبرين حتى وهو على فراشه ، وهو يعاني من سكرات الموت ، وهو يقول أعدو جيش أسامة.
أن أنبياء الله ورسله هم حلقة وصل بيننا وبين الله ، وهم مصدر العلم والهداية والهدف من بعثتهم هو هداية البشر إلى معرفة الله ، ونشر التوحيد ، وتحقيق العدالة بين الناس ، وتجسيد الكمال الإنساني من القوة إلى الفعل ، وإزاحة الظلمات ، وإصلاح المجتمعات ، وإقامة القسط والعدالة ، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، وتربية الناس ، وبناء الإنسان، وخدمة المظلوميين والمضطهدين والمحرومين ، وتعريف الناس سبل مقارعة الظلم وإزالته ، ومواجهة القوى الكبرى.
ومهام الإنبياء هو تدمير ودك عروش ومعاقل الظالمين ، وبناء جيل مجاهد ومناهض للاستكبار وتحرير الناس من العبودية للطواغيت الذي يعتبر الدم الأحمر فيها أشهى من العسل .
تعتبر مناسبة إحياء المولد النبوي الشريف محطة للإمة للعودة إلى التاريخ وسيرة الرسول(ص) ومعرفه شخصيته الجهادية من القرآن الكريم ، ومعرفه كل مابذله من جهدٍ وجهاد ، وما قدمه من تعليمات ، وإرشادات ، الاقتداء بخير قدوة وثمرة الإيمان به ورسالته نستلهم منها الدروس في مواجهة قوى الاستكبار العالمي التي آتت إلى البر والبحر وعملت قواعد عسكرية وأساطير لفرض ثقافتها بقوة الصواريخ والطائرات والغواصات ، ونهب ثروات الشعوب واستعبادهم ، والإساءات إلى القرآن والرسول(ص) …التي لايمكن التغلب عليهم إلا بالعودة إلى رسول الله.
النبي لا يأتي لعصره فقط ، النبي يربي أمة ، ويرشد أمة ، ويثقف أمة لتكون مستبصرة وحكيمة قابلة لأن يستمر في دورها وتقبل قيادات هى أمتداد لنبي ، لأن كل مايمنحة الله لرسل والأنبياء من مؤهلات لحمل المسؤولية هو لصالح الناس ولخيرهم.
ومن نعم الله ورحمته على الأمة أذا بعث فيهم علم هدي إلهي تجسدت فيه مؤهلات القيادة الربانية إلا وهو قائد الثورة السيد / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي – يحفظه الله ، وذلك بدعوته للأمة العودة إلى الولاية الإلهية والعودة إلى نبيها ، ومقارعة دول الاستكبار العالمي المتمثلة باللوبي اليهودي الصهيوني وفق طرق الأنبياء، وتبني القضية المركزية للأمة ، وعليه خرج اليمنيون إلى الساحات احتشاداً وإعداداً …مفتاح اللغز الوعي وثقافة القرآن

في إحياء فعاليات المولد النبوي الشريف التي ميزته عن غيره من شعوب المنطقة ، وبفضل من الله والقيادة يآتي الفرج والنصر والتمكين الإلهي على دول قوى الاستكبار العالمي بعد كل فعالية يحيها شعب الإيمان والحكمة، وأن شاء الله إحياء فعالية هذا العام فرج ونصر وتمكين للشعب الفلسطيني المظلوم .