الخبر وما وراء الخبر

لتسمعُنَّ من المنافقين أذىً كَثيراً

6

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

23 أغسطس 2024مـ -19 صفر 1446هـ

بقلم// عدنان علي الكبسي

الشعبُ اليمني -رغم آلامه وجراحاته وكذلك حزنه الأليم تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من إبادات جماعية- أعلن أنه لا يزال مُستمرًّا في مساندة الشعب الفلسطيني مهما كانت حجم التضحيات.

شعبٌ حاضرٌ في مساندة الشعب الفلسطيني قولاً وفعلاً وليس من أُولئك الذين ارتضوا لأنفسهم أن يظلوا متخاذلين قاعدين مع الخوالف حتى لا يطبعَ الله على قلوبهم فهم لا يفقهون.

بكل محبة، بكل شوق، بكل لهفة سيستقبل الشعب اليمني ذكرى المولد النبوي الشريف رغم الألم رغم الجراح، سيجعلُ منها مناسبةً متميزةً -بإذن الله- لا نظيرَ لها في كُـلّ مناسبات الدنيا، وسيعبر شعبنا اليمني من جديد عن ولائه العظيم لله ولرسوله، ولأنبياء الله، ولهذا الدين العظيم، كما نعبِّر عن ذلك في كُـلّ صلاةٍ نصليها، وفي كُـلّ يومٍ من أَيَّـام حياتنا، وكما هو تعبيرنا حتى في الرمق الأخير من حياتنا (أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنَّ محمداً رسول الله).

من منطلق قول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} سيفرح الشعب بقدوم ذكرى مولد النور، مولد الهدى، مولد الخير، مولد الرسول الأعظم محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، وسيتجلى فرحُه بكل الوسائل المشروعة، التي تعبِّر عن الفرح، عن الابتهاج، عن السرور، عن الاستشعار لقدر هذه النعمة العظيمة، وهذا الفضل العظيم، والرحمة الكبيرة، سيعبر عن ابتهاجه من خلال الفعاليات التثقيفية والتوعوية، ومن خلال مظاهر الابتهاج والفرح بالأضواء التي تزين شوارع وطرق المدن والقرى، سيرفع الرايات الخضراء والزين الضوئية، ويكتب عبارات المناسبة، وسيستمر في الأنشطة بمستوى تصاعدي أكثر، وسيستمر في كُـلّ مظاهر الابتهاج والزينة بالشكل المشروع، وَأَيْـضاً سيهتم وبشكل كبير بالإحسان، والعناية بالفقراء والبائسين، وقيم الرحمة التي تجسِّد الرحمة؛ لأَنَّنا في مناسبةٍ عظيمة، تعود إلى ذلك الرجل العظيم، الذي طالما نحن نعظِّمُه ونقدِّسُه: خاتم رسل الله وأنبيائه، الذي قال الله له: {وَمَا أرسلنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.

ولكن عندما يبدأ الشعب اليمني المعاني والمضحِّي والمستضعَفُ في التعبير عن فرحه بقدوم ذكرى المولد النبوي الشريف سَرعانَ ما سيسعى المنافقون والذين في قلوبهم مرضٌ لأن يثبطوا عن مظاهر التعظيم والتقديس لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كما هو حالهم وديدنهم في كُـلّ عمل عظيم للأُمَّـة.

ولتسمعن في هذه الفترة من المنافقين والذين في قلوبهم مرض أذىً كَثيراً، وستسمع المثبطين يقولون: الشعب جاوع، ما بيلقوا أيش يأكلوا، بدل هذه الزين التي في الشوارع والبيوت لو ادُّوها للفقراء والمساكين، وعاد هذا المرجف خسر مليونًا أَو مليونَين وبعضهم ثلاثة ملايين وبعضهم أكثر في عرس ولده أَو ابنته أَو موت أحد أقاربه وأسرف في موائد الطعام ولم يذكر لا فقراء ولا مساكين، بل كان يطردهم من باب مخيم العرس أَو العزاء.

سيقول المشككون: لمْ يحتفل رسول الله بمولده ولا الصحابة وهو يحتفل بعرس ولده، ويحتفل بذكرى تأسيس حزبه.

سيقولون: رسول الله مش بحاجة لحقكم الزين واللوافت، رسول الله مش بحاجة أنكم تحتفلوا بمولده أول اعملوا.. واعملوا..

سيقول الذين لا يقدسون رسول الله: بدل هذه الأموال التي أنفقتموها في فعاليات وأنشطة وزين ضوئية وكتابة عبارات.. وما إلى ذلك، لوحدي أنهم صرفوا المرتبات.

لتسمعنهم يقولون: الفلسطينيون بيموتوا وهؤلاء يحتفلوا وهو في عرسه جلب المغنين ورقص واحتفل ولم يذكر الفلسطينيين، ولم يحضر ولا حتى مسيرة واحدة يواسي فيها الفلسطينيين، الحشد للفعاليات هي جمهرة للحوثي.

يعترضون على المستضعفين على تزيين منازلهم ابتهاجًا بمولد خير خلق الله، وهو في عرسه زين بيته من داخل ومن خارج وزين حتى الشارع ابتهاجًا بعرسه أَو عرس ابنه.

ألا ترى أيها المنافق أن الذي يحتفل ويزين بيته ومتجره ومسجده ومدرسته وخطوط وطرق قريته أَو شوراع مدينته وسيارته أنهم الفقراء والمساكين؟!.

ألا ترى أن الذي يحضر الفعاليات والأنشطة ورفعوا الزينات الضوئية هم المستضعفون تعظيمًا وتقديسًا لرسول الله محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).

الشعب اليمني لن يلتفتَ إلى المشكِّكين والمثبِّطين من المنافقين، والذين يسيرون في دربهم، الذين يثبطون عن تزيين المنازل والمنشآت العامة والخَاصَّة وفي الجبال وفي كُـلّ مكان، لن يثنوا الشعب عن الحضور الفاعل والحاشد والمهيب والعظيم في الفعاليات المتعلقة بهذه المناسبة في القرى أَو في العزل أَو في المديريات، وبالذات الفعالية الرئيسية في الثاني عشر من ربيع الأول.