الخبر وما وراء الخبر

ماذا قدمت جبهات الإسناد اللبنانية والعراقية واليمنية للمقاومة الفلسطينية في غزة؟

6

ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
21 أغسطس 2024مـ – 17 صفر 1446هـ

تقريــر|| محمد الكامل

يواصل العدو الصهيوني حرب الإبادة الجماعية لسكان غزة في فلسطين المحتلة، مرتكباً أبشع الجرائم بحق المدنيين

وأمام هذه المأساة المهولة، فضلت الدول العربية والإسلامية الصمت المطبق، بل أن دولاً عربية تجاوزت الإطار العروبي والأخوي إلى الانحياز والوقوف الكامل مع الكيان الصهيوني في معركة مفصلية، أفرزت الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب.

وعلى الرغم من التواطؤ الدولي إزاء أكبر مأساة إنسانية في التاريخ المعاصر، برزت مواقف شجاعة لمحور المقاومة، حيث دخل إلى المعركة كجبهة اسناد قوية، أملاً في ثني العدو الصهيوني على إيقاف جرائمه، والانسحاب من قطاع غزة.

وخلال خطاباته الأسبوعية يركز السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- على ما تقدمه جبهات الإسناد في هذه الملحمة البطولية، مستعرضاً أبرز إنجازاتها، وعملياتها المتصاعدة ضد العدو الصهيوني، مؤكداً أن الأحرار من أبناء الأمة صنعوا معادلة جديدة، وفتحوا جبهات الإسناد المتصاعدة لدعم غزة، والتي تطورت بشكل كبير لم يكن العدو الصهيوني يتوقعها، وأن عمليات محور المقاومة في كل جبهة من جبهات الإسناد في أتم الجاهزية والتصعيد مستمر.

تطور كبير وملموس

وفي السياق يرى الخبير والمحلل العسكري العقيد هاشم وجيه الدين أن هناك تطور ملموس ومستمر في عمليات اسناد المقاومة الفلسطينية خصوصاً في جبهات حزب الله وكذلك جبهة اليمن”.

ويوضح في تصريح خاص “للمسيرة” أن هذا التطور الكبير الذي يشير إليه السيد القائد في خطابه الأسبوعي يشمل عدة جوانب، أهمها التطوير المستمر للأسلحة المستخدمة في عمليات الإسناد كالطيران المسير، حيث يتم تطويره من حيث زيادة المدى، وزيادة القدرة التدميرية، وكذلك تطوير الخصائص الفنية لناحية التخفي من الكشف الراداري المعادي، مشيراً إلى أن هذا ما ظهر جلياً في عملية المسيرة (يافا) التي استهدفت مؤخراً هدفاً حساساً في عمق مدينة “يافا” أو ما يسميها العدو “تل أبيب”.

ويضيف أن هناك تطور كبير في القوة الصاروخية وتطوير الصواريخ الفرط صوتية دقيقة التوجيه، وزيادة ملحوظة في القوة التدميرية لهذه الصواريخ عبر تطوير الرأس الحربي لها، مؤكداً أن هناك تطور في توسيع رقعة الأهداف والمناطق المستهدفة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو في البحرين الأحمر، والعربي، والمحيط الهندي، لافتاً إلى أن القوات المسلحة اليمنية

نفذت عمليات عسكرية متعددة في البحر الأحمر، منها استهداف المدمرة الأمريكية كول، وحاملة الطائرات الأمريكية ايزنهاور، والمدمرة البريطانية دايموند، حيث استخدمت القوات المسلحة اليمنية، الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، وكانت الاصابات مباشره وحققت العمليات أهدافها بنجاح.

ويؤكد أن هذه الوتيرة العالية لها دلالة على استمرار عمليات الإسناد للمقاومة الفلسطينية في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وتطورها بشكل كبير جداً، لافتاً إلى أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في قرراها بحظر دخول السفن إلى موانئ العدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأفشلت كل محاولات القوات الأمريكية وحلفائها في اضعاف هذه العمليات، أو التأثير على فاعليتها، ليس هذا فحسب، بل أن القوات المسلحة اليمنية تراكم قدراتها، وتعمل على تطويرها وتحديثها أكثر وأكثر بشكل مستمر ومتصاعد.

ويواصل وجيه الدين: “الحال نفسه ينطبق في عمليات حزب الله اللبناني في شمال الأراضي المحتلة، فهناك تطور كبير وملحوظ في تركيز العمليات ونوعية المواقع المستهدفة وحساسيتها بالنسبة للعدو، واتساع رقعة الاستهداف وشموليتها ودخول أسلحة جديده إلى مسرح العمليات”.

تحجيم قدرات العدو

من جانبه يقول المحلل السياسي الدكتور عارف العامري إن التطور الملحوظ واللافت في الاستراتيجية العسكرية للقوات اليمنية، كان مفاجئاً لكل المراقبين، مؤكداً أن جبهات الإسناد اللبنانية والعراقية واليمنية استطاعت أن تناصر القضية الفلسطينية، وأن تخفف الضغط على المحاصرين في غزة.

ويضيف العامري في تصريح “للمسيرة”: “نرى سماحة قادة المقاومة قد وضعوا نصب أعينهم نصرة فلسطين، كأولوية قصوى، وكموقف ثابت مبدئي لا يخضع لأية خطوط”، مؤكداً أن القضية “الأم” اليوم في العالم أجمع هي “القضية الفلسطينية”، التي “لا تعتبر فلسطينية وعربية وإسلامية بحتة فقط؛ بل صارت قضية الضمير الإنساني الأخلاقي العالمي، وهذا تطور يمكن أن يبنى عليه الكثير من أجل مستقبل القضية”.

ويرى أن كل ذلك يأتي في إطار الضغط الذي مارسه اليمن في مواجهة الكيان الغاصب، ومنع دخول أو وصول أية سفينة إسرائيلية، أو لها ارتباط بالكيان الصهيوني، وأيضاً الأمريكية والبريطانية.

ويتابع حديثه: “من هنا نرى أن تصريحات القادة العظماء حول التطور التصنيعي العسكري والاستخباراتي، تعتبر من مصدر قوة وثقة بالنفس ليس لها نظير، بل أنها أرهبت أعداء الله وحجمت قدراتهم التي كانوا يتشدقون بها كأقوى جيوش في العالم”، مؤكداً أن كل انتصار نحققه اليوم في فلسطين سَيُضعِف ويوهن تأثير النفوذ الاستعماري والغزاة في العالم كله، وها نحن نلاحظ تراجع الولايات المتحدة الأمريكية في العالم مع تراجع الكيان الصهيوني أمام هجمات المقاومة المشتركة منها والأحادية.

ويشير إلى أنه كلما نجحنا في هزيمة الصهيونية نتقدم على طريق هزيمة الآلة العسكرية الغربية، وهزيمة الصهيونية العالمية، التي تحاول أن تتحكم بمصائر الشعوب، وتخوض الحروبَ بالوكالة عن طريق تحريك أذنابهم وعملائهم أينما وجدوا، فالحروب تخوضها الأنظمة الغربية لمصالحها الذاتية وضد مصالح الشعوب، لافتاً إلى أن ما نراه أيضاً بأن القيادة الثورية وهي توجه الدائرة الميدانية لبذل المزيد من الجهد، لتطوير قدرات المجاهدين التدريبية والتأهيلية، والتصنيعية ،التي باتت اليوم في مصاف الدول المتقدمة، واستطاعت أن تفرض نفسها كقوة حامية مدافعة عن قضايا الأمة الإسلامية حاملة راية النصر.

ويؤكد أن ما يشهده العالم اليوم، من حرب ودمار، وخاصة في فلسطين المحتلة، وما يتعرض له سكان قطاع غزة الصامدة من قتل وإبادة وتهجير بأحدث آلة عسكرية مدعومة من أمريكا وبريطانيا والأنظمة الغربية، جعل محور المقاومة، يقوم بدوره الهام في نصرة الشعب الفلسطيني، ووضع حداً لأولئك الذين يعبثون بأنفس الشعوب.

ويكرر التأكيد على أن التطور الكبير في جبهة الإسناد والانتصار للقضية الفلسطينية، سواء في حزب الله اللبناني، أو في اليمن يعد مؤشراً إيجابياً جداً، لفضح المواقف الهزيلة للأنظمة العربية، وتخاذلهم عن نصرة الشعب الفلسطيني، وكذا قبح وازدواجية الموقف الدولي في الجرائم التي يرتكبها الكيان اللقيط.