الخبر وما وراء الخبر

عمدة لندن: المسلمون يخافون الخروج من منازلهم في بريطانيا

15

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
9 أغسطس 2024مـ – 5 صفر 1446هـ

كشف عمدة لندن عن حالة من الخوف والرعب تسود المسلمين، بسبب أعمل العنف التي تشهدها البلاد وتستهدف المسلمين منذ عشرة أيام، خصوصا عند الذهاب للصلاة أو ممن يرتدين الحجاب.

وقال عمدة لندن صادق خان لصحيفة “الغارديان” البريطانية، أمس الخميس، إنه “يشعر بالانزعاج مثل كثير من الناس من جيله، بسبب أعمال الشغب التي تشهدها بريطانيا منذ عشرة أيام” وتستهدف مسلمين.

وأضاف خان المولود في لندن من أبوين مهاجرين باكستانيين أنه “من المحزن أن نرى الأطفال خائفين، كما كان عندما نشأ في السبعينيات والثمانينيات”.

وخان ليس غريبا على الإساءة العنصرية، بصفته أحد أبرز الساسة المسلمين في بريطانيا، فقد استهدف من قبل سياسيي المعارضة والمتصيدين على الإنترنت على حد سواء، لكن هذا الأسبوع كان مختلفا، كما قال “كانت المرة الأولى التي تشعر فيها بناته بالخوف” وفقا للصحيفة.

وتابع خان: “أنا شخص نشأ في السبعينيات والثمانينيات وشهد الجبهة الوطنية والحزب الوطني البريطاني واعتقدت أن هذا قد انتهى، مثل الكثير من الناس من جيلي، شعرت بالانزعاج من أحداث الأسبوعين الماضيين على وجه الخصوص”.

وأردف “من الصعب تفسير التغيرات عندما يتم استهدافك بسبب دينك أو لون بشرتك ولا يمكنك تغيير أي من هذه الأشياء، وسواء كنت ترى أعمال عنف جسدية تجري في الشمال الغربي أو الشمال الشرقي، فإنك تشعر بها في لندن”.

وأشار إلى أن هناك “خوفا بين الأقليات” قاصدا “المسلمين” وقال إن “العديد منهم ما زالوا خائفين من مغادرة المنزل ممن يرتدين الحجاب أو الذهاب إلى المساجد”.

وقال: “الناس يفكرون مرتين قبل الذهاب إلى المسجد، صلاة الجمعة غدا.. هل تأخذ أطفالك معك؟”.

وحتى خان كان هدفا للكراهية عبر الإنترنت في كثير من الأحيان، بما في ذلك التهديدات بالقتل، وفق الصحيفة.

وتشهد بريطانيا أعمال شغب واحتجاجات في العديد من المدن، والتي اندلعت في أعقاب اعتداء مسلح على ناد للأطفال في مدينة ساوثبورت يوم 29 يوليو الماضي، أسفر عن مقتل 3 أطفال وإصابة آخرين بجروح.

وبدأت الاحتجاجات، التي تحولت لاحقا إلى أعمال شغب وصدامات مع الشرطة، على خلفية الإشاعات حول أن منفذ الهجوم كان من المهاجرين. وتبين في وقت لاحق أن المهاجم البالغ 17 عاما من العمر مولود في بريطانيا لعائلة مهاجرين من رواندا.

يأتي ذلك بعد أن قال حمزة يوسف، الوزير الأول السابق، الثلاثاء الماضي، إنه سيفكر في مغادرة أوروبا والغرب مع استمرار الاضطرابات العنيفة في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وأضاف “لا أعرف ما إذا كان المستقبل بالنسبة لي ولزوجتي وأطفالي الثلاثة سيكون هنا في اسكتلندا أو المملكة المتحدة أو في أوروبا بشكل عام”، موضحًا: “يواجه كل مسلم هنا نفس السؤال ولديه شكوك حول إمكان وجود مستقبل لنا في المملكة المتحدة”.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إحراق جماعات بريطانية لفنادق بسبب إشاعة أنها تؤوي مهاجرين، كما تم تدمير ممتلكات للاشتباه بأنها لمسلمين.

وتتكتم السلطات البريطانية عن عدد الضحايا من المسلمين الذين كانوا هدفا لمجموعات بريطانية على مدى الـ10 الأيام السابقة تخللها أعمال شغب واستهداف للمسلمين وممتلكاتهم.

وكشفت مجموعة مراقبة وطنية، الأحد الفائت، عن ارتفاع تهديدات الاغتصاب والقتل ضد المسلمين بخمسة أضعاف عما كانت عليه سابقا، كما زادت حوادث جرائم الكراهية ضد المسلمين بثلاثة أضعاف عما كانت عليه قبل اندلاع أعمال العنف الأخيرة.