الخبر وما وراء الخبر

محور المقاومة يتأهب والتحالف الصhيوني يستنفر.. سيناريو الرد القادم

7

ذمــار نـيـوز || متابعات ||

3 أغسطس 2024مـ -28 محرم 1446هـ

يترقب العالم موجة من التصعيد الكبير بين محور المقاومة، وفي المقدمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمحور الصهيوني الأمريكي.

كل المؤشرات تدل على أن وحدة جبهات المقاومة، لديها تصميم كبير على مواجهة العدو الصهيوني وداعميه، كما تُشير التطورات الميدانية إلى أنّ المواجهة مع العدوّ قد تنتقل إلى مرحلةٍ جديدة من التصعيد، فيما يبقى الموقف الدولي مُتخاذلاً إزاء جرائم العدوّ، حيث أعادت أمريكا التأكيد على دعمها المطلق للكيان الصهيوني دون تغيير.

وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة، بناء على طلب إيران، وتأييد الجزائر وروسيا والصين، لمناقشة التطورات وتداعيات عملية الاغتيال الصهيونية الجبانة لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد القائد إسماعيل هنية، إلا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا منعت مشروع بيان لمجلس الأمن اقترحته روسيا حول اغتيال “هنية”.

 

وتمثّل عمليات اغتيال القائد “إسماعيل هنيّة” في طهران، والقائد “فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهداف الحشد الشعبي في “جرف النصر” بالعراق تصعيدًا خطيرًا غير مسبوق، ونُقطة تحوّل خطيرة في مسار المُواجهة بين محور المقاومة والعدوّ الصهيونيّ وداعميه، والتي يسعى العدو لتوريط أمريكا وبعض الدول الغربية وجرها للدخول في المعركة.

وفيما ستُحدّد ردود أفعال محور المقاومة في الفترة المُقبلة مسار هذا التصعيد وعواقبه على المنطقة بأكملها، والعالم بأسره، فإن هذه العمليات، هي رسالة تهديد واضحة لجميع أطراف محور المقاومة، وهي تُظهرُ استعداد العدوّ الصهيونيّ وداعميه للذهاب بعيدًا في استهداف القيادات والكوادر العسكرية والسياسية في كلّ ساحة.

ويهدف العدوّ من خلال هذه العمليات إلى إضعاف المقاومة في فلسطين، وإلى تحييد دور جبهات الإسناد في لبنان، العراق، واليمن كما يسعى إلى نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في المنطقة لصرف الأنظار عن جرائمه في غزة والضفة.

وبحسب مراقبين، قد يُؤدي اغتيال “هنيّة وشكر” واستهداف الحشد الشعبي إلى توسيع رقعة المواجهة بشكلٍ خطير، وقد تدفع هذه العمليات إلى دخول مباشر لإيران والعراق في المواجهة المسلحة مع العدوّ الصهيوني.

وعلى الرغم من خطورة هذه العمليات، إلا أنها لن تُحقّق أهداف العدوّ في فك مسارات جبهات الاسناد عن غزة، فضلاً عن إضعاف تماسك محور المقاومة، بل ستزيد من عزمها وتصميمها على المواجهة، ورفع مستوى المواجهة على المستوى الاستراتيجي والثأر على المستوى التكتيكي.

ووفقاً للمعطيات الميدانية، فمن المُتوقّع أن يُواجه محور المقاومة هذه العمليات برد قاس ومؤلم، وقد تكون هناك عمليات نوعية في الداخل الإسرائيليّ وضدّ المصالح الأمريكية في المنطقة.

وتؤكد مراكز بحثية عالمية، أنّ المواجهة مع الكيان الصهيوني ستشهد تصعيدًا غير مسبوق في الفترة القادمة، لاسيّما مع وعد حزب الله بالردّ على اغتيال “السيد محسن” وتصميم اليمن وإيران على الثأر لاغتيال القائد “هنيّة”.

ومن المُحتمل أن يتزامن ذلك في الفترة المقبلة، مع دخول أطراف جديدة في ساحة القتال وتوسيع نطاق العمليات العسكرية.

وقد تؤدّي هذه العمليات إلى تحوّل في معادلة الصراع، مع إضعافٍ لدور أمريكا في المنطقة وتراجع لنفوذها وهيبتها.

من المُنتظر أن يُنفّذ محور المقاومة ردًّا قويًا ومؤلمًا على عمليات الاغتيال الأخيرة، بهدف ردع العدوّ وإثبات قوّة المحور ووحدته، ومن المحتمل أن تكون الضربات متزامنة أو متفرّقة، وأن تستهدف مواقع ومنشآت حيوية داخل الكيان الصهيونيّ وقواعد أمريكية في المنطقة.

 

تصعيد في كل الجبهات

ووفقاً لمراكز بحثية، ستشهد ساحات المواجهة توحيدًا غير مسبوق بين غزة والضفة ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإيران، في مواجهة مشتركة لحلف العدوان، وستركز عمليات المقاومة على أهداف استراتيجية لإلحاق أكبر قدر من الضرر بالعدوّ وتغيير معادلة الصراع.

كما أن المقاومة الفلسطينية ستواصل صمودها وتصديها للعدوان، مستهدفة مواقع وتجمعات العدو بكافة الوسائل المتاحة، ومن المتوقّع أن تُوسّع المقاومة نطاق عملياتها لتشمل مستوطنات جديدة في غلاف غزة ومواقع عسكرية في الداخل الإسرائيلي.

وبدورها؛ ستشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا في المواجهات الشعبية وعمليات المقاومة المُسلحة ضدّ العدوّ والمستوطنين، ومن المحتمل أن تُنفّذ المقاومة عمليات نوعية ضدّ أهداف عسكرية استيطانية فيها.

أما في لبنان؛ وفيها سيكون التركيز على ترقب ردّ حزب الله على اغتيال “السيد محسن” ومن المتوقّع أن يكون الردّ قويًا ومفاجئًا وأن يُحدث صدمة للعدوّ.

وفي سوريا؛ من الممكن أن تشهد سوريا تصعيدًا عسكريًا محتملًا في حال توسّع نطاق العدوان الإسرائيليّ، وستُؤكّد على دعمها لمحور المقاومة واستعدادها لمواجهة أيّ عدوان.

وفي العراق؛ ستواصل المقاومة العراقية استهداف المصالح الأمريكية في العراق وسوريا إلى حين انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، وستُعزّز التنسيق مع بقية أعضاء محور المقاومة لتوجيه ضربات مُشتركة لحلف العدوان.

وفي اليمن؛ ستُواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها المُساندة للمقاومة الفلسطينية وردّها على العدوان الإسرائيلي الأمريكي البريطاني، ومن المُحتمل أن تُنفّذ اليمن عمليات جديدة ضدّ الكيان الصهيونيّ في إطار الردّ على العدوان وإسناد غزة، والثأر للقائد “هنية”.

 

وفي إيران؛ من المتوقع أن إيران ستُنفّذ ردًّا قويًا على اغتيال “إسماعيل هنيّة”، ومن المرجّح أن تستهدف مواقع ومنشآت صهيونية وأمريكية في المنطقة، وستُؤكّد على دعمها الكامل لمحور المقاومة واستعدادها لمواجهة أيّ عدوان.

كذلك من المتوقع أن تشهد المنطقة تصعيدًا وتوتّرًا كبيرًا في الفترة المُقبلة، مع استمرار العدوان على غزة وتصاعد العمليات العسكرية بين محور المقاومة وحلف العدوان، وستزداد حدّة التوتر في العلاقات الدولية، مع اتّهامات متبادلة بين الدول وإمكانية فرض عقوبات جديدة.

وبحسب مراقبين، فإن دعوة “باريس” رعاياها في إيران إلى المغادرة في أقرب وقت، يعكس أنهُ من المُرجّح أن تفشل المساعي الدبلوماسية في احتواء التصعيد وإحلال السلام في المنطقة، وتمسّك العدوّ بعدوانه واستعداد محور المقاومة للردّ.

وعليه؛ يبدو أنّ الأسبوع القادم سيكون حاسمًا في مسار المواجهة بين محور المقاومة وحلف العدوان “الصهيوأمريكي”، وستُحدّد ردود أفعال الطرفين في الأيام المقبلة مصير المنطقة بأكملها وعواقب هذا التصعيد على المنطقة وعلى الصعيد الدولي برمته.