الخبر وما وراء الخبر

خبراء ومحللون عسكريون: إنتاج طائرة “يافا” تغيير استراتيجي في المعادلة العسكرية

60

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

23 يوليو 2024مـ -17 محرم 1446هـ

أزاح الإعلام الحربي اليوم الثلاثاء الستار عن الطائرة اليمنية المسيرة “يافا” التي ضربت عمق كيان العدو الصhيوني في “تل أبيب”.

ووزع الإعلام الحربي مشاهد لافتتاح معرض خاص بطائرة “يافا” المسيرة، وبعض مواصفاتها، وعملية إطلاق الطائرة التي قصفت هدفاً مهماً للعدو الإسرائيلي في منطقة “يافا” المحتلة، فجر الجمعة الماضية.

وذكر الإعلام الحربي أن طائرة “يافا” المسيرة هي بعيدة المدى ومتعددة المهام، وتحمل رأساً حربياً شديد الانفجار، ولديها أنظمة تخفي عن الرادارات والدفاعات الجوية.

ويأتي الكشف عن هذه الطائرة، في ظل ما يعيشه كيان العدو الصhيوني من حالة خوف وترقب للرد اليمني القادم، بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على اليمن، واستهدافه لمنشآت حيوية في محافظة الحديدة غربي البلاد.

وتعد الطائرة المسيرة اليمنية “يافا” من أهم الأسلحة التي يمكن أن تلجأ إليها القوات المسلحة لقصف منشآت حيوية في فلسطين المحتلة، وهي بمواصفاتها تشكل حالة من القلق لدى الصhاينة، نظراً لمواصفاتها المتطورة، وقدرتها على التخفي والمناورة، والوصول إلى أهداف لا يمكن أن يتوقعها الأعداء.

ومع العملية الأولى لهذه الطائرة، أعلن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- عن تدشين المرحلة الخامسة من التصعيد، في مواجهة ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وفي المساندة اليمنية لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية للشهر العاشر على التوالي.

وأكد السيد القائد خلال خطاب له، الأحد الماضي أن هذه المرحلة ستكون أكثر قوة وتأثير، وبمعادلة جديدة ستقلق العدو، موضحاً أن الخطر والتهديد وصل إلى “تل أبيب” في دلالة واضحة على فشل تام لكل حماة العدو الإسرائيلي وعملائه.

تغير استراتيجي

وفي السياق يقول عضو مجلس الشورى الخبير الأمني والعسكري اللواء يحيى المهدي، إن هذه العملية تعتبر من أكبر العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية، بالإضافة إلى أنها من أنجح العمليات، والتي لها تأثير كبير وواضح.

ويتابع حديثه في تصريح ” للمسيرة” أن الطائرة المسيرة “يافا” استطاعت الوصول إلى “تل أبيب”، حيث قطعت أكثر من ألفي كيلو متر، متجاوزة كل أنظمة الدفاع الجوي للعدو ودول مجاورة، طالما حاولت الدفاع عن الصهاينة باعتراض صواريخنا وطائراتنا المسيرة في مجالها الجوي، قبل وصولها للعدو الإسرائيلي.

ويؤكد أن هذه العملية كانت مفاجئة للجميع، فلم يسبق أن تم استهداف العمق الصhيوني بهذه القدرة ومن دولة عربية، بل طائرة مسيرة صنعت بأيدي يمنية، و وصلت عاصمة العدو، وأصابت هدفها، وكانت على بعد 100 متر من القنصلية الأمريكية، المحاطة بكل أنظمة الدفاع المتقدمة، موضحاً أن هذه العملية لها تأثير كبير على سير المواجهة، والعمليات العسكرية اليمنية في البحار وعلى أراضي، وعمق العدو، وفي ذلك تغيير استراتيجي في المعادلة العسكرية، لاسيما مع إعلان قواتنا المسلحة مدينة يافا “إيلات” منطقة غير آمنة، في مفاجئة لا تقل عن مفاجئة الـ7 من أكتوبر.

وجدد التأكيد أن العلمية هذه هي تدشين للمرحلة الخامسة من التصعيد اليمني ، والتي أعلنها السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- خلال كلمته الأخيرة، في اطار الإسناد اليمني لعملية طوفان الأقصى، مضيفاً أن العمليات العسكرية اليمنية أرهقت العدو، وخاصة عملية “يافا” التي لم يكن يتوقعها العالم، وليس فقط أمريكا أو إسرائيل.

ويشير إلى أن إعلان مدينة “يافا” هدفاً عسكرياً، ومدينة، أو منطقة غير آمنة جعل العدو ومواطنيه في حالة من الرعب، وعدم ثقة المحتلين والمستوطنين بحكومة الكيان الصhيوني المؤقت.

ضربة يمينة

لا يتحمل الجيش الإسرائيلي الدخول في معركة جديدة، لا سيما بعد المأزق الكبير جداً، الذي وضعه الجيش اليمني، من خلال ضربة يمنية، نشرت الهلع والخوف في أوساط العدو، باستهداف القوات المسلحة اليمنية مدينة ” يافا” وإعلانها مدينة غير آمنة.

وجدد الجيش اليمني التأكيد عبر هذه العملية، أنه قادر على صنع المتغيرات، والتعامل مع كل التحديات، والأحداث الكبيرة بتداعياتها وتطوراتها السريعة والمتلاحقة، مهما كانت التحديات.

من جانبه يصف الخبير العسكري العميد محمد الخالد، عملية استهداف “يافا” بالنوعية، ذات التركيز العالي من قبل القوات المسلحة اليمنية، وأن وصول القوات المسلحة اليمنية إلى عصب الكيان الاقتصادي للعدو، سابقة تحسب للجيش اليمني، إذا ما نظرنا إليها، من ناحية البعد الجغرافي، والمسافة التي قطعتها المسيرة اليمينة نحو الأراضي المحتلة.

ويضيف الخالد في تصريح خاص “للمسيرة” أن في ذلك دلالة واضحة على أن الجيش اليمني بات المسيطر، والممسك بزمام الأمور، ويمتلك القدرة على تغطية مسرح عمليات واسعة جغرافياً، وأصبح قادر على إحداث خلل في معادلة الصراع، وسير المعركة مع العدو الصهيوني وحلفائه، موضحاً أن ما قامت به اليمن وقواتها المسلحة، لا تقوم به إلا دولة عظمى.

ويؤكد أن القوات المسلحة اليمنية، تستطيع أن تضرب أي هدف حيوي، عسكري، أو اقتصادي، ملحقة الضرر الكبير بالكيان الغاصب من خلال تعطيل ميناء “أم الرشراش”، وها هي اليوم تصل بمدياتها وصواريخها وطائرتها المسيرة إلى قلب عاصمة العدو، مشيراً إلى أن الجيش اليمني في حالة من إدراك لأهمية المعركة، وأهمية أن تصل المسيرات والصواريخ المجنحة والفرط صوتية إلى هذه الأماكن الحيوية التي تهز فيها وترعب كيان العدو.

ويجدد التأكيد على أن العملية أربكت العدو، وأصبح يتبادل الاتهامات فيما بين أركان وأفراد جيشه، وفشلهم في حماية ما سموه بسماء الكيان الصhيوني، لافتاً إلى أن الجيش اليمني تمكن من إحداث هذا الاختراق لكل المنظومات الدفاعية للعدو، وأن الجيش اليمني اليوم في أفضل حالاته.