الخبر وما وراء الخبر

كربلاء غزة، والحسين أنتم

84

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

23 يوليو 2024مـ -17 محرم 1446هـ

بقلم// احترام عفيف المُشرّف

إذا كانت كربلاء العراق قد شهدت قتل الإمام الحسين عليه السلام والعترة الطاهرة من آل بيت النبي وسبي لبنات النبي، ففي غزة هناك كربلاء ممتدة إلى ما يقارب العام، وفي فلسطين بكلها هناك كربلاء قد تجاوزت السبعين عام قُتل فيها حسينيون كُثر، ورضّع كُثر والزينبيات هناك بل عدد.

ومن ذبحوا الإمام الحسين  من الوريد إلى الوريد هم من يذبحون غزة من الوريد إلى الوريد، فيزيد الأمس قد قام مؤيداً ومباركاً وداعماً ليهود العصر في ذبحهم وتجويعهم وتشريدهم لأبناء غزة، ولم  يستثنوا فيها أحد، لا الشيخ الكبير، ولا الطفل الصغير،
كل هذا الإجرام؛ لأن غزة هاشم قالت لا للمحتل، ونعم للمقاومة، وتباً لمن داهن اليهود، أو سكت عنهم، وسحقا لمن وقف معهم وأيدهم وساندهم.

ولأن غزة قالت لا فقد كان عقابها بكل هذه الوحشية وامتد عقابهم إلى كل من وقف مع غزة في كل دول المحور وفي اليمن على وجه الخصوص.
وهاهي مشاهد كربلاء تعاد في غزة  وماحدث في الطف يحدث في غزة. بارتكاب الصهاينة فيهم أبشع الجرائم الإنسانية؛ فقد ذُبحت الرؤوس، وسُحلت الجثث، وقُطعت الأوصال ، وإٔحرقت المزارع، ودُمرت البيوت فوق ساكنيها، والمستشفيات على مرضاها،  وشُردت النساء وأُلقيت الجثث فلاتجد من يدفنها .

أن ما يحدث في غزة وبأهلها  من جرائم  تقشعر لها الأبدان ويندى لها الجبين، تقشعر الأبدان لوحشيتها وبشاعتها، ويندى منها جبين الإنسانية. لأن من قاموا بهذه الجرائم البشعة  هناك من يؤيدهم ويدعمهم ممن يزعموا أنهم مسلمين.
بل هم في مساندة لقاتليهم ويمدونهم بالمعونات عبر الجسور البرية، في حين أهل غزة يتضورون جوعا وعطشا وذوي قرباهم في جوارهم يرفدون عدوهم بالمدد. ألا صبت عليهم اللعائن.

وماكان يسعي إليه الدعي يزيد في إطفاء نور الحق، حتى قام في وجهه الإمام الحسين وقالها مدوية “هيهات منا الذلة” هو بذاته وعينه مايسعى إليه قتلة  العصر بقتلهم وتنكيلهم بمن يكون فيهم روحية الحسين ومنهج الحسين.

ولكن كلا والله لايسعهم هذا وليس بمقدورهم ذاك فقد وعد الله أولياؤه بالبقاء وأعداؤه بالفناء، والوقوف في وجه الظالمين باقي أثره ما بقي الحسين. والحسين باقي مابقي أتباع الحسين، وكربلاء ستكبر وتمتد إلى كل أرض وجد فيها يزيد، وثورة غزة هي امتداد لثورة كربلاء.

فمنذ العام ال61 للهجرة وإلى الآن وحتى آخر الزمان سيظل الحسين وثورة الحسين هما النبراس والمشعل الذي يستنير به الثوار والأحرار ليس فقط في أمة الإسلام بل في العالم أجمع، وثورة غزة هي من ثمرات الثورة الحسينية الأولى وكذلك كل الثورات التي قامت في العالم قد كانت امتداد من الحسين لأنه هو من علّم الأحرار الوقوف في وجه الظالمين ومقارعتهم.

وكما انتصر الحسين وهزم الدعي ستنتصر غزة، وهاهي كربلاء تمتدت جغرافياًّ وتتجاوز حدود العراق ؛لتكون كربلاء في كل أرض تقارع الظلم والطغيان، وهاهو الحسين السبط عليه السلام يشع نوره وتحل بركاته على المجاهدين في كل محور المقاومة ؛ليصبح أمام الأعداء فيلق كبير، كبير من الحسينيين الذين تربوا في مدرسة الحسين وتمعنوا في دروس اللطف وتخرجوا من الجامعة الكربلائية.
وستدون غزة تاريخا لايمحى ولا ينسى ولا يترك، كما دونته كربلاء وسيربحون  بيعهم لأنفسهم لله  .

سيدي يا أبا عبدالله الحسين أنت من غرست شجرة الحرية في غزة واليمن والعراق ولبنان وفي كل العالم وسقيتها بدمك المبارك وقد تعملقت تلك الشجرة وتفرعت في كل المعمورة، وهاهم حسينيون غزة يجسدون بطولات كربلاء ويعيدون كل مشاهد كربلاء من صبر وصدق وتضحيات،