الخبر وما وراء الخبر

قطعان .. العدوان

103

بقلم / علي أحمد جاحز


 

لا يبدو ان العدوان ومرتزقته يفهمون ماذا يعني ان نقول : نفاوض ونوقف النار ويدنا على الزناد ، ولذا يكررون نفس الحماقات و يقذفون بمسلحيهم قطعان رخيصة الى محارق يومية أملا في ان يحققوا ماعجزوا عن تحقيقه طوال شهور العدوان ، مستغلين وقف النار المعلن والمتفق عليه والمفترض ان يكون موضع احترام الجميع .

المرتزقة في الواقع هم ” قطعان ” متعددة ، كل قطيع يتبع طرفا اقليميا ، وحين يتحركون لا يذهبون باتجاه هدف واحد ولا ينطلقون من رؤية واحدة ، لكنهم في المجمل لا يشلكون رقما حقيقيا في معادلة الحرب ، كما ان يتبعونهم من الاطراف المشاركة في التحالف ليسوا صفا واحدا و ان كانوا تحالفا واحدا .

وقبل ان نقول ان تلك الاطراف الاقليمية ليست سوى بيادق في لعبة امريكية كبيرة في المنطقة ككل ، نستطيع ان نقول ان كل طرف لديه اهدافه ومصالحه من دخوله في العدوان على اليمن وايضا كل طرف لديه رؤيته الخاصة للنتيجة التي يفترض ان تفرزها الحرب ، وهذه التباينات تنعكس بكل تأكيد على اداء قطعانهم في الميدان وبشكل كبير ولافت .

الخروقات والتنصل من الالتزام بوقف النار من قبل طائرات العدوان و مرتزقتهم طوال اول يومين من بدء سريانه ، لايمكن قراءته بمعزل عن الوضع البائس الذي وصل اليه تحالف العدوان ايضا ، والذي بات في الواقع متفككا و ان بدا في ظاهره متماسكا ، فكل طرف قد وصل الى مرحلة الافلاس والانهاك ، وكل طرف يريد ان يهرب من الفخ الذي وقع فيه مقابل ان يكتفي بكسب ولاء مرتزقة على الارض اليمنية يستطيع تحريكهم ضمن مشروع استدامة الصراع الداخلي سواء فيما بين المرتزقة بالوكالة للاطراف الخارجية ، او تكريس الصراع بشكل عام لاعاقة اليمن من التعافي .

امريكا تمسك خيوط اللعبة ، وهي من يدير الحرب من بدايتها ليس من اجل سواد عيون المرتزقة ولا سواد عيون الاطراف الاقليمية التي يتبعونها بل من اجل مشروعها الكبير الذي لن يستثني حتى الدول الضالعة في العدوان على اليمن وعلى راسها السعودية ، ولذا فانها تستخدم المرتزقة وقودا رخيصا لافشال وقف النار وصولا الى افشال أي حلول من شانها ان تخرج اليمن الى النور .

قد تستمر الخروقات وهذا لم يكن محل غفلة الجيش واللجان الشعبية ، ولا بعيدا عن توقعات الشارع اليمني الذي لايزال مزاجه معبأ بالحذر والتشكيك في جدية العدوان كطرف واحد في انهاء العدوان وترك اليمنيين ليقرروا مصيرهم بانفسهم عبر مفاوضات جدية بعيدة عن الاملاءات .

وفي المحصلة الى الان ليست تلك الخروقات قادرة على ان تحقق لمن يحركها أي اهداف سواء الحصول على اوراق ميدانية تقوي الموقف على طاولة المفاوضات المقبلة او على مستوى اثبات وجود على الارض ، لكنها قد تربك المشهد وتهز الصورة لحين ثم ما تلبث ان تدرك انها عبثا تحاول ان تختبر صبر اليمنيين الاستراتيجي الذي كان ولايزال سلاحا قويا وفاعلا .

سيذهب اليمنيون ممثلين بالقوى الوطنية انصار الله والمؤتمر الشعبي العام وبقية القوى الصامدة على ارض الوطن ، الى المفاوضات ، وسيلتزم الابطال بوقف النار في الجبهات ، لكن ذلك كله لن يجعلهم يغفلون عن السلاح ولا يبعدون اصابعهم عن الزناد . *** اليمن : صخرة تضحك كلما تكسرت جماجم الغزاة والاغبياء عليها .. وتورق السلام ..