الخبر وما وراء الخبر

تفاصيل المشهد الميداني لعمليات اليوم الـ283 من الطوفان

10

ذمــار نـيـوز || مـتـابعات ||
15 يوليو 2024مـ – 9 محرم 1446هـ

تواصل فصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية في غزة؛ ملحمة “طوفان الأقصى” البطولية لليوم الـ283 تصديها للعدوان الصhيوني.

و نفذ المجاهدون الفلسطينيون اليوم العديد من العمليات الجهادية والكمائن النوعية، مستهدفةً قوات الاحتلال وآلياته في محاور متفرقة من قطاع غزة.

و ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بنقص كبير في الدبابات إثر تضررها في معارك غزة.

وفي التفاصيل؛ وفي عرضٍ موجز لمتطلبات المعركة يتضح أن كيان العدو المتهالك، بات يفتقد وسائل تحقيقها،وقواته تفقد الدافعية والحافز، ومتأخرةً بنقاط كثيرة عن المقاومة، فبعد ما يقارب الـ10 أشهر من “طوفان الأقصى”، تم تسجيل مجموعة من العناصر الرئيسية التي تعطي للمقاومة أفضلية في الاستمرار بالقتال وتحقيق غرض الاشتباك أكثر من ذي قبل.

تطور في تكتيكات المقاومة

أظهرت عمليات المقاومة الفلسطينية الأخيرة تطوراً ملحوظاً في التخطيط والتنفيذ وملاحظة الدروس المستفادة واستيعابها من خلال برامج وتكتيكات سمتها الأساسية التطوير، خصوصاً في أساليب وأنماط القتال التي استطاعت المقاومة فرضها على العدو، فضلاً عن عنصر أظهر تفوق مجاهدي المقاومة في تكتيك السلاح بشكلٍ فردي أو جماعي (على مستوى التشكيلات الصغرى أو المتوسطة).

ويرى مراقبون أن هذا التطور يرتبط بالكفاءة الفردية للمجاهد الفلسطيني على تنفيذ المهام الموكلة إليه من خلال قابليته على استخدام السلاح والايذاء به واستخدام أفضل مميزاته، وخاصة في استخدام الكمائن والعبوات الناسفة والصواريخ الموجهة، دون تسجيل أية أخطاء تذكر.

في المقابل يلاحظ المراقبون ارتفاعاً كبيراً لدى جنود الاحتلال في نسبة الأخطاء في التقدير والاشتباكات الفردية مع التأكيد على تراجع الحافزية والرغبة في القتال نتيجةً لاعتباراتٍ عدة، منها ما هو عسكري ومنها نفسي ومنها تشغيلي يرتبط ببروتوكولات العمل والخطط المتغيرة التي تكرر نفس الأخطاء منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.

قدرة المقاومة على الحشد

تشير كافة المعطيات الميدانية إلى أن المقاومة تمتلك مرونة أكثر في التجديد على المستوى الجماعي، وكما يبدو من الأداء الفردي وفي التشكيلات الصغرى في الميدان، واستطاعت المقاومة كما صرح “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب القسام، تنفيذ خطة استقطاب وتجنيد ضخمة خلال الحرب، ومعنى أن تجند 25 ألف مجاهد جديد في معركة كمعركة “طوفان الأقصى” هو أن مبدئي “العمل الاداري – والحشد”، لم يمسا بعد 10 أشهر من القتال الشرس والعنيف.

وعلى الرغم من أن جيش الاحتلال استباح كل الأنظمة والقيود والاعتبارات الانسانية الدولية، واستخدم كل ما قدم له المجتمع الغربي من تكنولوجيا وأسلحة محرمة ودقيقة وفاتكة، إلا أنه لم يتمكن من القضاء على أهم العناصر أو المبادئ التي تتبعها المقاومة في تنفيذ استراتيجية “حرب العصابات” أو الحرب التي تمارس القتال الهجين في القرن الـ21.

فعالية أسلحة المقاومة

أثبتت أسلحة المقاومة، وخاصة العبوات الناسفة وقذائف “الياسين 105″، و”التاندوم 85 ملم” فعالية كبيرة في تدمير الآليات المدرعات، وإيقاع القتلى والجرحى في صفوف العدو، وهذا يوضح أن المقاومة درست متطلباتها الدفاعية، بحيث كانت تعلم أن هذه الأسلحة المصنعة في غزة كافية ووافية لتحقيق مطالب المناورة الدفاعية التي تنفذها المقاومة حتى اليوم.

وبحسب مراقبين فإن المعرفة التكتيكية الدفاعية للمقاومة أفشلت التوغلات البرية في تحقيق أهدافها العسكرية، وتكبد جيش العدو خسائر فادحة نتيجة للمقاومة والدفاع الشرس التي واجهها، على الرغم من مواصلة جيش العدو الاعتماد بشكلٍ رئيسي على القوة النارية، من خلال الغارات الجوية والقصف المدفعي، مما تسب في وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنى التحتية في قطاع غزة.

مشهد اليوم الـ283 ميدانياً

في السياق؛ ركزت المقاومة على الكمائن والاشتباكات المباشرة، واعتمدت في رفح على تكتيك الكر والفر، وذلك من خلال نصب العديد من الكمائن لقوات الاحتلال المتوغلة، وفي الوسط (الشجاعية – تل الهوى) والمناطق الحدودية من “رفح” واستخدام العبوات الناسفة والأسلحة الموجهة والقذائف لتكبيدها أكبر قدر من الخسائر.

وأعلنت سرايا القدس أنّ مقاوميها قصفوا بوابلٍ من قذائف الهاون النظامي “عيار 60” جنوداً وجيبات العدو الصهيوني المتوغلين في محيط مفترق “عوض الله” وسط “مخيم يبنا” جنوب مدينة “رفح”، وأكد مقاوموها هبوط الطيران المروحي بالقرب من المكان المستهدف لإجلاء القتلى والجرحى.

كما أعلنت السرايا استهداف مجموعة من جنود العدو بقذيفة (TBG) داخل شقة سكنية عند مفترق “عوض الله” وسط المخيم نفسه، وأوقعوا أفراد المجموعة ما بين قتيل وجريح، مشيرةً إلى أنّ محاهديها “يخوضون اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع، مع جنود وآليات العدو وسط المخيم”.

بدورها، نشرت كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس على قناتها في “تلجرام” بياناً قالت فيه: “بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكد مجاهدونا تفجير صاروخ من مخلفات العدو في دبابتين صهيونيتين من نوع “ميركفاه” حولهما عدد من جنود الاحتلال وإيقاعهم بين قتيل وجريح قرب دوار الـ 17 في حي “تل الهوى” جنوب مدينة غزة”.

من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى أنها دكّت قوات العدو المتوغلة في مخيم يبنا شمال مدينة رفح بوابلٍ من قذائف الهاون.

وكانت المقاومة الفلسطينية أكدت أنها أطلقت صاروخاً مضاداً نحو طائرة مروحية أثناء إطلاقها النار صوب منازل المواطنين غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فيما أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن مروحية جديدة لجيش الاحتلال نقلت جنوداً مصابين من قطاع غزة إلى مستشفى “هداسا عين كارم” في القدس المحتلة.