الخبر وما وراء الخبر

الاستهداف الأمريكي للقبيلة اليمنية.. مؤامرة تستهدف عصب المجتمع

6

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
14 يوليو 2024مـ – 8 محرم 1446هـ

كشفت الأجهزة الأمنية، اليوم الأحد، عن اعترافات جديدة لخلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي تم ضبطها مؤخراً.

و أظهرت الاعترافات الجديدة، جوانب من الأساليب والوسائل التي كانت الولايات المتحدة تستخدمها لاختراق وتدمير المجتمع اليمني، ومن الأنشطة التي دأبت عليها أمريكا وجواسيسها وأذرعها المخابراتية، هي الاختراق من بوابة القبيلة اليمنية، حيث نشطت الاستخبارات الأمريكية في هذا الجانب بعدد من الأنشطة التآمرية التي حكاها الجواسيس المضبوطون.

مؤامرة نزع السلاح وتفعيله للاقتتال القبلي

الجاسوس عبد القادر السقاف، والذي يعد أقدم وأخطر العناصر المضبوطة التي كانت تعمل لصالح أمريكا وإسرائيل، يوضح في اعترافاته أن هدف الأمريكي من التقرب إلى مشايخ القبائل والوجهاء هو أولاً لدراسة التركيبة القبلية اليمنية، وأيضاً معرفة مكامن الضعف، ومكامن القوة للقبائل لكي تتناولهم، لينخرطوا فيما بعد وتغذية النزاعات الداخلية البينية سواءً نزاعات قبلية، أو نزاعات حزبية في هذه القبائل ونزاعات مذهبية.. المهم أي مدخل لخلخلة التركيبة هذه القوية القبلية لكي تضعف ويسهل للأمريكيين أن يقوموا بالدور الذي يريدونه في الدخول إلى القبائل والوطن بشكل عام، والهيمنة والسيطرة؛ لأن العائق الكبير الذي يرونه هو القبائل والتركيبة القبلية”.

ويفسر هذا الاعتراف سر انتشار الثارات والاقتتال القبلي في معظم مناطق الكثافة القبلية في محافظات حجة ومارب والجوف وغيرها.

ويضيف الجاسوس السقاف أن الدور الأمريكي فيما يخص القبائل اليمنية كان دوراً سلبياً، موضحاً أن الأمريكي كان يسعى لإيجاد صداقة مع شخصيات فاعلة في المجتمع القبلي لها دور مسموع، مبيناً أن الهدف الأساسي والرئيسي هو أيضاً كونهم يعرفون أن المجتمع اليمني مجتمع مسلح والقبائل هم الأساس.

من جانبه يقول الجاسوس هشام الوزير : “كان “رولاند” مهتماً بما يخص الجانب القبلي أنه يحاول يتعرف على أكبر قدر ممكن من المشايخ القبليين في اليمن خصوصاً المشايخ الذين لهم علاقة بالصراع في ذلك الوقت، يعني الصراع على النفوذ والصراع على السلطة، المشايخ المحسوبين على عفاش والمشايخ المحسوبين على علي محسن وآل الأحمر وحزب الإصلاح”، موضحاً أن “رولاند” كان “ينسق بين الطرفين يتعرف عليهم، حيث التقى بحسين الأحمر، والتقى بهاشم الأحمر، وكان يحافظ على علاقة بالذات مع هاشم الأحمر، و كان على علاقة منتظمة بحميد الأحمر، ومعه مشائخ مثل محمد بن ناجي الشايف، و هذا كان على ارتباط قوي ووثيق برولاند”.

نهب النفط من بوابة القبيلة

وفي سياق متصل يؤكد الجاسوس عبدالقادر السقاف أن “الهدف كان بقدر الإمكان أنه يعني كسب الشخصيات هذه الهامة والدخول إلى فيما يتعلق بمسألة نزع السلاح من المجتمع اليمني، وأولهم القبائل؛ لأن هذا يعيق أي هدف قادم أمريكي، يعني إيجاد شعب قابل للتبعية، أو يكون سهل الهيمنة على البلد بشكل عام، هيمنة على الثروات التي موجودة في البلد، و السيطرة أو الاستيلاء على الثروات، لأن القبائل أيضاً منتشرين في كل الأماكن التي فيها ثروات اليمن، موضحاً أنه بكسب صداقات هؤلاء، وإقامة علاقة وطيدة معهم لكي يكسبوهم ويمررون أهدافهم”.

من جانبه يؤكد الجاسوس هشام الوزير في اعترافاته أن “التركيز الأمريكي بدرجة أساسية كان على المشايخ المتواجدين في مناطق إنتاج النفط، والهدف الأمريكي هو التعرف على أكبر قدر ممكن من هؤلاء المشايخ، وربطهم بعلاقة مباشرة بالسفارة الأمريكية، والاستفادة منهم في عملية ربطهم حتى بالشركات الأمريكية والأجنبية العاملة في المناطق النفطية، بحيث أنهم يساهمون في عملية حمايتها بالإضافة للحماية الرسمية”.

ويضيف : “كان الأمريكيون يقدمون أنفسهم للجانب القبلي على أساس أنهم مستعدين لدعم مشاريع التنمية في مناطقهم، ويتعرفون على الاحتياجات حقهم، ويرفعون بالاحتياجات التنموية حق هذه المناطق إلى عند علي عبد الله صالح، وإلى عند الحكومة، على أساس أنهم هم يهتمون بهذه المناطق ويتابعون احتياجاتها، وكذلك عبر مشاريع تابعة لهم مثل مشاريعهم التي كانت تنفذها لهم “ندوى الدوسري” عبر منظمة شركاء عالميون والمعهد الـ NDI يحلون النزاعات في المناطق القبلية، يعني عبر منظمات تابعة لهم مثل الـ NDI ومثل شركاء عالميون ومثل مؤسسات محلية”.

وعن حجم النفوذ الأمريكي على الكثافة القبلية اليمنية، يؤكد الجاسوس الوزير أن الأشخاص هؤلاء كلهم، أي واحد يرتبط بعلاقة مع رولاند مكي، والسفارة يمر مباشرة حتى على الـ CIA، ويكون في علاقة بينهم، وتنشأ علاقة بالذات فيما يخص الأمور الحساسة ما يسميهم الأمريكيون في ذلك الوقت من ملف مكافحة الإرهاب، يعني أي معلومات تفيدهم في مناطق في مأرب والجوف، و مناطق مأرب والجوف والبيضاء، هذه يركزون على المشايخ على هذا الأساس، ويتابعوهم ويربطون معهم العلاقات ويربطون معهم المعلومات، وينسقون لهم حتى مع اللجنة الخاصة، حق السعودية، يعني ويزيدوا من مخصصاتهم، ويرفعون من مكانتهم وشأنهم عند السعوديين”.

بدوره يقول الجاسوس جمال سلطان : “للأمريكي دور مهم وبارز في معرفة القبائل بشكل عام، ومن خلال مراكز البحوث التي يمولها ويدعمها كمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية مثلاً، وكذلك مراكز دراسات أخرى، منوهاً إلى أن ندى الدوسري كان معها مركز، أو بحث تفعل منه لقاءات مع القبائل”.

ويضيف:”من خلال هذه المراكز البحيث يعرف الأمريكيون عن دور القبائل، سواء كانت في قضايا معينة، أو مراكز تفعل لقاءات مع القبائل، وتحريك عناوين مناصرة قضايا مجتمعية، أو مناصرة مكونات، وموقعها سياسياً واجتماعياً؛ لأنه أصلاً المجتمع اليمنى هو مجتمع قبلي، والقبيلة منتشرة في كل المحافظات، وهذا دور مهم ومكون مهم يعتمد عليه، أو يعتمد على معرفة التفاصيل الموجودة، أو الدور القبلي الموجود فيه سواءً كان سياسياً أو اجتماعياً”.

حلّ النزاعات القبلية.. عنوان وهمي لبناء خطط تدمير الداخل

وبالتوازي مع المساعي الأمريكية للارتباط بالمشايخ بهدف نزع سلاح القبلية، وتفعيله في الاقتتال، أوجدت الاستخبارات الأمريكية عنواناً وهمياً ومنمقاً لتوسيع دائرة الاختراق المجتمعي من بوابة القبيلة اليمنية، حيث برز عنوان “حل النزاعات” كأحد أبرز المسارات المخادعة التي انتهجتها واشنطن.

وفي هذا السياق يقول الجاسوس عبدالمعين عزان :”برنامج حل النزاعات، أو ما كان يسمى ببرنامج القبائل داخلياً كان يسمى برنامج القبائل، وخارجياً كان يسمى برنامج حل النزاعات، وكان تحت إشراف موظفة يمنية اسمها “ندى الدوسري” وكان البرنامج على أساس أنه يستهدف الفعاليات القبلية، و المشايخ القبليين المحكمين الوسطاء القبليين”، مضيفاً “ويزعم أنه يعني يساعد المجتمع اليمني الذي عنده أساساً تاريخ عريق في وسائل عريقة في حل النزاعات، وأنه كيف يعلم المجتمع اليمني يحل نزاعاته المحلية والقبلية، و هذا كان أيضاً الهدف الظاهري المعلن”، موضحاً أن “الهدف المخابراتي والهدف الخفي لبرنامج “حل النزاعات” كان أولًا جمع المعلومات، وإعداد الدراسات عن القبائل اليمنية، وعن القبيلة اليمنية، وعن تركيبتها، وعن أسباب النزاعات في اليمن المختلفة وأسبابها ووسائل حلها التقليدية”.

ويوضح الجاسوس عزان أنه ومن خلال هذا البرنامج تم “استقطاب العدد الكبير من مشايخ القبائل ومن رجال الدين ومن الموسطين وأكاديميين، حيث كان هناك أكاديميون مهتمون بالشأن القبلي وغيرها، وتم استقطاب مجموعات كبيرة من هؤلاء الأشخاص وبعضهم عمل في إعداد هذه الدراسات”.

ويروي الجاسوس عزان أدواره المشبوهة في هذا الجانب بقوله: “بدأت جوان توكل إلي مهاماً مخابراتية لصالح المخابرات الأمريكية المركزية، وهذه المهام كانت مستقلة أيضاً عن عملي الروتيني “ميبي” أو عمل “ميبي” الذي كان أيضاً له طابع مخابراتي”.

ويتابع اعترافاته: “كان من أبرز المهام، أو من أول المهام التي كانت قد أوكلت إلي من ناحية مخابراتية من قبل جوان هو التحقق حول موضوع إن كان فيه مجموعة من المشايخ في المنطقة الوسطى يريدون انشاء تحالف قبائل مذحج، وكان الموضوع يعني في الأخير طلع أنه لم يكن ذي قيمة، ولكنني تحققت من خلال بعض المصادر، وسألت عنه، وأعطيتها بعض المعلومات عن الموضوع”.

ومن خلال اعترافات الجاسوس عزان، يتضح أنه حتى في فترة العدوان على اليمن، كانت أمريكا تراهن بشكل كبير على الاقتتال الداخلي، حيث يؤكد الجاسوس عزان، أنه تم تكليفه في العام 2018 لعمل دراسة عن الصراع الداخلي في اليمن، موضحاً “أن الدراسة كان لها علاقة بالوضع وقتها وحل النزاع الواسع الكبير والصراع في اليمن والحرب في اليمن وهو عما إذا كان هناك أي خلفيات طائفية ومدى تأثير الخلفيات الطائفية في النزاع الحاصل في اليمن وفعلا أنا كتبت تحليلات وتقارير عن هذا الموضوعين وأرسلتهم لجاكي تشارلي في منظمة تانين باوم”.