صنعاء.. إدانات لمجزرة مواصي غزة وتوعد بالرد
ذمــار نـيـوز || تقارير ||
14 يوليو 2024مـ -8 محرم 1446هـ
منذ بداية طوفان الأقصى حسمت صنعاء موقفها المساند لغزة، ومع كل خطوات تصعيدية وكل مجزرة يرتكبها العدو الصهيوني كانت صنعاء حاضرة سياسيا وعسكريا وكانت أكثر التزاما في نصرة الشعب الفلسطيني.
ومنذ ورود الأنباء عن ارتكاب العدو مجزرة جديدة بحق أهالي مواصي خانيونس بغزة والتي راح ضحيتها قرابة 400 شهيد وجريح جلهم نساء وأطفال توالت الموافق المنددة بالجريمة من مختلف القوى والمكونات السياسية في اليمن وخصوصا الجانب الرسمي.
وجدد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام “إدانتنا واستنكارنا وبشدة لما يرتكبه العدو الصهيوني من جرائم إبادة جماعية في غزة، والتي تستهدف المدنيين النازحين وفي مناطق سبق وأن ادعاها العدو بأنها آمنة، ولكنه يمارس الكذب بصفاقة ووقاحة، ويعوض عن خسارته الميدانية بالهجوم الوحشي على المدنيين”.
وإذ أدان موقف “الأنظمة العربية والإسلامية والتي في أغلبها لا تعير أي اهتمام لما يجري في غزة” رأى عبدالسلام “إن غياب الموقف العربي والإسلامي الجامع لا يمثل تخاذلا فحسب بل شراكة كاملة مع العدو وتشجيع له لمواصلة جرائمه الوحشية”، داعيا “لأوسع وأقوى تحرك على المستويات كافة لإيقاف هذا العدو المجرم”.
الدعم أمريكي وتواطؤ النظام العربي
من جانبه، أدان مصدر مسؤول في مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، المجازر المروّعة المتواصلة للعدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ انطلاق معركة “طوفان الاقصى”، وحتى اللحظة، وآخرها المجزرة بحق النازحين في مواصي خان يونس جنوب غزة.
وأكدت الحكومة أن هذه المجازر الصهيونية ما كان لها أن تتواصل بحق إخواننا في غزة، والضفة الغربي لولا الدعم الأمريكي، ومن معه من دول حلف الأطلسي، وتواطؤ النظام العربي الرسمي، وعلى رأسه الدول المطبعة مع العدو الإسرائيلي.
وطالبت الدول التي أعلنت وعبّرت عن إدانتها للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، واتخذت مواقف قوية مساندة للشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، مواصلة أدوارها الهامة على الصعيد الدولي، وممارسة الضغوط على الكيان الصهيوني، والإدارة الأمريكية – الصهيونية لإيقاف عدوانهم المجرم، الذي انتهك كافة الأعراف القوانين والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وجددت الحكومة مباركتها لما أكد عليه قائد الثورة، السيّد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والمجلس السياسي الأعلى بشأن مواصلة شعبنا اليمني وقواته المسلحة لدوره الأخوي والإنساني في نصرة أبناء غزة ومواصلة التصعيد ضد العدو الإسرائيلي حتى ينهي عدوانه الإجرامي ضد أبناء غزة المظلومين والمغدور بهم من قِبل أنظمة عربية جبانة وخانعة وعميلة.
من جهتها وفي معرض أدانتها للمجزرة؛ أكدت وزارة الخارجية أن الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني شجعه على الإمعان في جرائمه في تحد للمجتمع الدولي والضرب بكافة المواثيق الدولية عرض الحائط، داعية الشعوب العربية والإسلامية للضغط على حكامها لتبني مواقف جادة إزاء العدوان الصهيوني على غزة، كما دعت أيضا المجتمع الدولي إلى إنهاء العربدة الصهيونية التي تمثل خطراً كبيراً على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
مواقف سياسية يتبعها رد عملي
هذه المواقف السياسية الرسمية الصادرة عن صنعاء تجاه آخر مجازر العدو في غزة؛ ليست بيانات تعبر عن مواقف فحسب، بل خطوة ستتبعها إجراءات عملية وعقابية ضد كيان العدو وهذا ما أكدته القوات المسلحة اليمنية .
وقال ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع في بيان عقب المجزرة بساعات: إن قواتنا تتابع تطورات الأوضاع بقطاع غزة وآخرها ارتكاب العدو الصهيوني مجزرة اليوم راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى، مشيرا إلى أن التخاذل العربي والإسلامي شجع العدو الإسرائيلي على الاستمرار في ارتكاب جرائمه على مرأى ومسمع العالم.
وجدد التأكيد على استمرار قواتنا المسلحة في موقفها المساند للشعب الفلسطيني المظلوم وذلك ضمن تأديتها لواجباتها الدينية والأخلاقية والإنسانية.
وتوعدت القوات المسلحة العدو باتخاذ خطوات وإجراءات للانتصار الفعلي لدماء الشعب الفلسطيني، ولن تتردد في توسيع عملياتها العسكرية ضد العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وللتذكير أنه ورداً على مجزرةِ مخيمِ النصيراتِ في قطاعِ غزةَ بتاريخ 8 من يونيو الفائت، التي راح ضحيته 274 فلسطينيا، وضمن عملياتها انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ، نفذتِ القوةُ الصاروخيةُ عمليةً عسكريةً استهدفتْ المدمرةَ الحربيةَ البريطانيةَ (دايموند) في البحرِ الأحمرِ وذلكَ بعددٍ منَ الصواريخِ البالستية وكانتِ الإصابةُ دقيقةً، وخلال أقل من شهر بعد العملية أعلنت بريطانيا سحب المدمرة من البحر الأحمر.
دخول صنعاء معركة طوفان الأقصى نصرة للشعب الفلسطيني كان في بداياته محدودا في البحر الأحمر، لكن تعنت العدو الصهيوني وإصراره على مواصلة عدوانه وارتكابه للمجازر متكأ للدعم الأمريكي والبريطاني، جعل صنعاء تصعد من عملياتها وتتخذ خطوات أكثر إيلاما تجاه العدو سواء بضرب الكيان أو تشديد حظر الملاحة البحرية عليه حتى وصلت عملياتها من المحيط الهندي جنوبا، مرورا بالبحر العربية وخليج عدن والبحر الأحمر وصولا إلى البحر المتوسط شمالا، وعلى العدو أن يتحمل المزيد من الخطوات المتقدمة والتبعات الاقتصادية والعسكرية جراء مجازره الجديدة.