الخبر وما وراء الخبر

كيف تثير الطائرات المسيرة قلق واشنطن؟

11

ذمــار نـيـوز || تقارير ||

23 يونيو 2024مـ -17 ذي الحجة 1445هـ

تقرير ||كامل المعمري

تواجه البحرية الأمريكية تحدياً هو الأول من نوعه عبر التاريخ في معركتها مع الجيش اليمني في البحرين الأحمر، والعربي.

وتستهدف الطائرات المسيرة اليمنية الصنع وبشكل متكرر، القوات الأمريكية، ما يدفعها للبحث عن تكنولوجيا تعزز من قدرتها على تحييد هذه الطائرات العابرة.

ومع تزايد صعوبة المهمة، تستثمر الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات لتطوير تقنيات من شأنها مكافحة هذا التهديد المتطور، فالطائرات

المسيرة، تعتبر تهديداً حقيقياً للقوات البحرية، وتقدم تحديات فريدة للدفاع البحري.

تعتمد هذه الطائرات على التكنولوجيا الحديثة في التحليق بشكل غير مألوف وتنفيذ مهام قتالية بدقة عالية، مما يجعل من الصعب اكتشافها وتحييدها.

من هنا، تسعى الولايات المتحدة لتطوير تقنيات تحارب هذا التهديد بفعالية، حيث تشير التقارير إلى أن البحرية الأمريكية تعمل بشكل حثيث على تطوير منظومات دفاعيه متقدمة لتحييد الطائرات المسيرة بكفاءة.

ومع تزايد التحديات في البحر الأحمر، يظهر السباق التقني بين القوات العسكرية والمنظومات الدفاعية، وتعتبر الولايات المتحدة في مقدمة هذا السباق، حيث تسعى لاستخدام كل الوسائل التقنية الممكنة للحفاظ على تفوقها العسكري وضمان سلامة قواتها في المياه الدولية.

ورغم صعوبة المهمة، فإن تطوير التكنولوجيا المتقدمة يبقى الحل الأمثل لتحييد هذا التهديد، فبينما تعمل الولايات المتحدة بجدية على تحقيق هذا الهدف، تجد نفسها أمام تحديات شديدة تتراوح بين الجوانب التقنية والمالية والقانونية.

من الناحية التقنية، فإن تطوير تقنية فعالة لتحييد الطائرات المسيرة يتطلب النظر في العديد من العوامل المعقدة.

يجب أن تكون هذه التقنية قادرة على التحكم عن بعد، وتمتلك استشعاراً متقدماً، وتكون قادرة على التعرف على الأهداف بدقة متناهية.

من جهة أخرى، فإن التحدي المالي يمثل عائقاً كبيراً، فتطوير ونشر هذه التقنيات يتطلب تخصيص موارد مالية هائلة، مما يضع الحكومة الأمريكية في موقف صعب يتعين عليها التفكير بشكل استراتيجي في توجيه الاستثمارات ومع ذلك، فإن التحديات لا تقتصر على الجوانب التقنية والمالية فقط، بل تتعداها إلى القضايا القانونية والأخلاقية، فاستخدام التكنولوجيا في الحروب الحديثة يثير قضايا تتعلق بالخصوصية والأمن السيبراني، مما يجعل من التطوير والاستخدام الفعال لهذه التكنولوجيا تحد أكبر، أضف إلى ذلك فإن فشل الولايات المتحدة في تحقيق التقدم الملموس في تطوير الأنظمة الموجهة بالطاقة، بالرغم من الإعلانات المستمرة عن نجاحات محتملة، يعد أمراً مقلقاً، فقد تم استثمار مبالغ ضخمة في هذه التقنيات مع وعود بإمكانية تحقيق تقدم كبير في مجال حماية البحرية من التهديدات الناشئة من الطائرات المسيرة.

إن هذا الفشل يسلط الضوء على تحديات تقنية معقدة، فتطوير منظومات قادرة على استهداف وتدمير الطائرات المسيرة بشكل فعال يتطلب تكنولوجيا متطورة وموارد هائلة، إضافة إلى ذلك، فإن التهديدات المتطورة بسرعة، مثل التكتيكات المتغيرة للمهاجمين وتطور التكنولوجيا الخاصة بالطائرات المسيرة، تجعل من الصعب على الدول الرائدة في مجال التكنولوجيا الحفاظ على تقدمها والاستمرار في مواجهة هذه التحديات.

منذ، أكثر من عقد ونصف من الزمان، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية النظر بجدية في وسائل مكافحة هذا النوع من الهجمات بالطائرات وذلك بالتحول تدريجياً نحو تطوير أسلحة موجهة بالطاقة لمواجهة التهديدات القادمة.

 

الأسلحة الموجهة بالطاقة

في عام 2011، وتحديداً قبل 13 سنة عرضت شبكة بي بي سي عربي في مقطع فيديو الكشف عن سلاح ليزري لإسقاط الطائرات، فقد عرض الفيديو طائرة مسيرة، وهي تحترق في الجو فقط، موضحاً أن شركة رايفون الأمريكية كشفت عن سلاح ليزر مضاد للطائرات في معرض فارنبارا للطيران في هامبشر في بريطانيا. [1]

وفي عام 2014، وتحديداً قبل 11 سنة نشرت البحرية الأمريكية صوراً تظهر سلاح الليزر الجديد الذي تقول إنه قادر على اسقاط الطائرات بدون طيار وتعطيل السفن.. الفيديو يظهر ليزراً مثبتاً على سفينة تم تجريبه في اسقاط طائرة مسيرة، حيث يبين الفيديو نجاح الليزر في احراق الطائرة[2]

في عام 2018، وتحديداً قبل ست سنوات عبر قناه سي إن إن تم عرض أول سلاح موجه بطاقة الليزر في العالم لدى البحرية الأمريكية، وتم تثبيته على إحدى السفن الحربية.

عنونت القناه الفيديو بالقول: “هذا أول سلاح ليزر حي في العالم، وتمكن من مهاجمة جسم في الماء، وطائرة آلية في الجو، وهجماته كانت صامتة وغير مرئية بما أن الليزر يسير فعلاً بسرعة الضوء، وقد وضع فعلاً على سفينة النقل البرمائية”.

عرض الفيديو مشاهد تجريب اللالرادي وهدف سطحي في الماء وعلى وطائرة مسيره في الجو.

السلاح سرعته تساوي سرعه الضوء، ويسقط الهدف، أو يحرقه خلال أقل من 15 ثانية، ويعمل مثل مؤشر الليزر، وهناك غرفه، أو حجرة بالداخل تحتوي على مواد خاصه تطلق فوتونات.

ضمن الفيديو قالت اليز كيلي مستشار القيادة المركزية للعلوم في البحرية الأمريكية: “اذا كان هناك قارب أو زورق يقترب يمكن لليزر أن يقوم باستهداف المحرك، وتعطيله فقط، و لا داعي لإصابة أي جزء آخر، وهذه الدقة أمر لا يمكنك الحصول عليه في الأسلحة التقليدية، لأنها تميل إلى أضرار جانبية.

قيل حينها إن البحرية الأمريكية، بدأت تطوير، الجيل الثاني منه لإسقاط صواريخ الأعداء [3]

هذا يعني أن الجيل الأول المخصص لإسقاط الطائرات أصبح جاهزاً؟

أين هو ذلك السلاح؟ ولماذا لم تستخدمه أمريكا في معركتها مع القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر بدلاً من إطلاق صاروخ دفاع جوي قيمته تفوق المليون دولار؟

في 16 مايو من العام الحالي، أعلنت بريطانيا عن تطوير سلاح جديد يسمى “السلاح الموجه بالطاقة بترددات الراديو” (RFDEW) الذي يستخدم موجات الراديو لتعطيل الطائرات بدون طيار وغيرها من التهديدات الإلكترونية.

 

هذه التقنية المتطورة يمكنها تعطيل أسراب الطائرات بدون طيار عن طريق تعطيل مكوناتها الإلكترونية، مما يجعلها تتوقف عن العمل أو تسقط من السماء.

وبحسب المعلومات المنشورة عن هذا السلاح، فان النظام فعال من حيث التكلفة، حيث تبلغ تكلفة كل طلقة حوالي 10 بنسات فقط، مما يجعله بديلاً أرخص للأنظمة الدفاعية التقليدية القائمة على الصواريخ، كما ويمكن لـ RFDEW الاشتباك مع الأهداف حتى مسافة كيلومتر واحد، ومن المتوقع أن يتم تطوير هذه المسافة لتمتد أكثر في المستقبل، و يمكن تركيب النظام على مجموعة متنوعة من المركبات العسكرية والسفن ويستخدم مصدر طاقة متنقل لإنتاج نبضات من الطاقة بتردد الراديو [4]

السلاح الجديد الذي أعلنت عنه بريطانيا لديه بعض العيوب المحتملة بحسب خبراء مثل المدى المحدود حالياً، ويمكن للسلاح الاشتباك مع الأهداف حتى مسافة كيلومتر واحد فقط، مما قد يكون غير كافٍ في بعض السيناريوهات العسكرية التي تتطلب مدى أطول.

التداخل الكهرومغناطيسي: قد يؤدي استخدام موجات الراديو إلى تداخل مع الأنظمة الإلكترونية الأخرى الصديقة في المنطقة، مما قد يؤثر على الاتصالات والمعدات الحساسة.

التطوير والتكامل: السلاح لا يزال في مرحلة التطوير والاختبار، مما يعني أنه قد يتطلب وقتاً إضافياً قبل أن يصبح جاهزًا للاستخدام العملي بشكل كامل.

التأثر بالظروف البيئية: الظروف البيئية مثل الطقس العاصف أو الحواجز المادية قد تؤثر على فعالية موجات الراديو وتقلل من مدى وتأثير السلاح وكذلك الاعتماد على الطاقة حيث يتطلب السلاح مصدر طاقة متنقل قوي لتشغيله، مما قد يكون تحدياً في البيئات الميدانية حيث تكون مصادر الطاقة محدودة أو صعبة الوصول.

معرفة البدايات الأولى

تاريخ تطوير أسلحة الطاقة الموجهة: ترددات الراديو وأشعة الليزر أسلحة الطاقة الموجهة تستخدم ترددات الراديو أو أشعة الليزر لتعطيل الأهداف، وتمثل جزءاً من جهود تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية.

بدأ تطوير الليزر لأغراض مدنية في أواخر الخمسينيات، مع تشغيل أول جهاز ليزر ناجح عام 1960 بواسطة ثيودور مايمان.

انطلقت الأبحاث العسكرية في الستينيات، مع استخدام الليزر في التطبيقات الدفاعية والهجومية. في السبعينيات والثمانينيات، بدأت فكرة استخدام ترددات الراديو كأسلحة تتبلور، وتم دراسة تأثيرات النبضات الكهرومغناطيسية لتعطيل الأنظمة الإلكترونية. استمرت الأبحاث خلال التسعينيات وأوائل الألفية الثالثة، مع التركيز على تحسين الكفاءة والتكامل مع الأنظمة الدفاعية التقليدية.

في العقد الأخير، شهدت التكنولوجيا تطورات كبيرة، مع استثمار دول مثل الولايات المتحدة، روسيا، والصين في تطوير أسلحة الليزر والأنظمة الكهرومغناطيسية. تستخدم أنظمة الليزر حالياً في الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، وكذلك لحماية السفن الحربية. بدأ الاهتمام بهذه التكنولوجيا منذ منتصف القرن العشرين، وشهدت تطورات كبيرة عبر العقود، لتصبح جزءاً مهماً من الترسانة العسكرية الحديثة.

فعالية الأسلحة الموجهة بالطاقة

تتباين آراء الخبراء حول فعالية أسلحة الليزر، وهناك بعض الشكوك والمخاوف التي تعبر عنها الأوساط الأكاديمية والعسكرية بشأن استخدام هذه التكنولوجيا.

رغم المزايا الكثيرة التي يتمتع بها هذا السلاح مثل التكلفة المنخفضة والدقة العالية، على سبيل المثال أسلحة الليزر توفر دقة عالية في استهداف الأهداف، مما يقلل من مخاطر الأضرار الجانبية كذلك الاستجابة الفورية: أسلحة الليزر وترددات الراديو قادرة على الاشتباك مع الأهداف بسرعة عالية، مما يوفر استجابة سريعة ضد التهديدات المفاجئة مثل الطائرات بدون طيار والمقذوفات الصغيرة.

رغم هذه الميزات الا أن هناك تحديات ومخاوف كبيرة تتعلق بالتأثير البيئي حيث ويمكن أن تؤثر الظروف البيئية مثل الغبار والدخان والضباب على فعالية أشعة الليزر، مما يقلل من دقتها ومدى فعاليتها في الاشتباك مع الأهداف، كذلك الحاجة إلى طاقة كبيرة، فتشغيل أسلحة الليزر يتطلب مصدر طاقة قوي ومستقر، وهو ما قد يكون تحديًا في البيئات الميدانية، حيث تكون مصادر الطاقة محدودة التكلفة الأولية للتطوير رغم أن تكلفة التشغيل منخفضة، فإن تكلفة تطوير وتصنيع أنظمة الليزر عالية جدًا.

الشعاع الحديدي ثبت فشله

الشعاع الحديدي هو نظام دفاع جوي موجه إسرائيلي تم الكشف عنه في 11 فبراير 2014، ودخل الخدمة في الجيش الإسرائيلي في 17 أغسطس 2020.

صمم لتدمير الصواريخ قصيرة المدى وقذائف المورتر. يصل مداها إلى 7 كيلومترات (4.3 ميل)، وهي قريبة جدًا من نظام القبة الحديدية.

في نهاية 2023 أعلنت وسائل اعلام اسرائيلية أول استخدام عملي لنظام الدفاع الصاروخي الليزري “الشعاع الحديدي” خلال الحرب وأنه بالفعل تم نشر منظومات هذا السلاح للتصدي لصواريخ المقاومة.

موقع الجزيره نت نشر تقريراً في نوفمبر 2023 حول مدى فعالية الشعاع الحديدي، وهل سينقذ اسرائيل من صواريخ المقاومة[5] ونقل الموقع عن خبراء قولهم إن فعالية أسلحة الطاقة الموجهة بالليزر تعتمد على تركيز الشعاع على بقعة صغيرة بالصاروخ المستهدف، والتي قد تصل مساحتها إلى 1-2 سم على هدف يبعد 5 كيلومترات وان هذا كاف لإحداث ثقب في غلاف محرك الصاروخ عند تركيز الشعاع لثانية أو ثانيتين.

ومع ذلك، فإن الحفاظ على استقرار الشعاع على صاروخ متسارع لمسافة 5 كيلومترات يعد إنجازاً تقنياً صعباً.

كذلك يتطلب نظام الليزر عدة ثوانٍ للتركيز على الصواريخ المتسارعة، مما يقلل من قدرته على صد صواريخ المدفعية القصيرة المدى، التي يكون وقت طيرانها بحدود ثانيتين.

الغبار والدخان في الهواء يقللان من كثافة وتركيز الليزر، مما يحد من فعاليته.

 

 

رغم أن الطائرات بدون طيار هشة وتُدمر بالليزر، إلا أن النظام يحتاج وقتاً لتحديد وتدمير الهدف والانتقال لهدف جديد.

هذا الوقت قد يكون غير كافٍ للتعامل مع هجوم يشمل عشرات أو مئات الطائرات بدون طيار، مما يجعل نظام الشعاع الحديدي غير فعال في مثل هذه السيناريوهات.

الشكوك حول الدعاية الإعلامية

يشير بعض الخبراء إلى أن الإعلانات حول أسلحة الليزر قد تكون جزءًا من بروباغندا إعلامية تهدف إلى تعزيز صورة الدول كقوى عسكرية متقدمة.

يعزز هذا الرأي عدم وجود معلومات مفصلة ومتاحة للجمهور حول الأداء الفعلي لهذه الأسلحة في الظروف القتالية الحقيقية، ونقص البيانات المفتوحة، فغالباً ما تكون المعلومات المتعلقة بفعالية أنظمة الليزر محدودة ومصنفة، مما يجعل من الصعب تقييم الأداء الحقيقي لهذه الأسلحة، وكذلك الاستخدام التجريبي، حيث أن معظم أنظمة الليزر لا تزال في مراحل التجريب، ولم يتم نشرها بشكل واسع في العمليات العسكرية، مما يزيد من الشكوك حول فعاليتها الحقيقية.

بينما تقدم أسلحة الليزر والأسلحة الموجه بطاقة ترددات الراديو وعودًا كبيرة في مجالات الدفاع الجوي ومكافحة الطائرات بدون طيار، فإن الشكوك حول فعاليتها الحقيقية والدوافع الدعائية للإعلانات حولها تستحق النظر.

يمكننا القول إن التحديات التقنية لأسلحة الطاقة الموجهة، وعلى الرغم من التقدم في تكنولوجيا الأسلحة، فإن هناك تحديات تقنية كبيرة في تطوير أنظمة ليزر عالية الطاقة يمكنها العمل بشكل موثوق في الظروف البيئية القاسية والمتغيرة على متن السفن، كذلك فان أسلحة الطاقة الموجهة تتطلب بنى تحتية لوجستية ودعماً كبيراً للحفاظ على قدرتها وفعالية عملياتها، مما يمكن أن يكون تحدياً أكبر.

هل تخلت الولايات المتحدة عن أسلحة الليزر لصالح الأنظمة الحركية في المعارك البحرية؟

اليوم تبحث الولايات المتحدة الأمريكية، وبشكل حثيث وضع حل للتهديدات الكبيرة التي تواجهها مع حلفائها في البحرين الأحمر والعربي، فالطائرات المسيرة التي تمثل التحدي الأكبر والمؤرق جداً لقوات التحالف الأمريكية والغربية. حالياً تتعاون البحرية الأمريكية ووحدة الابتكار الدفاعي لوضع نموذج أولي لنظام طائرات مضادة غير مأهولة يمكنه تعطيل أو إسقاط الطائرات المسيرة.

شركة DIU وهي اختصار ل Defense innovation unit وتعني وحدة الابتكار الدفاعي (DIU) هي منظمة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية تعمل على تسريع اعتماد التكنولوجيا التجارية المتقدمة لتلبية احتياجات الجيش.

تأسست DIU في عام 2015 بهدف تعزيز الابتكار وتسريع تبني التكنولوجيا الجديدة في الدفاع من خلال التعاون مع الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا المتقدمة.. هذه الشركة ذكرت عبر موقعها في 14 حزيران (يونيو) الحالي ” إن البحرية تبحث عن نظام يمكنها دمجه بسهولة مع مجموعة من المنصات للدفاع ضد مثل هذه الهجمات المعادية بطائرات بدون طيار.

ويهدف البرنامج، الذي يطلق عليه اسم Counter NEXT ، إلى اختبار النماذج الأولية بسرعة ونشرها على متن السفن في جميع أنحاء العالم.

وقالت DIU في بيان “من المتوقع أن تكون الحلول قادرة على الانتشار السريع في جميع أنحاء العالم، ومتكاملة مع مجموعة متنوعة من المنصات البحرية ويجب أن تظهر القدرة على الاندماج بسهولة في أجهزة الاستشعار الموجودة على متن سفينة بحرية”.

وقال ماثيو واي، الذي يقود هذا الجهد، إن مكافحة الطائرات بدون طيار تمثل أولوية قصوى بالنسبة للمنظمة، مضيفًا أن DIU تخطط لاستخدام جزء من زيادة الميزانية البالغة 800 مليون دولار التي قدمها الكونجرس في السنة المالية 2024 لتمويل جهود مثل Counter Next.”علينا حقًا أن نركز على كيفية الحصول على تلك القدرات الأكثر تقدمًا”[ 5]

مشروع Counter NEXT: نظام مضاد للطائرات غير المأهولة

البحرية الأمريكية، بالتعاون مع وحدة الابتكار الدفاعي (DIU)، تقوم بمساعٍ حثيثة لتطوير نموذج أولي لنظام متقدم مضاد للطائرات غير المأهولة (UAS).

يهدف هذا المشروع، المعروف باسم Counter NEXT، إلى تعزيز القدرات الدفاعية للبحرية ضد الهجمات التي تشنها الطائرات غير المأهولة، من خلال تطوير نظام يمكنه تعطيل هذه الطائرات أو إسقاطها.

تسعى البحرية إلى دمج النظام الجديد مع مجموعة متنوعة من المنصات البحرية لضمان سهولة الاستخدام وسرعة الانتشار.

وبحسب وحدة الابتكار الدفاعي ” يركز مشروع Counter Next على الأنظمة الحركية التي تكلف أقل من الصواريخ التقليدية وتعتمد على التكنولوجيا الناضجة التي يمكن أن تكون جاهزة للاختبار في غضون 90 يومًا من منح العقد.

وعلى الرغم من أن ذلك ليس مطلوبًا، إلا أن DIU قد تعطي الأولوية للمقترحات التي تثبت القدرة على القضاء على تهديدات السفن السطحية.

ويجب أن تكون الشركات أيضاً قادرة على تسليم خمسة أنظمة على الأقل خلال 12 شهرًا من اختيارها.”

هل تخلت امريكا عن اسلحة الطاقة الموجه؟

تعتبر الولايات المتحدة الأنظمة الحركية حلاً عملياً وميدانياً لمشروع Counter NEXT في مواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار ربما للمشكلات التقنية الكبيرة التي تقلل من فعالية سلاح الطاقة الموجهة، لذلك يبدو أن أمريكا ترى أن التحول نحو الأنظمة الحركية يعود لعدة أسباب:

إن هذه الأنظمة تتميز بنضوج تكنولوجي وجاهزية عالية، مما يسمح باختبارها ونشرها في الميدان بسرعة كبيرة، عادة خلال 90 يوماً. كما أن التكلفة المنخفضة لهذه الأنظمة مقارنة بأسلحة الطاقة الموجهة تجعلها خياراً فعّالاً من حيث التكلفة.

يمكن دمج الأنظمة الحركية بسهولة مع الأنظمة الحالية على متن السفن الحربية، وتتكامل بشكل فعّال مع أجهزة الاستشعار الموجودة، مما يسهل عمليات التعقب والتصدي للتهديدات.

بالإضافة إلى ذلك، تتميز الأنظمة الحركية بمرونة استخدامها لمجموعة واسعة من الأهداف، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والسفن السطحي.

من جهة أخرى، تواجه أسلحة الطاقة الموجهة تحديات تقنية كبيرة، حيث تتطلب تطوير أنظمة ليزر عالية الطاقة يمكنها العمل بموثوقية في ظروف بيئية قاسية ومتغيرة على متن السفن. كما تتطلب هذه الأسلحة بنية تحتية لوجستية ودعماً كبيراً للحفاظ على فعاليتها، مما يشكل تحدياً أكبر مقارنة بالأنظمة الحركية. هذه العوامل مجتمعة تفسر لماذا تفضل الولايات المتحدة حالياً الأنظمة الحركية في إطار مشروع Counter NEXT، مع مواصلة تطوير أسلحة الطاقة الموجهة لمستقبل أكثر تطوراً.

عيوب نظام Counter NEXT

تشير التقارير التي أعدها باحثون في مجال التصنيع العسكري أنه، وعلى الرغم من أن الأنظمة الحركية تكون أقل تكلفة من بعض الأنظمة الأخرى، إلا أن التكلفة المستمرة لتحديث وصيانة هذه الأنظمة قد تكون مرتفعة على المدى الطويل، خاصة مع تطور تهديدات الطائرات بدون طيار.

ثانيا: قد يواجه النظام تحديات في العمل بشكل موثوق في الظروف البيئية القاسية والمتغيرة التي يمكن أن توجد في البحر، هذه الظروف قد تؤثر على فعالية النظام وتجعله أقل قدرة على التصدي للتهديدات في بعض السيناريوهات.

كذلك تتطلب الأنظمة الحركية بنية تحتية لوجستية ودعماً كبيراً لضمان قدرتها وفعالية عملياتها.

إدارة وتوزيع هذه الأنظمة عبر مناطق متعددة ومعقدة يمكن أن يكون تحدياً لوجستياً كبيراً.

مع استمرار تطور تقنيات الطائرات بدون طيار، قد يصبح من الصعب على نظام Counter NEXT مواكبة جميع التطورات الجديدة في هذا المجال لان ذلك تحديثات مستمرة وتكيفاً سريعاً مع التهديدات المتغيرة.

رغم أن النظام مصمم للتكامل بسهولة مع الأنظمة الحالية على متن السفن الحربية، إلا أن هذا التكامل قد يواجه بعض العقبات التقنية، خاصة إذا كانت الأنظمة الحالية قديمة أو غير متوافقة بشكل كامل.

وأخيراً، الهجمات المعقدة مثل الهجوم بالسرب أو الهجمات التي تستخدم تقنيات التشويش الإلكتروني قد تتطلب مستويات أعلى من التعقيد في الدفاع، وهو ما قد يشكل تحدياً للنظام.

هل يمكن تطوير المسيرات؟

تطوير الطائرات بدون طيار لتفادي أسلحة الطاقة الموجهة والأنظمة الحركية مثل مشروع Counter NEXT يتطلب تقنيات متقدمة واستراتيجيات معقدة.

وفيما يلي شرح لكيفية تحقيق ذلك.

تقنيات التمويه والإخفاء: يمكن تطوير الطائرات بدون طيار لتكون أقل وضوحاً لأجهزة الاستشعار التي تعتمد عليها أسلحة الطاقة الموجهة والأنظمة الحركية.

يمكن استخدام مواد تمتص الأشعة الكهرومغناطيسية، أو تصمم الطائرات بأشكال تقلل من توقيعها الراداري والحراري.

أنظمة التشويش الإلكتروني: يمكن تزويد الطائرات بدون طيار بأنظمة تشويش تعمل على تعطيل، أو إرباك أنظمة الاستشعار والتوجيه التي تعتمد عليها أسلحة الطاقة الموجهة والأنظمة الحركية.

هذه الأنظمة قد تشمل إطلاق إشارات كهرومغناطيسية مكثفة لتشويش الاتصالات وأجهزة الاستشعار على السفن الحربية.

التحرك السريع والتكتيكات المتقدمة: تحسين قدرة الطائرات بدون طيار على المناورة بسرعة كبيرة وتغيير مسارها بشكل غير متوقع يمكن أن يجعل من الصعب استهدافها بأسلحة الطاقة الموجهة أو الأنظمة الحركية التقليدية.

استخدام تكتيكات هجوم السرب، حيث تهاجم مجموعة كبيرة من الطائرات بدون طيار في وقت واحد، يمكن أن يربك الدفاعات المعادية ويزيد من فرص الوصول إلى الهدف.

تعزيز القدرات الذاتية: يمكن تعزيز الذكاء الاصطناعي وأنظمة التحكم الذاتية في الطائرات بدون طيار لجعلها أكثر قدرة على اتخاذ قرارات فورية وتجنب الهجمات.

هذه الأنظمة يمكن أن تتعرف على التهديدات بسرعة وتغير مسارها بشكل ذاتي لتجنب الأسلحة الموجهة والأنظمة الحركية من المهم الإشارة إلى أن تطوير مثل هذه التقنيات يتطلب موارد كبيرة وتعاون بين القطاعات المختلفة في مجالات الهندسة، الإلكترونيات، والذكاء الاصطناعي، مما يعكس التحديات التي تواجهها الصناعات الدفاعية في مجابهة التهديدات المتطورة.

ما هي أفضل تقنية لهزيمة الطائرات بدون طيار؟

الطائرات المسيرة أصبحت تهديداً متزايد الخطورة في الحروب الحديثة، حيث يمكن لهذه الأجهزة الصغيرة والمنخفضة التكلفة تحقيق أهداف استراتيجية بشكل فعال. لذلك، تطورت الوسائل والتكنولوجيا المستخدمة والأبحاث التي تقدمها الشركات المصنعة للأسلحة بهدف هزيمة هذه الطائرات، الا أنه وحتى اللحظة لم يحدث أي اختراق ناجح ومضمون لهزيمتها رغم الكثير من المنظومات التي أعلن عن تصنيعها خصوصاً في مجال الأسلحة الموجهة بالطاقة.

في تقرير للباحث في التكنولوجيا العسكرية جوليان نيتليفولد نشر في موقع Battle Space يؤكد أنه وفي العديد من السيناريوهات التشغيلية، يمكن أن تكون هزيمة الطائرات بدون طيار مبالغة [7]

وأمام هذه التحديات تنفق جيوش العالم المليارات على تكنولوجيا الأنظمة الجوية المضادة للطائرات بدون طيار واقتنائها، وبالتالي، نظرًا للحاجة الملحة لشراء التكنولوجيا، يتم تطوير عمليات اقتناء جديدة أسرع، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية التي تنفق قرابة مليار دولار أمريكي سنوياً على أسلحة الطاقة الموجهة الطاقة الكهرومغناطيسية المركزة بما في ذلك أشعة الليزر عالية الطاقة وأجهزة الميكروويف عالية الطاقة بحسب ما أكده الباحث الأمريكي مبالغة.