الخبر وما وراء الخبر

أبو مقتدى شهيد المحراب

161

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

18 يونيو 2024مـ -12 ذي الحجة 1445هـ

بقلم الجريح/ عابد عامر

شهيد يرتقي في سبيل الله مجاهداً في مختلف الميادين الجهادية، وقبل العسكرية كان لا بد له أن يخوض حرباَ اجتماعية توعوية وثقافية وهي أهم من الجبهة العسكرية لما لها من أثر وتأثير عظيم في واقع المجتمع المحلي الذي عاش عقوداً من الزمن في دهاليز الثقافة المغلوطة والمنحرفة عقائدياً وتربوياً.

الشهيد أبو مقتدى عمل بكل تفاني وإخلاص ومسؤولية دينية واجتماعية لتثقيف المجتمع والمحيط والأقرب له نسباً ودماً من باب (خيركم خيركم لأهله).. فقد عمل رضوان الله وسلامه عليه بهذا المبدأ مقتدياً بالرسول صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين.. بكل جدٍ ووفاء وجاء من أقصى القرية هادياً يسعى مجاهداً محارباً داعياً إلى الله داعياً المجتمع والأمة إلى نور الله إلى توحيد الله إلى نور البصيرة والمسيرة القرآنية.

وكان رضوان الله عليه متنقلاً هنا وهناك في الجبهات العسكرية محارباً في الصفوف الأولى وعودة الى الجبهات والميادين الثقافية في الصفوف الأولى منبرياً بثقافته الإيمانية ضد أفكار الظلال والغي ضد ثقافة التدجين الأعمى والطاعة العوجاء وبكل ايمان برز بصدق في مكاشفة الفكر الوهابي الدخيل على الأمة والمجتمع.

فقد سعى وكله أمل بأن تتجاوز الأمة هذا المنعطف والمنزلق الخطير والذي كان سيهوي بها إلى نار جهنم غير مأسوف على أمة فرطت بأعلام الهدى وانسلخت عن ثقافتها.

كان الشهيد أبو مقتدى صاحب الوعي والفهم والادراك وصاحب النظرة الثاقبة كان له هذا الميدان عمل فيه بإخلاص وانتشل المجتمع الانسي من براثن وظلمة الثقافة والفكر الوهابي وأحدث نقلة نوعية واصلح ما افسدته العقول الملوثة، ونجح بفضل الله في توعية الكثير من أبناء المنطقة وخارجها.

وهو كذلك أثار انزعاج حفيظة وانزعاج الصهاينة قبل الوهابية الصهيونية لتعد العدة وتكيد الخطط لتصفيته خاصة وهي من رأت تحركه في مكاشفتهم، وفضحهم ثقافياً وأخلاقياً قبل ان يهزمهم عسكرياً واجتماعياً من خلال عمله الدؤب وتحركه الفاعل في المنطقة وتفعيله خطة المبادرات الاجتماعية وقيادته للمديرية على أكمل وجه حتى أوصلها بفضل الله ثم بفضل حكمته الى مصاف المديريات الناجحة والمتقدمة، حتى فاضت روحه إلى الله بنفس هادئة ساجدة عابدة لله في يوم الحج الأكبر مخلصاً صادقاً بصدق الولاء والطاعة لله ورسوله والمؤمنين وأعلام الهدى.

وهنا نقولها ليس هناك فرقاً أن يقتل المرء في جبهة عسكرية أو في مواقع أخرى ما دمت في سبيل الله وفي مواطن ترضي الله سبحانه وتعالى تسعد المؤمنين وتغيظ أعداء الله أكانوا يهوداً أو نصارى أو منافقين غرباء أو أقرباء لك أو من أبناء جلدتك فلك الفخر ان تقتل والله في رضى عنك وعن أعمالك الخيرة الجهادية.

ولا غرابة أن يقتل على يد أخيه فقد قتل هابيل على يد أخيه قابيل، فأصبح من النادمين خسر دينه ودنياه وآخرته بسبب الحقد الذي جعله ابكم وأصم أعمى لا يرى الا الشيطان ولا يسمع إلا صوت الشيطان فهوى بنفسه الى قعر جهنم مذموماً ملعوناً ومطروداً من رحمة الله.

ومن نعم وبركات الله أن يستشهد في محراب المسجد ساجداً راكعاً لله شاكراً لنعمة الهداية وكأن لسان حاله يقول فُزتُ ورب الكعبة متأسياً بشهيد المحراب الامام الاعظم علي عليه السلام.

وعليه نقولها وبكل وضوح ونحن على ثقة وستكشف الأيام والتحقيقات أن عملية اغتياله هي دليل على مكر وخبث وحقد وتطرف الوهابية النجسة التي رأت فيها هامة عالية وحاجز لا يمكن اختراقه فأوعزت وبكل خبث لأخيه بقتله فطوعت له نفسه قتل أخيه فأصبح من الخاسرين بين قضبان أربعة حتى تلفحهُ النار، ولن يرى الشمس إلّا يوم اعدامه شنقاً ان كان له حظ في رؤيتها،{ وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَن یُقۡتَلُ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰ⁠تُۢۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءࣱ وَلَـٰكِن لَّا تَشۡعُرُونَ }

رحم الله الشهيد أبو مقتدى صبر وسلام ربي عليه ما طلعت الشمس والقمر وما تعاقب الليل والنهار، وسلام عليه من الله يوم ولد، ويوم أنطلق مجاهداً، ويوم أستشهد، ويوم يبعث حياً.. وتعازينا لولده الأخ العزيز مقتدى، ولأسرته، ولأهله، ولإخوته الشرفاء الأجلاء، ولمحبيه.. كما هي لقائد الثورة في المقام الأول، وللمسيرة القرآنية مسيرة البذل والعطاء والتضحية والاستشهاد.