ارتفاع حصيلة خسائر العدو الإسرائيلي في غزة.. ما مستقبل العدوان..؟
ذمــار نـيـوز || متابعات ||
17 يونيو 2024مـ -11 ذي الحجة 1445هـ
يسطر المقاومون في غزة أروع البطولات، ضد قوات العدو الصهيوني التي تتسلح بأكثر الاسلحة فتكا وتطورا في العالم، والمدعومة من كل القوى الغربية وعلى راسها امريكا،
وضد أحدث اجهزة التجسس والمراقبة عبر الرادارات والطائرات المسيرة والاقمار الصناعية، التي تراقب على مدار الساعة كل حركة حتى لو كانت صغيرة في غزة، فكيف يمكن للمقاومين ان يتحركوا في مثل هذه الظروف، ناهيك عن تنفيذ هجمات دامية ضد قوات العدو الصهيوني وتكبيدها خسائر فادحة.
وفي هذا الصدد فان قيام المقاومة بتوثيق عملياتها ضد قوات العدو وآلياته في مختلف محاور القتال، منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية يوم 27 أكتوبر الماضي، تعد من أكثر البطولات التي كشفت مزاعم المحتل انه سيطر على مساحات واسعة من غزة، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نفذت ضد قوات العدو، التي دأبت على التعتيم على خسائرها، ودفعها للاعتراف صاغرة بخسائرها، التي باتت تتضاعف مع مرور الوقت.
ولهذا فان توثيق المقاومة، لعملياتها وكمائنها، قبل وخلال وبعد تنفيذها، وخاصة مرحلة ما بعد التنفيذ، تحتاج الى جرأة عالية لأنها تجري في ظروف في غاية الصعوبة، الامر الذي يؤكد ان الأرض في غزة تقاتل الى جانب ابنائها، فكان لهذا التوثيق اثرا لا يقل من أثر العمليات نفسها، على كسر معنويات العدو، وكشف اكاذيب نتنياهو وعصابته، وفضحه امام الراي العام وداخل الكيان الاسرائيلي، الذي بات لا يثق لا بقواته ولا بحكومته، وينتظر معرفة حقيقة ما يجرى من لسان الملثم ابو عبيدة.
مشاهد تجبر العدو بالاعتراف:
وبعد مرور أكثر من 8 أشهر، من العدوان ومن مزاعم العدو الاسرائيلي بانه سيطر على ارض وسماء وبحر غزة، فاذا بالمشاهد التي تبثها المقاومة من داخل غزة، تبين ان كل ما قالته الالة الاعلامية الإسرائيلية، ليست إلا مزاعم واكاذيب، فقد بثت المقاومة يوم أمس مشاهد لكمين نفذه مقاتلو المقاومة ضد قوة إسرائيلية عند مفترق النابلسي جنوب غربي مدينة غزة.
وأظهرت المشاهد عملية رصد تحركات قوات العدو وآلياته وأماكن تموضعه بحي تل الهوى غربي غزة، ثم بدء عملية إعداد تجهيز حقل الألغام وزراعة العبوات الناسفة، وعند وصول ناقلة جند، وعدد من الآليات العسكرية الإسرائيلية إلى الكمين، تم تفجير حقل الألغام، حيث أعقبه قصف قوات الاحتلال بقذائف الهاون من العيار الثقيل، وهذه المشاهد هي التي اجبرت العدو على الاعتراف بمقتل جنديين، وإصابة 3 آخرين بينهم ضابط.
يوم السبت الماضي، نفذت المقاومة كمينا مركبا ضدّ قوات العدو في منطقة الحي السعودي في تل السلطان، غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة، واستهدفت جرافة عسكرية إسرائيلية من نوع “دي 9″، وأوقعت طاقمها بين قتيل وجريح. وفور وصول قوة بهدف إنقاذ أفراد الطاقم، استهدف مقاتلو القسام ناقلة جند من نوع “النمر” بقذيفة “الياسين 105″، الأمر الذي أدى إلى تدميرها ومقتل 8 عسكريين كانوا بداخلها.
اليوم الأسود:
اعلام العدو أطلق صفة “الاسود” على يوم السبت الماضي، بعد ان أقرّ العدو الإسرائيلي، بمقتل 11 جنديا من لواء الهندسة “601” واللواء “179”، وإصابة اثنين آخرين، خلال المعارك مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. كما تحدثت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي عن حادثة صعبة في وسط قطاع غزّة، بحيث اعترف الاحتلال بمقتل جنديين إضافيين من اللواء “179”، نتيجة انفجار عبوة ناسفة، كما أُصيب اثنان آخران. واعترف “جيش” العدو، أيضاً، بمقتل يائير رويتمان من لواء “غفعاتي”، متأثراً بجروح حرجة أُصيب بها خلال اشتباكات في رفح، قبل بضعة أيام.
وبمقتل هؤلاء، ارتفعت حصيلة قتلى جيش العدو منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر إلى 661 قتيلاً، بينهم 311 سقطوا منذ بداية العملية العسكرية البرية في قطاع غزة. وبالإضافة إلى ذلك، أُصيب 3617 جندياً، وفقاً لما سمح بنشره العدو الصهيوني.
انتصارات من بين الركام:
اللافت في تصاعد عدد قتلى العدو، هو انه يجري في شهر يونيو، اي بعد ما يقارب 9 أشهر من العدوان وبعد كم هائل من مزاعم العدو نتنياهو وعصابته بالسيطرة على غزة، وانهم باتوا يقتربون من تحقيق “انتصار كامل”، فاذا بركام المباني التي دمرتها قوات العدو، للسيطرة على المنطقة، تتحول الى كابوس لهذه القوات، بعد ان اتخذت المقاومة منها متاريس، يخرجون من بينها كملاك الموت لاصطياد ارواح جنود وضباط قوات العدو الصهيوني.
ان المعنويات العالية للمقاومة في غزة، والتي اعترف نتنياهو بانها “فطرت قلبه”، فيما اعتبرها وزير الأمن القومي في الكيان الإسرائيلي إيتمار بانها “مؤلمة” ، بينما قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بانها “ألم رهيب”، هذه المعنويات تستمدها المقاومة من الدعم والاسناد الذي تحظى به من قبل فصائل المقاومة في المنطقة، حزب الله في لبنان، والقوات المسلحة اليمنية، والحشد الشعبي في العراق، وفصائل المقاومة في سوريا، وهو دعم وصل الى فرض حظر اقتصادي على كيان العدو الاسرائيلي، واخلاء جميع المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، واستهداف الموانئ والمراكز العسكرية الحساسة في كيان العدو، وحاملات الطائرات والمدمرات والبوارج الحربية الامريكية والبريطانية، وهو ما لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية، كل هذا الدعم اللبناني واليمني والعراقي والسوري، للمقاومة الفلسطينية المحاصرة في غزة، زرع الامل بالنصر في قلوب رجالها، وزرع في المقابل، اليأس في قلوب الصهاينة وحماتهم.