وسائل إعلام دولية: صاروخ فلسطين الباليستي مثير للاهتمام وسرعته تفوق سرعة الصوت
ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
8 يونيو 2024مـ – 2 ذي الحجة 1445هـ
جذَبَ صاروخُ “فلسطين” البالستي اليمني الجديدُ الذي كشفته عنه القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ، الأسبوع الماضي، اهتمامَ وسائل إعلام العدوّ والكثير من الخبراء العسكريين حول العالم، والذين لاحظوا من خلال أول ظهور للصاروخ أنه يتمتعُ بمميزات متطورة وهامة تؤكّـد وصول التصنيع العسكري اليمني إلى مستويات تقنية متقدمة؛ وهو ما يعزز فاعلية الجبهة اليمنية المساندة لغزة ويوسع أفق مساراتها التصعيدية خلال المراحل المقبلة.
وفي ملاحظات دوَّنها على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” قال فابيان هينز، خبير الأسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: إن “صاروخ فلسطين هو صاروخ يعمل بالوقود الصُّلب موجَّهٌ بدقة، وهذا وحدَه جديرٌ بالملاحظة؛ فحتى الآن، يبدو أن الصواريخ الباليستية التي استخدمها الحوثيون ضد “إسرائيل” كانت جميعها صواريخ تعمل بالوقود السائل أقل تقدُّمًا دون توجيه نهائي” حسب تعبيره.
واعتبر هينز أن “صاروخ فلسطين مثير للاهتمام؛ لأَنَّه لا يتوافق مع أيٍّ من الصواريخ التي تم عرضها، وللوصول إلى إيلات هناك حاجة إلى مدى يصل إلى 1600 كيلو متر على الأقل”.
وأضاف: “في حين أننا لا نستطيع أن نقول على وجه اليقين ما هي النسخة الدقيقة التي يتوافق معها صاروخ فلسطين، يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن هذا هو صاروخ وقود صُلب متطور وموجه بدقة”.
وتابع: “من ناحية أُخرى؛ فهذا أَيْـضاً هو أول صاروخ يحمل رأسًا مغطى بالكوفية” في إشارة إلى الكوفية الفلسطينية التي تم تزيين رأس الصاروخ بها.
ونشرت صحيفة “تليغراف” البريطانية تقريرًا نقلت فيه عن خبراءَ عسكريين قولهم: إن صاروخ “فلسطين” اليمني “دقيق التوجيه ويعمل بالوقود الصُّلب، وهو أكثر تقدُّمًا من الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل دون توجيه والتي تم استخدامها من قبل”.
وأشَارَت الصحيفة إلى أن “صواريخ الوقود الصلب أكثر مرونة في القتال ويمكن تركيبها وإطلاقها بسرعة”.
وزعمت الـ”تليغراف” البريطانية في تقريرٍ آخرَ أنه “تم تعقُّب صاروخ فلسطين الذي يفوق سرعته سرعة الصوت أثناء الطيران بين غرب اليمن وميناء إيلات الإسرائيلي، ثم اختفى، ولكن هذا لا يزال تطورًا كبيرًا” وهي إشارة إلى فشل طبقات الدفاع العربية والغربية في رصد مسار الصاروخ كاملًا.
وأضافت: “نحن نعلمُ على وجه اليقين أنه لا يمكن لأيٍّ من السفن الحربية الدولية التغلب على الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ووجود ثلاث سفن فقط (ربما تكون قادرة) على هزيمة هذا التهديد الجديد لن يطمئن شركات الشحن”.
وقالت الصحيفة: إن “تحليل عملية الإطلاق أظهر أَيْـضاً أعمدة من دخان العادم الأبيض، والتي يقول خبراء الصواريخ إنها تشير إلى أن الصاروخ يعمل بالوقود الصلب، وتعتبر هذه الصواريخ أكثر موثوقية وأسرع بكثير في الإطلاق من نظيراتها التي تعمل بالوقود السائل؛ مما يجعل مهمة التحالف في اكتشافها وضربها أصعب مما كانت عليه بالفعل”.
وأكّـدت أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت أنها “لا تزال قادرة على التفوق على قوات التحالف”.
وأقرت الصحيفة بأن التحالف الأمريكي لم ينجح في “قمع” اليمنيين” معللة ذلك بأن “أنظمة الأسلحة اليمنية متحَرّكة ومخفية ومتعددة، وبالتالي من المستحيل تحييدها بالكامل؛ وهذا يعني أن عمليات قوات التحالف لا يمكنها ضمان مرور آمن للسفن”.
وقالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في تقرير حول الصاروخ اليمني الجديد إنه “يمكن للأسلحة التي تفوقُ سرعتها سرعة الصوت، والتي تطير بسرعات أعلى من 5 ماخ، أن تشكل تحديات حاسمة لأنظمة الدفاع الصاروخي؛ بسَببِ سرعتها وقدرتها على المناورة”.
وأضافت أن “الصواريخ الباليستية تطيرُ على مسار يمكن من خلاله للأنظمة المضادة للصواريخ مثل باتريوت أمريكية الصنع توقع مسارها واعتراضها، ولكن كلما كان مسارُ طيران الصاروخ غيرَ منتظم، مثل الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت مع القدرة على تغيير الاتّجاهات، كلما أصبح اعتراضُه أكثرَ صعوبة”.
ونظرًا للزاوية المائلة التي تم إطلاقُ صاروخ “فلسطين” بها في المشاهد التي وزَّعها الإعلام الحربي، يرى خبراءُ آخرون أنه قد يكون الصاروخ التكتيكي الأطول مدى حتى الآن؛ لأَنَّ الصواريخ التكتيكية عادةً ما تكون مدياتُها أقلَّ.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد كشف في كلمته الأسبوعية الأخيرة أن صاروخ “فلسطين” البالستي الجديد تم تصميمه بشكل خاص وفقًا لمتطلبات المرحلة الرابعة من التصعيد، على مستوى المدى، وعلى المستوى التقني المتعلق بتجاوز الطبقات الدفاعية للعدو والتي تشارك فيها دول عربية إلى جانب القوات الأمريكية والأُورُوبية على امتداد المسافة بين اليمن وفلسطين.
وفي مارس الماضي نجحت القوات المسلحة اليمنية في استهداف أم الرشراش المحتلّة بصاروخ وُصِفَ آنذاك بأنه “مطور” ولم تتمكّن دفاعات العدوّ الصهيوني من رصده أَو اعتراضه؛ الأمر الذي أثار قلقًا كَبيراً داخل كيان العدوّ.
وقال قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي وقتها: “إن تلك العملية فتحت أفقًا جديدًا للقوة الصاروخية اليمنية”.
ولم تكشف القوات المسلحة بعدُ عن مواصفات صاروخ “فلسطين” البالستي؛ الأمر الذي يبقي العدوّ في حالة ارتباك في ظل ملاحظات الخبراء العسكريين.