اليمن يقلب موازين القوى ويشدد الحصار على الكيان الصهيوني في الأبيض المتوسط
ذمــار نـيـوز || تقاريــر ||
8 يونيو 2024مـ – 2 ذي الحجة 1445هـ
تعد المرحلة الرابعة من التصعيد من أهم المراحل حتى الآن ضمن عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة لإخواننا في قطاع غزة.
من أبرز ما تم خلال هذه المرحلة، وصول الصواريخ اليمنية إلى البحر الأبيض المتوسط، في رسالة لها أكثر من دلالة، وأهمية، وهي تأتي في سياق الضغط على الكيان الصهيوني لإيقاف جرائمه المتوحشة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والمتواصلة للشهر التاسع على التوالي.
وخلال الشهر الماضي أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن عمليات عسكرية استهدفت عدداً من السفن والبوارج الحربية الأمريكية والغربية، في البحر الأبيض المتوسط، وهو تطور نوعي له حساباته ودلالاته.
وفي السياق يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان إن قواتنا المسلحة نفذت العديد من العمليات الهجومية باتجاه البحر الأبيض المتوسط، حيث استهدفت السفن التي تحاول الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، وامداد كيان العدو الصهيوني بالبضائع، مشيراً إلى أن الوحدات الضاربة في سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية نفذت عدداً من العمليات الهجومية، كان منها مهاجمة السفينة (ESSEX) الإسرائيلية، واستهدافها بعدد من الصواريخ بعيدة المدى؛ وذلك أثناء محاولاتها اختراق قرار الحظر التي تفرضه قواتنا المسلحة.
ويؤكد عثمان في تصريح خاص “للمسيرة” أن هذه العمليات التي بدأت تطبقها قواتنا المسلحة حققت نجاحات استراتيجية غاية في الأهمية، لافتاً إلى أن هذه تعتبر عمليات أولية في مسرح عملياتي وتكنولوجي معقد وصعب، لكنها أظهرت فاعلية واقتدار غير مسبوق في تحديد هوية السفن المرتبطة بكيان العدو الصهيوني وضربها في البحر الأبيض المتوسط.
ويوضح أن العملية التي استهدفت سفينة ESSEX كانت نوعية إلى حد كبير، فقد تم خلالها تتبع السفينة، ومعرفة هويتها ووجهتها في سياق معلومات استطلاعية دقيقة، إضافة إلى استهدافها بعدد من الصواريخ كما أعلن ذلك ناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع، لذلك هذه نقطة غاية في الأهمية، مشيراً إلى أن استخدام الصواريخ بهذه العملية المعقدة، والتي تحتاج إلى قطع مسافات تصل من 1800-2200كم، يؤكد أن قواتنا المسلحة بدأت تمتلك أجيالاً جديدة من الصواريخ بعيدة المدى، وذات قدرات متطورة جداً تفوق جميع النظائر الصاروخية السابقة.
ويؤكد أن الصواريخ اليمنية تمكنت من قطع هذه المسافات ووصلت إلى البحر المتوسط، كما تمكنت أيضاً من تجاوز جميع الأنظمة الدفاعية التي نشرها العدو الأمريكي والإسرائيلي، سواء تلك التي في أراضي جنوب فلسطين المحتلة، أم الرشراش، أو في مياه البحر الأحمر، واصفاً ذلك بالنجاح الكبير الذي تحقق بفضل الله تعالى، وعبر هذه الصواريخ تعد مسألة مفصلية لها أبعاداً وتداعيات كبرى على العدو الإسرائيلي، والأمريكي، وعلى ميزان القوى بشكل عام.
ويواصل : ” كل هذا حدث، على الرغم من أن كيان العدو الصهيوني المؤقت عمل خلال الفترات الماضية على وضع خطة، واتخذ إجراءات لتعزيز مستوى قدراته الدفاعية الجوية في أم الرشراش (إيلات)، وتطوير العمل الدفاعي فيها وفي مناطق أخرى، بما يحقق مواجهة كاملة لمختلف التهديدات، وتحديداً القادمة من اليمن.
ويوضح أن من هذه الإجراءات التي اتخذها العدو الصهيوني المؤقت هي نشر مجموعات كبيرة من بطاريات القبة الحديدية، ومنظومات مقلاع داود، وأنظمة آرو-2,3(حيتس) بعيدة المدى، بالإضافة إلى منظومات باتريوت وثاد، مع شبكة رادارات متطورة منها رادار “آرو-3” Super Green Pine، ورادار نظام TAAD، الخاص بالإنذار المبكر، والذي يبلغ مداهما نحو 1000كم، مضيفاً أن كيان العدو الصهيوني الموقت عمل كذلك مع بعض دول العربية، منها السعودية، والأردن، ومصر، على انشاء غرف تحكم رادارية مشتركة (دمج راداري) يتم من خلالها التحكم والسيطرة، وتنسيق المعلومات، لتحقيق، أقصى قدرة ممكنة لكشف التهديدات الصاروخية القادمة من اليمن في وقت مبكر.
ويزيد: ” وبالتالي هذه الإجراءات كانت هي الحواجز الدفاعية الرئيسية الأكثر تعقيداً التي اعتمد عليها كيان العدو الإسرائيلي بمساعدة أمريكية، لتعزيز حماية أمنه القومي والاستراتيجي، وتعزيز القدرة على مواجهة التهديدات اليمنية.
ويؤكد أنه عندما نتحدث عن وصول صواريخ قواتنا المسلحة إلى البحر المتوسط، واستهداف سفينة تابعه لهذا الكيان، فهذا يعني أنها استطاعت اختراق هذه الترسانات الضخمة من الأنظمة المتطورة، واختراق شبكات الدمج الراداري الذي تم تأسيسه لأول مرة بين كيان العدو والدول الخليجية.
ويجدد التأكيد على أن هذا الاختراق وبما يمثله من بعد، في موازين القوة، إلا أنه ضربة قاصمة لكل هذه التجهيزات، ونقطة انهيار لأهم الموانع والتحديات الدفاعية التي يراهن عليها كيان العدو الإسرائيلي في هذه المرحلة بالذات.
كبح جماح العدو
من جانبه يقول المتحدث باسم الأحزاب المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري إنه ومع استمرار الصلف الانجلوصهيوني، وقبح الصمت من قبل الأنظمة العربية والغربية حيال ما يرتكبه الكيان الغاصب من جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، فضلت القوات المسلحة اليمنية توسيع دائرة العمليات ونوعية الأهداف، وهو ما تجسّد في الإعلان عن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد، التي لم يحدد مداها ومدتها، الأمر الذي أربك الملاحة البحرية.
ويشير العامري في تصريح خاص “للمسيرة” إلى أن بقاء الإدارة الأمريكية والنظام البريطاني في خانة الزج بالنفس في وحل المواجهة المباشرة مع اليمن، الذي استطاع أن يكبح جماح تلك الأنظمة الاستعمارية، وأن يحد من محاولتها إسناد الكيان الصهيوني، وحصار الشعب الفلسطيني.
ويوضح أنه ومع تصاعد وتيرة الاستهداف للسفن الحربية الأمريكية، والبريطانية، وعدد من السفن الحربية والتجارية المنتهكة لقرار القوات المسلحة اليمنية حظر وصول أي سفينة إلى الموانئ البحرية الفلسطينية المحتلة، بات لزاماً على قواتنا المسلحة أن تتطور عملياتها العسكرية، وزيادة بنك وجغرافية أهدافها، التي وصلت إلى البحر الأبيض المتوسط ، مؤكداً أن القوات البحرية، والجوية وطيرانها المسير، والقوة الصاروخية اليمنية، تبعث بذلك رسائلها إلى كافة أنظمة العالم، بأن العمليات العسكرية في البحار الأحمر، والعربي، وخليج عدن، والأبيض المتوسط، ستستمر ولن تتوقف حتى يتوقف العدوان على غزة، ويرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.
ويجدد التأكيد على أنه كلما توسعت عمليات العدو الإسرائيلي على قطاع غزة ستسمر اليمن في مواجهة كافة السفن التي تحاول الوصول إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة، موضحاً أن من شأن استهداف السفن المتجهة نحو المتوسط إحكام الحصار على الكيان الإسرائيلي، وبالتالي تشكيل تحدٍ جديد “لتل أبيب” وداعميها.
ويضيف أن الأسلحة المستخدمة في هذه المواجهة ستتطور، فاليمن وقواته المسلحة جاهزة، ولم تظهر كامل قوتها، وجميع أسلحتها الاستراتيجية، وإنما هو يلاعب أنظمة الاستكبار العالمي بالسلاح نفسه.