الخبر وما وراء الخبر

*فلسطين في اليمن .. دولةً وصاروخًا*

13

ذمــار نـيـوز || مقالات ||

5 يونيو 2024مـ -28 ذي القعدة 1445هـ

بقلم// إبراهيم مجاهد صلاح

الأنظمة “العربية” انسلخت من المبادئ؛ فرقصت على جثث الأطفال والشيوخ والنساء في فلسطين، ولم تكتفِ بالرقص فقط بل إنها وقفت أمام كُـلّ من يدعم ويُساند فلسطين، فسخّرت كُـلّ إمْكَانياتها الإعلامية والمادية وغيرها لدعم العدوّ الإسرائيلي؛ فشيطنت المقاوَمةَ وكفّرت المساندين، والبعض منها يريد اليوم وبعد كُـلّ هذه الدماء التي سالت ولا زالت تسيل أن يُطبِّعُ مع “إسرائيل” لكنهُ لم يفعل حتى يتم إيقاف الحرب على غزة، حسب زعمه.

أنظمة “عربية” تفتح أراضيها لمرور القوافل الغذائية للكيان بعد أن قام اليمن بإغلاق البحار والمحيطات أمام سفن التجارة المتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلّة؛ فقصفت القوات المسلحة والقوات البحرية اليمنية السفنَ المتجاهلة للتحذيرات واستولت على بعضها وأغرقت التي حاولت التمويه؛ فكان لزاماً على أمريكا أن تبرز عضلاتها التي تُرعِبُ بها الدول العربية والإسلامية لتبقى هي الدولة التي لا تُقهر، لكنها أخطأت التقدير هذه المرة، لم تعلم أن اليمن اليوم يعيش مرحلة الشباب، وهي أصبحت في مرحلة الشيخوخة، وعصاها التي تُهدّدُ بها الآخرين، أذن الله بأن تُكسَر بأيادي أنصار الله وأنصار المستضعفين على هذه الأرض، حاولت التهديدَ فكان اليمن هو صاحب التسديد فقصف وأغرق ودمّـر وأحرق فكانت حاملات الطائرات أهدافاً لما أنتجته دائرة التصنيع العسكري اليمني من الصواريخ والطائرات المُسيّرة والألغام البحرية وغيرها من الأسلحة، التي لم تستطع الأكاديميات العسكرية الأمريكية معرفته، لكنها عرفت صدق القائد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- إذَا تكلم، وعرفت أن اليمن اليوم ليس يمن الأمس.

أعلن اليمن الإسناد لفلسطين بعد أن أعدَّ كُـلّ ما يلزم لخوض المعركة مُدركاً كل ما سيترتب على هذا الإعلان، فخرج الشعب إلى الساحات والميادين وانطلقت الصواريخ والمُسيّرات إلى المطارات والموانئ والبحار والمحيطات؛ فشكلت اليمن جبهةً مُرعبةً وصل تأثيرها لكل العالم، وقدم اليمن إلى جانب فلسطين دماءً زكية لخيرة أبنائه مدنيين وعسكريين؛ فلم تستطع الغارات الأمريكية البريطانية إيقاف اليمن عَمَّا أعلنهُ بل زادتهُ تمسكاً وإصراراً على فرض الشروط التي يُريدُها؛ فصفع أمريكا الصفعة التي خر على إثرها البيت الأبيض صريعاً وهي استهداف حاملة الطائرات الأمريكية آيزنهاور، وهي الصفعة التي لم يتوقعها العدوّ ولا الصديق، لكنها بفضل الله كانت بالمستوى الذي يليق باليمن العظيم وضمن المرحلة الرابعة التي يخوض فيها اليمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إلى جانب أبطال محور المقاومة؛ فبعد استهداف آيزنهاور أدركت الإدارة الأمريكية أن الزمن تغير وأن المكان لم يعد المكان الأمن لفرض هيمنتها عليه وأصبح الفرار هو الخيار الأفضل.

إن اليمن منذ السابع من أُكتوبر أصبح فخراً لكل أحرار العالم وكابوساً هز عرش الإمبراطورية الأمريكية التي لم يجرؤ أي أحد على النظر إليه.

لقد كانت كُـلّ جبهات محور المقاومة مُشتعلة من داخل غزة ولبنان إلى العراق، إلى اليمن، إلى سورية، إلى إيران، وتوُلم الكيان الغاصب، وكانت عمليات كُبد فيها الكيانُ الغاصب خسائرَ كبيرة في الأرواح والعتاد، لم يتوقع نتنياهو أن المعركة ستكون بهذا الشكل من التنكيل.

برز اليمن كقوة إقليمية لديه مؤهلات الزعامة على المنطقة يحمل شعار [وأعدوا لهم] ضارباً بكل القوانين واللوائح والقرارات الغربية عرض الحائط، متمسكاً بقرارات الله القوي الأقوى، ممتثلاً لتوجيهات الله وأوامر قائده القرآني السيد المولى عبدالملك بدر الدين الحوثي -أعزه الله-؛ فجسد اليمن حب فلسطين قولاً وعملاً، كان هو الأقرب لها من دول العمالة والانحطاط المجاورة التي فتحت أبوابها لشاحنات الاحتلال وأغلقت المنافذ أمام الفلسطيني المسلم.

إن اسم فلسطين محفورٌ في قلب كُـلّ يمني، وها هو اليوم يدخل ضمن الترسانة البالستية للقوات المسلحة اليمنية، وكان صاروخ (فلسطين) هو أول صواريخ القوات المسلحة اليمنية الذي يتم إطلاقه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة حاملاً الاسم مُنتشياً به كما هو مُنتشٍ بهُــوِيَّته، وما صاروخ فلسطين إلا واحد من مئات الصواريخ التي سيستخدمها الجيش اليمني في مراحله التصعيدية إذَا لم يرضخ العدوّ الإسرائيلي لشروط المقاومة في فلسطين.

وقريباً سنرى الدولَ العربية والحكومات الغربية تسارع وبشكل غير مسبوق وحاسم لإيجاد حَـلٍّ وإيقاف العدوان على غزة ورفح؛ لأَنَّ الكيان الهش والضعيف لم يعُد يحتمل ولا يستطيع المواجهةَ من الآن فصاعداً؛ لأَنَّ محور المقاومة بدأ بالتصعيد بشكل أكبر من السابق وبخطوات جديدة والصهيوني يُدرك جيِّدًا أن القادم سَيِّء جِـدًّا عليه، فسيُحرك العرب أولاً قبل الغرب لوقف العمليات التصعيدية التي تستهدف الكيان، وهم أنفسهم الذين لم يحرّكوا ساكناً إزاء ما ارتكبه الكيان المجرم بحق أطفال غزة ورفح وكل فلسطين، ولكنهم لن يستطيعوا إيقاف عمليات محور