الخبر وما وراء الخبر

السيد القائد: الاعتراف الأمريكي والإسرائيلي باستحالة تحقيق أهدافه في غزة والتشبث بها ليس إلا وسيلة للقتل والتدمير

9

ذمــار نـيـوز || أخبــار محلية ||
23 مايو 2024مـ – 15 ذي القعدة 1445هـ

أكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يستمر لأجل القتل والتدمير ولن يحقق أهدافه التي أعلنها، وهناك اعتراف أمريكي وإسرائيلي باستحالة تحقيق أهداف العدوان على غزة، والتشبث بها ليس إلا وسيلة للقتل.

وقال السيد عبدالملك بدرالدين يحفظه الله في كلمته عصراليوم الخميس، حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية، إنه مع كل جرائم الإبادة الواضحة التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في غزة يخرج الرئيس الأمريكي لنفي ذلك، وأن قتل عشرات الأطفال والنساء ونسف الأحياء المدنية وتدمير المربعات السكنية لا تعتبر جرائم إبادة بنظر الرئيس الأمريكي.

وأوضح السيد أن قتل الفلسطينيين في الطرقات واستهداف تجمعاتهم والتجويع لمئات الآلاف، وتدمير المنظومة الصحية ومنع الدواء وقتل المرضى ودفن الكثير منهم أحياء وسحق المعاقين تحت جنازير الدبابات وتشريد مئات الآلاف وملاحقتهم وقتلهم في مراكز الإيواء واستهداف المخابز وآبار المياه ليست جريمة لا تعتبر جرائم إبادة وليست إبادة بنظر بايدن

وأضاف السيد أنه ليس غريبا ألا يعتبر بايدن ما يجري في غزة حرب إبادة فالأمريكيون أساتذة الإجرام ولهم سوابق في الإبادة الجماعية، ومن غير الغريب على الأمريكيين نفي جرائم الإبادة الصهيونية فهم يدعمونها ويشتركون فيها ضد الشعب الفلسطيني، موضحاً أنه لم يكن للعدوان الصهيوني في قطاع غزة أن يكون بهذا المستوى من الإجرام لولا الدعم والغطاء الأمريكي.

الميناء العائم الأمريكي في غزة هو قاعدة عسكرية

وأشار إلى أن الميناء العائم الأمريكي في غزة هو قاعدة عسكرية وقد افتضحت واشنطن حينما جلبت المدرعات وأنظمة الدفاع الجوي، وأن الأمريكي يريد أن يحول قطاع غزة إلى سجن له بوابة واحدة عبر البحر يشرف عليها العسكريون الأمريكيون، مبيناً أن الأمريكي عبر الميناء العائم يريد أن يتحكم بالقليل من المساعدات وتوظيفها بما يخدمه عسكريا ويخدم الإسرائيلي.

ولفت السيد إلى أنه من الغرائب ما كان يقوله الأمريكي عن توقيف شحنة أسلحة للعدو ثم انكشف لاحقا إرسالها لقتل الشعب الفلسطيني، وبحديثه السابق عن تعليق شحنة أسلحة للعدو حاول أن يتظاهر بشيء من التعقل وكأنه حريص على حياة المدنيين.

وشدد السيد القائد على أنه من المهم أن تترسخ لدى الشعوب النظرة الصحيحة والواعية عن الدور الأمريكي العدائي والمستهتر بالإنسانية، وأن تترسخ النظرة الواعية عن حقيقة السياسات الأمريكية العدائية تجاه مختلف الملفات في منطقتنا والعالم، واصفاً التوجه الأمريكي عدواني لا يراعي الكرامة الإنسانية والحقوق، وكل العناوين الإنسانية ليست إلا للتوظيف السياسي.

وفي سياق تكريس الاحتلال التصعيد والاستيطان أكد السيد على أن إعلان وزير الحرب الإسرائيلي عودة النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية تصعيد خطير، وتدنيس باحات المسجد الأقصى من قبل المجرم بن غفير والتهديد الذي أطلقه هو تصعيد خطير وتحد لكل المسلمين، مضيفاً أن من واجب المسلمين أن يستفيدوا من أحداث فلسطين في سياق النظرة الواعية إلى حقيقة الحرب الإسرائيلية الشاملة، لأن الصهاينة ومعهم بعض وسائل الإعلام العربية العميلة تصور المواجهة وكأنها فقط بين العدو وحركة حماس.

وقال السيد القائد إن العدوان الإسرائيلي يستهدف الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأغلب ضحاياه من المدنيين، مؤكداً أنه لا يجوز لأحد ينتمي للإسلام ويحسب نفسه من العرب أن يتحدث بالمنطق الإسرائيلي حول ما يجري في فلسطين، حتى لو كانت المشكلة الإسرائيلية فقط مع حماس، فحماس من العرب والمسلمين وواجب الأمة مناصرتهم.

يجب أن يستفيق الضمير الإنساني أمام حرب الإبادة الصهيونية

وبين أنه يجب أن يستفيق الضمير الإنساني أمام حرب الإبادة الصهيونية وأن يكون التحرك في إطار خطوات عملية، وأن البيانات والإدانات للجرائم الصهيونية صدرت من مختلف البلدان لكنها لا تكفي ولا بد من خطوات عملية.

ونوه السيد على أنه ينبغي أن تستمر الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية والأوروبية وفي بلدان أخرى، وأن السكوت أمام ما يمارسه العدو الإسرائيلي من جرائم فظيعة يعتبر إساءة كبيرة جدا للإنسانية، وإعلان 3 دول أوروبية اعترافها بالدولة الفلسطينية مع أنه موقف ناقص فهي تعتبر خطوة سياسية مهمة.

وقال “كنا نتمنى من الدول الأوروبية الاعتراف بالحق الفلسطيني كاملا لأنه الموقف المنصف والعادل والحق”، ولو اتجهت بقية البلدان الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية فسيشكل ضغطا سياسيا على العدو الإسرائيلي، مؤملاً أن يستمر السعي والتحرك بين بقية البلدان للاعتراف بالدولة الفلسطينية، فهناك شعور كبير بالحرج والخزي في الوسط الأوروبي بعد فضيحة أنظمتها التي ترفع قيم الحرية والحقوق.

وأستغرب من بعض دول الغرب التي تتحدث عن حقوق القطط وبقية الحيوانات افتضح في مساهمته بجرائم الإبادة الصهيونية ضد الإنسانية، وأن بيان المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية الذي ساوى بين الضحية والجلاد غير منصف نهائيا، ويأتي في سياق الحرج الفاضح الذي يشعر به الغرب فيهرب إلى تقديم بعض المواقف، متسائلاً كيف للمدعي العام أن يساوي بين نتنياهو ووزير حربه وهم مجرمون معتدون مع قيادات فلسطينية تدافع عن قضيتها العادلة.

وأوضح أنه لم يعد مستساغا من الغرب السكوت عن الجرائم الإسرائيلية لأنه فضيحة كبيرة فأرادوا التحرك في مواقف متدنية للمساواة بين الضحية والجلاد، ولا ننتظر منهم أن يكونوا واقعيين ومنصفين أو من ذوي العدل والحق وهذا لا يفاجئنا، لأنهم يتفرجون على المظلومية الفلسطينية منذ 76 عاما بل كان داعما للعدو الإسرائيلي في كل المراحل.

مسؤولية كبيرة على العرب والمسلمين لم تصل إلى مستوى القطع الكامل لعلاقاتها مع العدو

وتابع السيد القائد في خطابه أنه هناك مسؤولية كبيرة على المسلمين، وبعض الدول العربية لم تصل إلى مستوى القطع الكامل لعلاقاتها مع العدو، ومن المؤسف أن إعلام بعض الدول العربية لا يزال داعما للعدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومجاهديه.

وتطرق السيد القائد إلى أنه أمام التصعيد الإسرائيلي لا تكفي البيانات والقمم العربية، والمطلوب مواقف وقرارات عملية وخطوات جادة، ومن المفترض بالدول العربية والإسلامية أن تتجه بوضوح إلى دعم الإخوة المجاهدين في قطاع غزة، وكان من أبسط الخطوات لبعض الدول العربية أن تقوم بإلغاء تصنيف حركات المقاومة الفلسطينية في قوائم “الإرهاب”

وأضاف أن المجاهدين في غزة بصمودهم العظيم قدموا صورة حقيقية تعطي الأمل عن إمكانية الوصول إلى النصر، استمرار عمليات المقاومة البطولية والقصف للمستوطنات يشهد على مدى الإخفاق والفشل للعدو الإسرائيلي.

وتسائل السيد عن أنه أمام الدعم الأمريكي والغربي للكيان، أين هو التعاون العربي الذي هو مسؤولية إسلامية دينية وإنسانية وأخلاقية؟، وأن الصهاينة يشعرون بالقلق الوجودي وهو يتسع في أوساطهم نتيجة الإخفاق في قطاع غزة، مضيفاً أن دائرة العزلة الخارجية للكيان الإسرائيلي تتسع وتزداد الفضيحة بصورته الإجرامية وقد حاول سابقا التغطية عليها، بينما العدو الإسرائيلي حاول أن يقدم صورة زائفة عنه لكنه افتضح وظهر بصورته الإجرامية وتأثرت علاقاته بالكثير من الدول.

لا يليق بأي دولة عربية الدخول في صفقة تطبيع لكي تحظى بالحماية الأمريكية

وقال إنه أمام افتضاح العدو الإسرائيلي، لا يليق بأي دولة عربية الدخول في صفقة تطبيع لكي تحظى بالحماية الأمريكية، والسعي لحصول بعض الدول على الحماية الأمريكية من شعبها أو جيرانها هو توجه خاطئ وسياسة فاشلة، وعلى بعض الأنظمة الاستفادة من الآخرين الذين اعتمدوا على الحماية الأمريكية ليأمنوا من شعوبهم، لكنهم فشلوا، وعلى الأنظمة التي تسعى للحماية الأمريكية من جيرانها أن تغير سياساتها العدائية، لأنها المشكلة منها وليست في محيطها.

كما أكد أن حسن الجوار والتعامل بالقيم الإسلامية والعربية هو ما سيجلب الأمن لبعض الأنظمة وليس التطبيع، والذهاب للتطبيع بعد كل ما حصل خاطئ، ومعناه الارتهان للأمريكي ضمن سياساته التي تقوم على الابتزاز والاستغلال والحلب، ومن يتجه ليرمي بنفسه في أحضان الأمريكي سيخضع كل مقدراته وأمنه للاستغلال الأمريكي البشع.

وتابع السيد “نقول على وجه القطع واليقين بأن الأمريكي لا تهمه مصلحة أي بلد عربي إنما مصلحته مع الكيان الإسرائيلي، ومن يرتهنون للأمريكي ولسياساته الخاطئة سيدفع بهم دائما في المشاكل يورطهم في المواقف السيئة.